أهمية المساحات الخضراء

أهمية المساحات الخضراء

المساحات الخضراء

المساحات الخضراء هي الأراضي المكسوّة بغطاء نباتي، مثل الأعشاب، أو الشّجيرات، أو الأشجار، وتشمل المسطحات الخضراء، المتنزهات، والحدائق، والملاعب، وساحات المدارس، وأماكن الجلوس العامة، وغيرها. وتُعد المساحات الخضراء عنصراََ مهماََ يجب الحرص على وجوده داخل المناطق الحضريّة وخارجها لما له من قيمة جماليّة، وتأثيرات صحيّة وبيئيّة على حياة البشر ومن الواجب توعية المجتمعات بأهمية المساحات الخضراء، وكيفية المحافظة عليها، وعلى التّنوّع الحيويّ فيها، وتشجيع المجتمعات على الاستفادة الآمنة والمثلى منها.[1]

أهمية المساحات الخضراء

الفوائد الصحية والنفسية

تفيد الكثير من الدّراسات أنّ مجرد التّواجد في بيئة تكثر فيها المساحات الخضراء، أو ممارسة نشاط بدني في أماكن طبيعيّة يوفر الكثير من الفوائد الصّحيّة والنفسيّة للبشر، ومنها:[2][3]

  • توفر الهدوء، إذ إنّ الأشجار المزروعة ضمن تخطيط جيد يمكنها أن تحجب الكثير من ضوضاء الشّارع، والأضواء غير المرغوب بها.
  • تزيد من احترام الذّات، وتزيد من قدرة الأفراد على التّفكير بوضوح، والتّعامل مع ضغوط الحياة اليوميّة، وتقلل من النّوازع التخّريبيّة، والجرائم.
  • توفّر جوّاََ أفضل للدراسة، حيث تشير بعض الدراسات أن وجود نباتات في المؤسسات التعليميّة يحسّن من أداء الطلاب في الاختبارات، و يزيد من قدرتهم على التركيز، ومواجهة ضغوط الأقران.
  • تحسّن الصّحة، فوجود البشر بالقرب من النّباتات يقلل من ضغط الدّم، والشّد العضلي النّاتج عن التّوتّر، ومشاعر الخوف، والغضب.
  • تخفّف من أعراض اضطراب نقص الانتباه لدى الأطفال، ويحدث ذلك عند وجود الطّفل في مكان يحتوي على مساحات خضراء، أو مجرد مشاهدة المساحات الخضراء من النّافذة.
  • تحسّن المزاج، وتعزز الصّحة الجسديّة والعاطفيّة، وتزيد من القدرة على التّواصل مع الآخرين.
  • تساهم في تحسين الصّحة العقليّة، وتقلّل من حالات الاكتئاب.
  • تقلّل معدل الوفيات النّاجمة عن الإصابة بأمراض القلب والأوعيةّ الدّمويّة، وتقلل من السّمنة، ومرض السّكري.
  • تقلل من حالات الموت النّاتجة عن النّوبات القلبيّة أو السّكتة الدّماغيّة النّاتجة عن ارتفاع درجات الحرارة وضربات الشّمس، وذلك لدورها في خفض درجات الحرارة وتحسين المناخ.
  • توفّر أماكن لممارسة الأنشطة البدنيّة مثل رياضة المشي، وركوب الدّراجات، الأمر الذي يقلل من الوفيات النّاتجة عن انعدام النّشاط البدنيّ والتي تُقدّر بـ 3.2 ملايين وفاة سنويّاََ.

الأهمية البيئيّة

من الآثار الإيجابيّة للمساحات الخضراء على البيئة ما يأتي:[4]

  • ترشّح الهواء من الغبار والملوثات، مما يحسن من جودة الهواء، والمناخ أيضاََ.
  • تحد من ترسّب النّترات من التّربة إلى المصادر المائيّة، وتقلل من تلوث المياه بالملوثات مثل الفسفور.
  • توفّر أماكن ظليلة، وتقلل من درجات الحرارة في المناطق الحضريّة، وتزيد من رطوبة الهواء من خلال التّبريد التّبخيري.
  • تحافظ على تماسك التّربة، وتقلل من التّعرية، مما يقلل من العواصف التّرابيّة، ويمنع وصول الأتربة إلى البحيرات، والجداول.
  • تزيد من نسبة الأوكسجين اللازم لتنفس الكائنات الحيّة، وتقلل من نسبة ثاني أكسيد الكربون، علماََ أنّ شجرة واحدة تستهلك 26 باونداََ (11.8 كيلوغرام تقريباََ) من ثاني أكسيد الكربون سنويّاََ.
  • تقلل من استهلاك الوقود الأحفوريّ المستخدم في التّبريد والتّدفئة، فالأشجار متساقطة الأوراق المزروعة في الأماكن الحضريّة تقلل من حرارة المنازل صيفاََ، مما يزيد من كفاءة المكيفات بنسبة 2-4%، ويقلل استهلاكها للطاقة، كما أنّ وجود الأشجار يزيد من قدرة أشعة الشّمس على تدفئة المنازل شتاءََ.
  • تزيد من قدرة التّربة على الاحتفاظ بماء المطر.

المخاطر التي تواجه المساحات الخضراء

من أهم التّحديات والمخاطر التي تواجه الغطاء النّباتي في العالم ما يأتي:[5]

  • فقدان الموائل الطّبيعيّة، وتدهورها: يُعد فقدان الموائل من أكبر المخاطر التي تواجه التّنوع النّباتيّ، إذ يتم تحويل الغابات إلى مراعِِ، وأراضٍ زراعيّة، وما يتبقى منها يكون عرضة للحرائق، وقطع الأشجار.
  • الاستغلال المفرط: تتعرّض النباتات للاستهلاك الذي يؤدي في بعض الأحيان إلى انقراض أنواع محددّة، فبعض الأشجار تُقطع للاتّجار بالخشب، وبعض النّباتات تُقطع لاستخدامها في تجارة الأدوية، كما أنّ الاستغلال المفرط للحيوانات يحد من دورها في نشر البذور، وتلقيح النّباتات، مما يشكل تهديداََ للتنوّع النّباتي على المدى الطّويل.
  • تلوّث الهواء وترسّب النّيتروجين: تعاني النّباتات من تلوّث الهواء النّاتج عن حرق الوقود الأحفوريّ، ومن أهم الملوثات التي تؤثّر على النّباتات ثاني أكسيد الكبريت، وأكاسيد النّيتروجين، والأوزون الذي ينتج عن الهيدروكربونات وأكاسيد النّيتروجين بوجود ضوء الشّمس، كما أنّ ترسب النّيروجين، يؤدي إلى تحمّض التّربة، ويغير من دورة المغذيات في الطّبيعة.
  • التّغيّر المناخي: لا يوجد ما يدل على حدوث حالات انقراض عالميّة نتيجة التّغيرات التي تطرأ على المناخ، إلا أنّ هناك دليلاً على حدوث حالات انقراض محليّة لبعض الأنواع عند الهوامش المناخية، كما أنّه من الملاحظ أن ارتفاع درجة الحرارة أدى إلى حدوث تغير في دورة نمو نباتات المناطق المعتدلة، فأصبحت تزهر وتنتج أوراقاََ في وقت مبكر من الرّبيع، ويتأخّر سقوط أوراقها في فصل الخريف.

الأسقف الخضراء

يتجه الكثير من مالكي المنازل والشّركات لتحويل أسقف المباني إلى مساحات خضراء، بدلاً من سقفها بالطّوب، أو تغطيتها بالقطران، وبذلك يمكن الاستفادة من مساحات مهملة، وتحويلها إلى مساحة مريحة للنظر ومفيدة بيئيّاََ، فهي توفّر جميع المزايا التي توفرها المساحات الخضراء على الأرض من إنتاج الأوكسجين، وتبريد الهواء، وتوفير مناطق ظليلة، بالإضافة إلى أنّ هذه الخطوة توفر حلولاََ لمشاكل الأسقف التّقليديّة، كما أنّها تدوم لفترة أطول. ومن فوائد الأسقف الخضراء للمباني ما يأتي:

  • توفّر عازلاً حرارياً طبيعياً للمبنى، مما يقلل من استهلاك الطّاقة صيفاََ بنسبة 75%.
  • تمتّص مياه الأمطار مما يقلل من الحاجة إلى أنظمة تصريف معقدة، وتقلل من كميات المياه المتدفقة إلى الشّوارع والمصارف الصّحيّة.
  • تحمي أغشية السّقف العازلة من الأشعة فوق البنفسجيّة، والظّروف الجويّة القاسيّة، فتدوم لفترة أطول.
  • تقلل من ظاهرة الجزر الحراريّة الحضريّة (بالإنجليزيّة: Urban heat island)، وهي ظاهرة ارتفاع درجات حرارة المدن التي تكثر فيها الأبنية مقارنة بالبيئات الأخرى.

المراجع

  1. ↑ "What is Open Space/Green Space?", www3.epa.gov, Retrieved 13-5-2018. Edited.
  2. ↑ "Lifestyle Benefits of Green Spaces", projectevergreen.org, Retrieved 13-5-2018. Edited.
  3. ↑ "المساحات الخضراء: مورد قيّم لتوفير الصحة الحضرية المستدامة"، unchronicle.un.org، 7-2017، اطّلع عليه بتاريخ 13-5-2018. بتصرّف.
  4. ↑ "Environmental Benefits of Green Space", projectevergreen.org, Retrieved 13-5-2018. Edited.
  5. ↑ Richard Corlett (1-2-2016), "Plant diversity in a changing world: Status, trends, and conservation needs"، www.sciencedirect.com, Retrieved 13-5-2018. Edited.
  6. ↑ SARAH DOWDEY, "What is a Green Roof?"، science.howstuffworks.com, Retrieved 13-5-2018. Edited.