أول من قام بجمع القرآن الكريم

أول من قام بجمع القرآن الكريم
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

أول من قام بجمع القرآن

دلّت الروايات التاريخية أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه، كان أول من أمر بجمع القرآن الكريم حينما كلف الصحابي الجليل زيد بن ثابت بتلك المهمة الجليلة عند مشورة عمر رضي الله عنه،[1] وقد كان القرآن الكريم قبل ذلك محفوظاً في صدور الصحابة وقلوبهم، كما اتّخذ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كُتّاباً للوحي يكتبون بين يديه ما يتنزّل من آيات القرآن وسوره، وكانت الكتابة على مواد بسيطة، مثل: اللخاف والأديم والقماش.[2]

بعد ذلك كان للصحابة محاولاتٌ فردية لجمع القرآن الكريم ولكن بدون أن تحظى تلك المحاولات بما حظيت به مهمة الصدّيق من الدقة في البحث والتحرّي، وبلوغ حد التواتر عن الصحابة في جمع آيات القرآن، والاقتصار على الآيات التي لم تنسخ تلاوتها، وقد بدأ زيد بن ثابت -رضي الله عنه- تلك المهمة بجمع القرآن من الأكتاف والرقاع وصدور الرجال، وقد أهّله للقيام بتلك المهمة أنه كان أحد حفظة القرآن الكريم، كما كان أحد كُتّاب الوحي عن رسول الله، كما تميز بصفاتٍ عدّة منها: وفرة العقل، والورع، والاستقامة في الدين، وعن زيد بن ثابت -رضي الله عنه- قال: (كَانَتِ الصُّحُفُ عِنْدَ أبِي بَكْرٍ حتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ عِنْدَ عُمَرَ حَيَاتَهُ، ثُمَّ عِنْدَ حَفْصَةَ بنْتِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنْه).[3][1]

السبب الداعي لجمع القرآن

كان السبب الداعي إلى جمع القرآن الكريم أن خلافة الصديق -رضي الله عنه- شهدت أحداثاً جسام، ومعارك شديدة، استشهد على أثرها الكثير من حفاظ كتاب الله تعالى، ومن بين تلك المعارك: معركة اليمامة، التي استشهد فيها سبعين من قراء الصحابة، فأشار الفاروق عمر على الصدّيق أن يقوم بجمع كتاب الله؛ حتى لا تضيع آياته بذهاب القُرّاء والحفظة، فتردّد الصديق في بداية الأمر، ثم شرح الله صدره للقيام بتلك المهمة الجليلة.[4]

المرحلة الثانية لجمع القرآن

كانت هذه المرحلة الثانية لجمع القرآن الكريم في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه، حيث أقرأ النبي -عليه الصلاة والسلام- الصحابة القرآن على سبعة أحرف، وبعد أن اتّسعت الفتوحات الإسلامية كثر الخلاف بين القراء، فجمع عثمان بن عفان الصحابة وشاورهم في مسألة جمع القرآن الكريم على حرفٍ واحدٍ، فاستحسنوا ذلك، فشرع بتلك المهمة الجليلة بعد أن كلّف عدداً من الصحابة للقيام بها، ليقوموا بعدها بإرسالها إلى الأمصار وحرق ما سواها من المصاحف.[5]

المراجع

  1. ^ أ ب "جمع القرآن في عهد أبي بكر "، www.islamweb.net، 2013-10-6، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-17. بتصرّف.
  2. ↑ "مسائل حول جمع القرآن الكريم "، www.islamweb.net، 2008-2-16، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-26. بتصرّف.
  3. ↑ رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن زيد بن ثابت، الصفحة أو الرقم: 4986، صحيح.
  4. ↑ "خلافة أبي بكر الصديق - (12) جمع القرآن الكريم في عهد أبي بكر الصديق "، www.islamway.net، 2017-4-14، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-17. بتصرّف.
  5. ↑ الشيخ صلاح نجيب الدق (2013-5-15)، "جمع القرآن وترتيبه"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-17. بتصرّف.