من أجل فهم جسم الإنسان يجب النظر إلى مكوِّناته وبنيته، خصوصاً أنَّه معقد، ويعمل كآلةٍ حية، ويوجد في جسم كل كائنٍ حي، وحدةٌ أساسية هي الخلية التي تعد أصغر شيءٍ حيٍ في الكائنات، ومنها يتكون جسم الإنسان الذي يحتوي على ملايين الملايين من الخلايا، وهي تنقسم إلى أنواعٍ مختلفة، منها ما هو مختصٌ بتكوين الدم، ومنها ما يشكل العظام، كما توجد خلايا دماغية، وأخرى جلدية، إضافةً إلى خلايا مسؤولة عن لون الشعر، وخلايا مسؤولةٍ عن التنفس والعضلات وأداء النشاطات اليومية التي يؤديها جسم الإنسان، مما يعني أنّ الخلايا تشكل الأنسجة، ومن الأنسجة تتكون أعضاء الجسم.[1]
يقع علم التشريح ضمن حقل علوم الأحياء، ويهتم بدراسة ووصف وتصنيف بنية أجسام الكائنات الحية،[2] ويعتبر الإنسان من أعقد الكائنات الحية تركيباً على كوكب الأرض، ويضم جسمه الأعضاء الآتية:[3]
في مصر القديمة، ومنذ العام 2000 قبل الميلاد، عرف الأطباء لأول مرة ومن أشهرهم هورفيليوس أنَّ جسم الإنسان له أعضاء داخلية، كالمعدة، والأمعاء الدقيقة والغليظة، والكلى، كما عرفوا أنَّ المرأة تملك رحماً، ينمو فيه الطفل قبل أن يولد، ولم يبتعد الأطباء في اليونان القديمة عن هذه الاكتشافات، غير أنَّ أطباء مصر القديمة وآسيا وأوروبا، ظلوا يظنون أنَّ أمراض الجسم سببها الأرواح الشريرة، وتراجع هذا الاعتقاد عندهم منذ العام 300 قبل الميلاد،[4] أما حديثاً فإنَّ أول من وضع رؤية متكاملةً لعلم التشريح، من خلال كتابٍ شرح فيه النظام العصبي، والهيكل العظمي، والعضلات، هو العالم البلجيكي أندرياس فيزاليوس (بالإنجليزية: Andreas Vesalius)، الذي وضع كتابه هذا عام 1543م مستفيداً من كتابات العالم العربي محمد بن زكريا الرازي، ويعتبر أندرياس فاسيلاس أبا علم التشريح الحديث.[5]