أول من أسلم يوم الفتح

أول من أسلم يوم الفتح

لم يكن يوم فتح مكّة المكرّمة من قبل المسلمين يوماً عاديّاً مرّ على المسلمين مرور الكرام، بل كان هذا اليوم يوم عزّة وفتحٍ وانتصار، تمكّن النّبي والمسلمون فيه من تحرير تلك البقعة المقدّسة التي جعلها الله حرماً آمناً.

صلح الحديبية

رأى النّبي عليه الصّلاة والسّلام في منامه أنّه يدخل المسجد الحرام والمسلمون ويطوف به ويعتمر، ولا شكّ في أنّ رؤيا الأنبياء حقّ، وقد حدّث النّبي أصحابه بهذه الرّؤيا، فجهّزوا أنفسهم لشدّ الرّحال إلى مكّة المكرّمة، لم يحملوا معهم إلاّ سلاح المسافر، وجاؤوا مرتدين لباس الإحرام، وعندما علمت قريش بذلك أقسمت أنّه لن يدخل المسلمون مكّة عنوة، فقامت مفاوضات بين الطّرفين انتهت بعقد اتفاقٍ بين المسلمين وكفّار قريش سمّي بصلح الحديبيّة، وقد كان هذا الصّلح الذي بدا أنّه انتصار للكفّار مقدّمة للفتح العظيم، وهو فتح مكّة المكرّمة.

سبب فتح مكة

كان من بين شروط اتفاق صلح الحديبيّة ألا يعتدي أيّ طرفٍ على حلف الطّرف الآخر، وقد حدث أن اعتدى حلفاء قريش من بني بكر على حلفاء النّبي عليه الصّلاة والسّلام من بني خزاعة حيث قتلوا رجالاً منهم، وعندما بلغ النّبي الكريم ذلك أدرك أنّ الاتفاق مع كفّار قريش قد نقض بنقض واحدٍ من شروطه، فاستنفر المسلمون، وأعد الرسول الكريم جيشاً قوامه عشرة آلاف مجاهد، وتوجّه إلى مكّة حيث رابط المسلمون حولها بعد أن أشعلوا النّيران، حتّى يبثّوا الرّعب في نفوس كفّار قريش، فيحملهم ذلك على الاستسلام وعدم القتال.

دخول جيش المسلمين مكّة

وقد كان جيش المسلمين يتكوّن من أربع فرق على رأس كلّ منها صحابيّ، وقد دخل الجيش مكّة المكرّمة من دون قتال، إلاّ جناح خالد بن الوليد الذي واجه مقاومة بسيطة، وسرعان ما استطاع الجيش السّيطرة على مكّة المكرّمة ليدخل النّبي عليه الصّلاة والسّلام البيت الحرام، فيكسر الأصنام التي حوله بقوسٍ معه، وهو يردّد قوله تعالى: (وقل جاء الحقّ وزهق الباطل، إنّ الباطل كان زهوقاً ).

أبو سفيان أوّل من أسلم بعد الفتح

وقد عُرف من بين أوّل من أسلم يوم الفتح أبا سفيان بن حرب بن أميّة، حيث جعل النّبي الكريم داره آمنة لمن دخل فيها، كما أسلمت زوجه هند بنت عتبة، وقد كان أبو سفيان قائد المشركين في مكّة، وذا مكانة كبيرة بين أهلها، حيث كان لإسلامه تأثيرٌ كبير في إسلام الكثيرين، وأسلم كذلك عكرمة بن أبي جهل، وسهيل بن عمرو رسول قريش يوم الحديبيّة، وكذلك صفوان بن أمية، وأبو قحافة والد أبي بكر الصّديق، وقد عفا النّبي الكريم عن قريش في هذا اليوم المبارك بقوله اذهبوا فأنتم الطّلقاء.