إنّ أوّل ما نزل من القرآن الكريم هي الآيات الخمس الأولى من سورة العلق، قال تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ*خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ*اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ*الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ*عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)،[1] والملَكَ الذي نزل بها هو جبريل عليه السّلام، وكان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في غار حراء يتعبّد.[2]
كان نزول القرآن الكريم على النبيّ -عليه السّلام- على مرحلتين، هما:[3]
اختلفت أقوال العلماء في سرّ إنزال القرآن إلى السماء الدنيا جملةً واحدةً، فقيل إنّ في ذلك تفخيماً لأمر القرآن، ولأمر من نزل عليه، بأن أعلم الله ساكني السماوات السبع أنّ القرآن هو آخر الكتب المنزلة، وقيل أيضاً تسليماً للأمّة ببروز حظّهم بمبعث النبيّ محمد عليه الصّلاة والسّلام، فكانت بعثته رحمةً للأمّة، وفي تنزيله جملةً واحدةً تكريمٌ لبني آدم، وتعظيمٌ لشأنهم عند الملائكة، والرحمة بهم، وفيه تسويةٌ بين محمد -عليه السّلام- وبين موسى -عليه السّلام- في أن أنزل كتابه جملةً واحدةً، ومن ثمّ تفضيل محمدٍ -عليه الصّلاة والسّلام- بأن أنزله عليه منجمّاً.[4]
القرآن الكريم: هو الكتاب الذي أنزله الله هدايةً للناس، يخرجهم به من الظلمات إلى النور؛ فأنزله تبياناً لكلّ شيءٍ، وهدى للمؤمنين، وشفاءً لهم، ورحمةً بهم، وفيه هدايةٌ للناس إلى الصراط المستقيم، فأمر الله بتدبر القرآن والتأمّل في معانيه، وإعمال الفكر فيه، وما ورد فيه من مبادئ وعواقب، فبذلك يعرف ربّه المعبود، كما يعرف طريق الحقّ، ويعرف طريق الباطل، فيزداد علماً وعملاً وبصيرةً.[5]