أول مبتكر لقياس الذكاء

أول مبتكر لقياس الذكاء

الذكاء

يمكن تعريف الذكاء بأنّه: مقدرة الفرد على التكيُّف، والتعلُّم من المواقف الجديدة التي يتعرَّض لها، وقدرته على فَهم المفاهيم المُجرَّدة، وعلى الرغم من اختلاف علماء النفس في تعريف الذكاء، إلّا أنّ البعض عرّفه بأنّه: مقدرة الفرد على التفكير المُجرَّد. في حين عرَّفه آخرون بأنّه: مقدرة الفرد على إيجاد ردود مُناسِبة للأسئلة، ومقدرته على التعلُّم، ومن الجدير أنّ علماء النفس اجتمعوا على ارتباط الذكاء بالتكيُّف مع البيئة التي يعيش بها الفرد، ويعتمد التكيُّف من وجهة نظر علماء النفس، على العمليات المعرفيّة، والتي يمكن أن تندرج تحتها العمليات الإدراكيّة الأساسيّة، مثل: الإدراك، والذاكرة، وحلّ المشكلات، والتعلُّم، والجدير بالذكر أنّ الذكاء لا يعتمد فقط على العمليات المعرفيّة، ولكنّه مزيج، وتفاعل هذه العمليات؛ للوصول إلى حالة من التكيُّف، وبناءً على ما سبق، فإنّه لم يعُد بالإمكان اقتصار تعريف الذكاء على مقدرة واحدة، بل يمكن اعتباره مجموعة من القدرات.[1]

أول مُبتكِر لقياس الذكاء

إنّ أوّل من وضع مقياساً للذكاء، هو العالم الفرنسي ألفريد بينيه، حيث كان هدف المقياس الرئيسي في البداية هو تحديد الطلّاب الذين لديهم بعض المشكلات التي تتعلّق بالدراسة، علماً بأنّ ألفريد بينيه وُلِدَ عام 1857، وتُوفِّي عام 1911.[2][3]

ابتكرَ بينيه بابتكار مقياساً للذكاء بمساعدة زميله سيمون، ولذلك سُمِّي المقياس ب(مقياس بينيه-سيمون للذكاء)؛ نسبةً إلى اسميهما في بداية الأمر، ثم طوّره بينيه، وعدَّل عليه، واستخدمه على عيّنة من المشاركين الأمريكيين في جامعة ستانفورد، وعندها أطلق عليه (مقياس بينيه-ستانفورد للذكاء)، ويتألَّف مقياس بينيه للذكاء من عدة أسئلة رتَّبها بحسب درجة صعوبتها، وقد راعى في هذا المقياس خبرات الأطفال التي تتأثّر بالمعلومات المُكتسَبة من عملية التعلُّم، وقد وضع لكلِّ عُمر من الأعمار مجموعة من الأسئلة التي تتناسب مع هذا العمر، ومن خلال الدراسات التي أجراها، تمّ إدراك أنّ بعض الأطفال قادرون على الإجابة عن أسئلة الأطفال الأكبر سنّاً، ثمّ خرج بينيه بمفهوم العُمر العقلي، وهكذا استطاع أن يقيس الذكاء عن طريق حساب العُمر العقلي للفرد، بالمقارنة مع العمر الزمني، ومن ثمّ ضربهم بالعدد 100؛ ليخرج ما يُسمَّى ب(مُعدَّل الذكاء). IQ.[2]

أنواع الذكاء

إنّ الذكاء لا يعتمد على مقدرة واحدة فقط، وقد تبيَّن أنّه عبارة عن أنواع، وقدرات مُستقِلّة عن بعضها البعض، وقد قَسَّم الدكتور هوارد غاردنر أنواع الذكاء إلى عدّة أقسام كما يأتي:[4]

  • الذكاء اللغوي واللفظي: في هذا النوع من الذكاء، يكون الأشخاص قادرين على القراءة، والكتابة، ووصف الأشياء، ويشتمل هذا النوع من الذكاء على الكُتّاب، والمحامين، والشعراء.
  • العمليات المنطقيّة والرياضيّة: تكون لدى الأشخاص الجيّدين في هذا المجال المقدرة على حل العمليات الحسابيّة، وغالباً ما يكون لديهم الشَّغف بحلّ الألغاز، إضافة إلى البحث عن كيفيّة تركيب، وفكّ الأشياء، وفي العادة يكونون جيّدين في التعامل مع الحاسوب، والأجهزة الأخرى.
  • الذكاء المكاني: يهتمُّ الشخص في هذا النوع من الذكاء بالتعامل مع الصور، والرسومات، وغالباً ما يهتمّ بالفن، والتصوير الفوتوغرافي، وهو جيّد في وصف، وتذكُّر الأماكن، والاتّجاهات.
  • الذكاء الجسمي: يتميّز الشخص في هذا القسم بإجادة الحركات الرياضيّة، وحب الحركة، إضافة إلى حب بناء الأشياء بيديه، وكذلك إتقان عدّة أنواع من الألعاب الرياضية، مع الاتّصاف بالتوازن بشكل مُلفِت.
  • الذكاء الموسيقي: يُحب الأشخاص في هذا المجال التعامل مع الموسيقى، والإيقاعات الموسيقيّة، ويستطيعون في العادة تَذكُّر الألحان، وقراءتها، ويهتمّون بالآلات الموسيقيّة.
  • الذكاء الشخصي: يستطيع الأفراد في هذا النوع التعامل مع الأشخاص الآخرين، وكَسْبهم، وهم في العادة مستمعون جيّدون، إضافة إلى أنّهم يهتمّون بالأشخاص، ومشاكلهم كثيراً، ويندرج تحت هذا النوع: المُعلِّمون، ومندوبو المبيعات، والزعماء الدينيّون، والسياسيّون.
  • الذكاء العاطفي: الأشخاص الذين يتمتَّعون بالذكاء العاطفي، يعرفون جيّداً نقاط القوة، والضعف عندهم، ولديهم فلسفة، ونظرة خاصّة للحياة، والأشياء، وهم يهتمّون كثيراً بتحليل الأمور، ومعرفة أساسها.
  • الذكاء المُهتمّ بالطبيعة: يُحب أصحاب هذا الذكاء الاهتمام بالطبيعة، ودراسة الأشياء التي تختصّ بها، ويتّصفون بالتعامل الجيّد مع الطبيعة، والنباتات.

أشخاص يَتمتَّعون بنِسب ذكاء عالية

على الرغم من أنّ مُعامِل الذكاء ليست له نسبة ثابتة، حيث قد يتغيَّر مستوى الذكاء لدى الشخص بحسب الظروف التي يعيش فيها، إلّا أنّ هناك الكثير من الأفراد الذين يتمتّعون بنِسَب ذكاء مُتميِّزة عن أقرانهم، ونُورِد هنا بعضاً منهم:[5]

  • نيكولا تسلا: وهو عالم فيزيائي وُلِد عام 1965، وقد سَجَّل عِدّة براءات اختراع في مجال الكهرباء، علماً بأنّ نسبة معامل ذكائه كانت 215.
  • جوديت بولغار: وهي من أفضل لاعبات الشطرنج في العالَم، ونسبة ذكائها 150.
  • فيليب إيمغوالي: اختصّ بدراسة الرياضيات، والجيولوجيا، وحصل على نسبة ذكاء 190.
  • كم أُنغ يونغ: بدأ بالتحدّث بطلاقة في سنّ 6 أشهر، وكان من طلّاب الشرف في تخصُّص الفيزياء في عمر ثلاث سنوات، علماً بأنّه كان يعمل في وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، وقد تركها في سنّ 16 عاماً، وحصل على نسبة ذكاء 210.
  • كريستوفر هيراتا: تخرَّج من الثانويّة العامّة في سنّ 12 عاماً، وقد عمل في مشروع مع وكالة الفضاء الأمريكيّة وهو في سنّ 16 عاماً، وكان قد حصل على الميدالية الذهبيّة في أولمبياد المعلومات في سنّ 13 عاماً، وتُقدَّر نسبة ذكائه ب225.
  • تيرنس تاو: بدأ العمل في مركز البحوث العلميّة الوطني في سنّ 14 عاماً، وقد حصل على الماجستير، والدكتوراه في سنّ 20 عاماً، وعند وصوله إلى سنّ 24 عاماً، كان أصغر بروفيسور في جامعة (UCLA)، وتتراوح نسبة ذكائه بين 225-230.
  • ويليام جيمس: بدأ بالدراسة في جامعة هارفارد عندما كان يبلغ من العمر 12 عاماً، وخلالها أتقنَ 40 لغة، وكانت تتراوح نسبة ذكائه بين 250-300.

المراجع

  1. ↑ "Human intelligence", britannica, Retrieved 13/9/2018. Edited.
  2. ^ أ ب "Alfred Binet and the History of IQ Testing", verywellmind, Retrieved 29/8/2018. Edited.
  3. ↑ "Alfred Binet", britannica, Retrieved 29/8/2018. Edited.
  4. ↑ "What’s Your Intelligence Type?", lifehack, Retrieved 13/9/2018. Edited.
  5. ↑ بشر عمار، اختبارات الذكاء:ماهيتها واستخداماتها، سوريا: جامعة الاندلس، صفحة 12-15. بتصرّف.