أول علامات الساعة الكبرى
يوم القيامةيوم القيامة يوم العدل المطلق الذي لا يشوبه الظلم، وهو اليوم الذي يُحاسب الله تعالى فيه عباده، وتعرض عليهم أعمالهم فيه، وقد سمّي هذا اليوم بأسماءٍ
يوم القيامة
يوم القيامة يوم العدل المطلق الذي لا يشوبه الظلم، وهو اليوم الذي يُحاسب الله تعالى فيه عباده، وتعرض عليهم أعمالهم فيه، وقد سمّي هذا اليوم بأسماءٍ كثيرةٍ وردت في القرآن الكريم والسنّة النبويّة، ومن أسمائه: يوم الحساب، يوم الحاقّة، يوم الصاخة، يوم البعث، يوم الوعيد، وتعدّد الأسماء ما هو إلّا دليلٌ على عظمة هذا اليوم، كما أنّ لكلّ اسمٍ من هذه الأسماء دلالةٌ توجل منها القلوب، وتقشعر منها الجلود، فقد كتب الله تعالى على الكون الانتهاء، وجعل من سُننه الفناء، قال تعالى: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ* وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ)،[1] وأهوال هذا اليوم عظيمةٌ، فهو يومٌ يضطرب فيه الكون، وتُشقّق فيه الأرض، وفيه تتأجّج النار في البحار، وتنتثر الكواكب، ويجمع الله تعالى الخلائق في هذا اليوم حفاةً عراةً، ويكونون جميعاً مُتساوين في هيئةٍ واحدةٍ لا يتميّز فيها الغنيّ عن الفقير، ولا صاحب الجاه عن من لا جاه له، واختار الله تعالى الشام لتكون أرض المحشر، يقول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (يُحشَرُ النَّاسُ يومَ القيامةِ على أرضٍ بيضاءَ عَفْراءَ، كقُرصةِ نقْيٍ)؛[2] أي ليس فيها مَعلَمٌ لأحدٍ، وبذلك تكون الأرض مستويةً، وتقترب الشمس من الخلائق في ذلك اليوم بحسب أعمالهم، ولا يأمن من حَرِّ الشمس إلّا من استظل بظل الرحمن من الأصناف التي ذكرها النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وهم: الإمام العادل، والشاب الذي حرص على طاعة الله في شبابه، ومن التزم بالصلاة الى أن تعلق قلبه بالمسجد، والذين تحابّوا في الله، ومن يصمد أمام فتنة النساء، و المتصدّق ابتغاء وجه الله تعالى، ومن تساقطت دموعه في الخلَوات؛ خشيةً من الله تعالى.[3]
أوّل علامات الساعة الكبرى
علامات الساعة الكبرى هي آخر ما سيمرّ على الأرض من أحداثٍ، ويبلغ عددها عشر علاماتٍ، أمّا عن ترتيب هذه العلامات فليس في القرآن الكريم أو السنّة النبويّة نصٌّ صريحٌ في ترتيبها، وقد درس العلماء هذه الروايات من السنّة، والله تعالى أعلم بالترتيب الدقيق لها، ولكنّ الوارد أنّ العلامات تحدث متتابعةً وبمجرد ظهور العلامة الأولى تتسارع باقي العلامات في الحدوث، وتقسم علامات الساعة الكبرى إلى قسمين، هما: علاماتٌ يراها المؤمن، وأخرى لا يراها إلّا الكافر.[4]
العلامات التي يراها المؤمن
إنّ علامات الساعة الكبرى التي يراها المؤمن كما أوردت النصوص الشرعيّة هي على النحو الآتي:[4]
- العلامة الأُولى: ظهور المسيح الدجال، وفتنة الدجال من أشدّ الفتن التي يشهدها الناس، حتى أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ذكر لأصحابه وصفه بأنّه ذو عينٍ طافئةٍ، يلبث في الأرض أربعين يوماً، اليوم الأول بطول السنة، والثاني كالشهر، والثالث كالأُسبوع وباقي هذه الأيام كأيام الناس، وأوصاهم والمسلمين من بعدهم بقراءة فواتح سورة الكهف؛ فإنّها تعصمهم من هذه الفتنة العظيمة.
- العلامة الثانية: نزول نبي الله عيسى عليه السلام، فينزل عيسى -عليه السّلام- في آخر الزمان ويحكم أهلها بالعدل، ويقوم بكسر الصليب وقتل الخنزير، ويأمر بدفع الجزية، وينزل في شرقيّ دمشق، فيقتل الدجال، ويُحدّث الناس عن درجاتهم في الجنّة.
- العلامة الثالثة: ظهور يأجوج ومأجوج، ويأجوج ومأجوج قومٌ يُكثرون الفساد في الأرض، يقول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (ويبعث اللهُ يأجوجَ ومأجوجَ، وهم من كلِّ حدَبٍ ينسِلونَ، فيمرُّ أوائلُهم على بحيرةِ طَبرِيَّةَ، فيشربون ما فيها، ويمرُّ آخرُهم فيقولون: لقد كان بهذه، مرةً، ماءً).[5]
- العلامة الرابعة: طلوع الشمس من مغربها، وبعد طلوعها من المغرب يؤمن الناس جميعاً، حين لا ينفعهم إيمانهم؛ إذ فات أوانه.
- العلامة الخامسة: الدابة.
- العلامة السادسة: الدخان، وهذا الدخان يأخذ روح المؤمن كالزكمة، أمّا الكافر فيأخذه الدخان أخذاً شديداً.
العلامات التي لا يراها إلّا الكافر
ومن علامات القيامة الكبرى ما لا يراه إلّا الكافرون دون المسلمين، وهي:[4]
- الخسوف الثلاث : خسفٌ يحدث في المشرق، وخسفٌ يحدث في المغرب، وخسفٌ يقع في جزيرة العرب.
- العلامة الأخيرة: وتُتبع هذه الخسوف بالعلامة الأخيرة؛ وهي نارٌ تأخذ الناس الى أرض المحشر، فيجتمع الناس في محشرهم ليبدأ الحساب.
فوائد معرفة علامات الساعة
ارتبط الإيمان بالله تعالى بالإيمان باليوم الآخر في كثيرٍ من آيات القرآن الكريم، وهذا إن دلّ على شيءٍ فهو يدلّ على عظمة هذا اليوم وكثرة أهواله، أمّا عن وقت وقوعه، فهو من العلم الذي استأثر الله تعالى به، ولم يُطلع عليه أحداً من خلقه، ويَظهر هذا واضحاً عندما جاء جبريل للنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يسأله عن وقت حدوث الساعة، فأجابه النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قائلاً: (ما المسؤولُ عنها بأعلمَ من السائلِ، ولكن سأُحدِّثُكَ عن أشراطِهَا)،[6] فالنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وجبريل -عليه السّلام- على قُرب منزلتهم من الله تعالى، إلّا أنَّهم لا علم لهم بوقتها، وبذلك يثبت أنّه من غير الممكن علم غيرهم بوقتها، ومن فوائد معرفة علامات الساعة، حصول الإيمان بالله تعالى و برسوله -صلّى الله عليه وسلّم- عند التحقّق من صدق الروايات والعلم بها، كما أنّ وقوع هذه الأحداث كما أخبر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يعمل على تقوية الإيمان في القلوب وتمكينه في النفوس، فهو دليلٌ صريحٌ على صدق النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وقد بعثه الله تعالى لتعليم الناس الخير وهدايتهم إلى النهج القويم والصراط المستقيم، فعلّم صحابته كيفيّة التعامل مع ما يعترضهم من وقائع، ولم يكتفي بهذا، بل أخبرهم بالغيبيّات التي ستقع بعد زمانهم؛ لتوجيه المسلمين في كلّ زمانٍ إلى التعامل الصحيح مع الأحداث، كما أنّ هذا العلم موافقٌ لفطرة الناس في الحرص على معرفة ما سيقع في المستقبل، فهو يخبرهم بما يكفيهم في هذا الجانب.[7]
المراجع
- ↑ سورة الرحمن، آية: 26-27.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6521، صحيح.
- ↑ خالد أبو شادي (16-11-2015)، "مواعظ القلوب بين الترغيب والترهيب - [09 أهوال يوم القيامة الكبرى"]، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-12-2018. بتصرّف.
- ^ أ ب ت سامح البلاح (12-9-2013)، "علامات القيامة الكبرى"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-12-2018. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن النواس بن سمعان، الصفحة أو الرقم: 2937، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 4777، صحيح.
- ↑ عمر الأشقر (11-9-2014)، "(1) فوائد دراسة أشراط الساعة "، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 8-12-2018. بتصرّف.
المقال السابق: وصفات للبشرة
المقال التالي: معلومات عن كوريا الجنوبية
أول علامات الساعة الكبرى: رأيكم يهمنا
0.0 / 5
0 تقييم
