ظهور الإسلام وقيام الدولة العربية الإسلامية

ظهور الإسلام وقيام الدولة العربية الإسلامية

الجزيرة العربية قبل الإسلام

كانت أحوال الجزيرة العربية قبل الإسلام مليئة بالتغيرات والتقلبات التي عكست حالة الفوضى العقدية والفكرية فيها، فلم يكن في الجزيرة العربية ما يجمع شعوبها وسكانها من روابطٍ وقواسمٍ مشتركة سوى قاسم اللغة، وبعض الأعراف والتقاليد، ولذلك نشبت في الجزيرة العربية كثيرٌ من الحروب التي استمرت لسنين طويلة؛ مثل: حرب داحس والغبراء، وحرب البسوس، والتي اندلع شررها بناء على أسباب واهية ترتكز على المصالح القبيلة في السيطرة والتغلب على الغير.

نشأت قبل ظهور الإسلام عددٌ من الدول التي استمرت فترة من الزمن؛ مثل: مملكة سبأ في اليمن، ومملكة حمير التي قضى عليها الحبشة، كما عرف العرب قبل الإسلام نشوء إمارات في العراق والشام؛ مثل: المناذرة حلفاء الفرس الذين كانوا في العراق، والغساسنة حلفاء الروم في جنوب الشام.

بداية ظهور الإسلام

كان أول عهد للجزيرة العربية بالإسلام حينما بعث النبي محمد عليه الصلاة والسلام بالرسالة المحمدية للناس كافة، فكانت تلك الرسالة كنور الفجر الذي أضاء ظلمات جاهلية الجزيرة وضلالاتها الفكرية والعقدية، وحولها في غضون سنين قليلة إلى منارة يشع منها النور إلى الآفاق، ومشعلاً يحمل الخير والفضيلة والسعادة إلى الناس في جميع أنحاء المعمورة.

مراحل ظهور الإسلام والدعوة الإسلامية

المرحلة المكية

مرت الدعوة الإسلامية بمرحلتين؛ هما: المرحلة المكية التي أخذت طابع الدعوة السرية في أولها، ثم أصبحت جهرية فيما بعد، وانشغل خلالها النبي عليه الصلاة والسلام والمسلمون بدعوة الناس إلى التوحيد والإيمان، وتصحيح عقيدة الناس المبينة على الخرافات والضلالات والأفكار الخاطئة.

المرحلة المدنية وتأسيس نواة الدولة الإسلامية الأولى

جاءت المرحلة الثانية من مراحل الدعوة الإسلامية، وهي المرحلة المدنية حينما هاجر النبي عليه الصلاة والسلام والمسلمون إلى المدينة المنورة، لتكون تلك المرحلة نقطة انطلاقة الدولة الإسلامية وتأسيس نواتها الأولى، واستهل النبي الكريم هذه الفترة ببناء المسجد، والمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، وتنظيم العلاقات بين المسلمين، وتحديد شكل العلاقة مع اليهود المجاورين لهم في المدينة، وبعد فتح مكة، وتمكّن المسلمين في السنة الثامنة للهجرة بدأ النبي عليه الصلاة والسلام بإرسال الرسل إلى الحكام، واستقبال الوفود من شتى أنحاء الجزيرة حتى انتقل إلى الرفيق الأعلى في السنة الحادية عشرة للهجرة.

المرحلة الفعلية لقيام الدولة الإسلامية الأولى

بدأت المرحلة الفعلية لقيام الدولة الإسلامية بعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام، حيث اجتمع المسلمون في سقيفة بني ساعدة، وحدثت بينهم حوارات حول تنصيب خليفة لرسول الله في قيادة المسلمين، حيث اجتمعت كلمتهم بعد التوافق على اختيار أبي بكر الصديق رضي الله عنه ليكون أول خليفة مسلم للدولة الإسلامية.

شهد عهد أبو بكر الصديق القصير الذي لم يتجاوز سنتين وأشهر قليلة ارتداد عدد من قبائل العرب عن الإسلام، ونجح رضي الله عنه في إخماد نار الفتنة، وأعاد اللحمة إلى أوصال الدولة الإسلامية، ثم خلفه في قيادة الدولة الفاروق عمر رضي الله عنه الذي كان عهده مثالاً في العدل والمساواة، كما كان حافلاً بالإنجازات والفتوحات شرقاً وغرباً، وتم تنظيم شكل الدولة الإسلامية وتأطيرها بالأطر المؤسسية، ثم خلفه ذو النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه الذي شكل عهده استكمالاً لسلفه في السياسة الراشدة والإنجازات العظيمة، إلا أنه شهد في أواخر عهد فتنة اجتماعية انتهت باستشهاده رضي الله عنه، واستمر شرر تلك الفتنة حتى عهد الإمام علي ابن أبي طالب رضي الله عنه .

الدولة الإسلامية بعد الخلافة الراشدة

بعد انتهاء عهد الخلافة الراشدة جاءت الدولة الأموية التي استمرت ما يقارب تسعين عاماً تميزت فيها الدولة بالاستقرار والثبات باستثناء بعض الثورات التي نجحت في إخمادها، ثم الدولة العباسية التي استمرت حتى سنة 1258م، ثم دول المماليك وصولاً إلى عهد الدولة العثمانية التي انتهت سنة 1923م.