رغم أنّ رفع الصوت يُعدّ سلوكاً أبوياً شائعاً وفقًا لاستطلاع أجرته دراسة في جامعة نيوهامبشير عام 2003م،حيث تبيّن أنّ 75% من الآباء يصرخون في وجوه أطفالهم 25 مرّة في السنة على الأقل، إلّا أنّ هذا لا يدل على عدم تسبب الصراخ بأيّ ضرر؛ فوفقاً لدراسة أخرى أُجريت عام 2013م أشارت إلى أنّ التأديب اللفظي القاسي بما في ذلك الصراخ، والشتم، وتوجيه الإهانات، أدّى إلى زيادة الشعور بالاكتئاب لدى المراهقين، وأثّر سلباً على سلوكياتهم.[1]
إنّ صراخ الآباء ينتج عادةً عن فقدانهم السيطرة على أعصابهم؛ لذا فإنّهم يلجؤون إلى توجيه عبارات مهينة وسلبية غالباً إلى جانب الصراخ، ممّا يؤدي إلى ترك آثار خطيرة في نظرة الطفل لنفسه، الأمر الذي قد ينتج عنه عدم التقدير الذاتي، وأشارت دراسة استمرّت إلى عامين أنّ الاستمرار في توجيه الألفاظ القاسية والصراخ يُمكن أن تتماثل آثاره مع الآثار السلبية للعقاب الجسدي.[2]
يبدأ الطفل خلال سنوات المراهقة بتطوير شخصية منفصلة ومستقلّة عن والديه، ويصبح سريع التأثر بما يُوجّه إليه من انتقاد وتأديب قاسٍ، ووجدت دراسة أنّ المراهقين الذين تعرضوا للتأديب اللفظي القاسي في صغرهم أكثر عرضةً لإبداء سلوكيات عدوانية وعنيفة تجاه الآخرين.[2]
إنّ الصراخ عموماً وبصرف النظر عن محتواه من ألفاظ وسيلة للتعبير عن الغضب، وبهذا فإنّه يبعث الخوف في نفس الطفل ويُشعره بعدم الأمان، وبالمقابل فإنّ الهدوء يؤدي إلى إشعار الطفل بالطمأنينة، وبأنّه إنسان محبوب ومقبول لعائلته رغم سلوكه السيء.[3]
من القواعد المعروفة أنّ الصوت المرتفع أو الصراخ لا يجعل الرسالة المطلوب إيصالها للطفل أكثر وضوحاً، بل إنّه يجعلهم يعتادون عليه ثمّ لا يكترثون بأمره، ممّا يجعل من عملية التربية أمراً أكثر صعوبة، ففي كلّ مرّة يصرخ فيها أحد الوالدين على طفلهم يقلّ تأثر الطفل بالعقاب.[3]