أهمية تعلم اللغة العربية

أهمية تعلم اللغة العربية

تعريف اللغة

عرَّفَ الإمام ابن جني اللغةَ على أنَّها عبارةٌ عن مجموعةٍ من الأصوات التعبيريّة التي يستخدمُها البشرُ؛ للتعبير عن احتياجاتِهم.أمّا الدكتور إبراهيم أنيس، فقد عرَّفَها على أنَّها مجموعةٌ من الرموز الصوتيّة التي يستخدمُها البشرُ للتواصُلِ فيما بينَهم.[1]

وفي ما يتعلّق باللغة العربية، فهي اللغة التي يتحدَّثُ بها العَرب، وهي لغةُ القرآن الكريم، لغةٌ سليمةٌ صحيحةٌ خاليةٌ من الأخطاء والعيوب، ليس فيها نَقْصٌ، ولا تحتوي على ألفاظ عاميّة أو أعجميّة.[2]

نشأة اللغة العربيّة

اللغة العربيّة هي واحدةٌ من أقدم اللغات على وَجه الأرض، حيث يُقال إنَّ اللغة العربيَّة انحدرَت من أبناء سام بن نوح عليه السلام، أي قوم عاد، وثمود، وجُرهم الأولى، وأخذها عنهم بنو قحطان، وذلك بعد أن تعرَّضت للانقراضِ، والضَّعف، والتحريف؛ فظهرَت عدَّة لهجات، مثل لهجة الحُميريّة (لهجة أهل اليمن)، وبَعدَ أن وصلَت إلى الشمال، تعلَّمَها أبناء سيدنا إسماعيل عليه السلام في الحجاز.[3]

كانت اللغة العربيّة في بداية نشأتِها ضعيفةً ومحدودةَ الألفاظِ ، غير أنَّ ُمتطلَّبات الحياة، وحاجة الناس إلى التنقُّل في شبه الجزيرة العربيّة؛ أدَّت إلى ولادة ألفاظ لغويّة جديدة؛ لتساعدَهم في التعبير عن حاجاتهم، ورغباتهم؛ حيث أدَّت هذه الحاجة إلى زيادةِ ظهورِ الألفاظِ والتصريفاتِ اللغويّة وانتشارِها.[3]

وممَّا ساعدَ على انتشار اللغة العربيّة، وزيادةِ تطوُّرِها؛ اجتماعُ القبائل في الأسواق؛ والذي أدَّى بدوره إلى الحاجةِ لوَضْعِ ضوابط لهذه اللغة؛ حتى أصبحَت لغة الشعرِ، والكتابةِ.[3]

أهميّة اللغة العربيّة

تتمثَّل أهميّة اللغة العربيّة في أنَّها:[4]

  • تُعتبَرُ لغةَ القرآنِ الكريمِ، والسنة النبويّة الشريفة.
  • يُعَدُّ تعلُّمُها وفَهْمُها، إضافة إلى تعلُّمِ علومِها أمراً ضروريّاً؛ لفَهْمِ القرآنِ الكريمِ، يقول الشافعي "على كلِّ مسلمٍ أن يتعلَّمَ من لسان العَربِ ما بَلَغَه جهده، حتى يشهد به أن لا إله إلا الله وأنَّ محمداً عبده ورسوله".
  • تُعَدُّ معاني ومفرداتُ القرآنِ الكريمِ، موافقةً ومشابهةً لكلامِ العربِ، ولغتِهم.

أهميّة تعلُّم اللغة العربيّة

أمّا أهميّة تعلُّم اللغة العربيّة، فتتلخَّصُ في النقاط الآتية:[5]

  • تَحظى اللغة العربيّة بمكانة مهمة؛ فقد اختارَها اللهُ عزَّ وجلَّ من بين جميع لغات العالم؛ حيثُ أنزلَ القرآنَ الكريمَ باللغةِ العربيّةِ، كما أنَّه اختارَها؛ لتكون لغة الإسلام.
  • تُسهِّلُ اللغةُ العربيّةُ عمليّةَ تعلُّمِ القرآنِ، والأحاديث الشريفة؛ لأنّ في تعلُّمِها فَهْمٌ صحيح لِما جاء فيهما من ألفاظ، وتراكيب، وأحكام، وقوانين.
  • تُساعدُنا في فَهْمِ وتعلُّمِ معاني، ومغازي الجوانب الأدبيّة التي وردَت في القرآن الكريم، عن طريق فَهْمِ الأسرارِ التي تكمُنُ في أعماق اللغةِ العربيّةِ.
  • َ تُمكِّنُنا من فَهْمِ القضايا اللغويّة، وذلك عن طريق الأُسُسِ التي تستندُ إليها، وتتضمَّنُها اللغةُ العربيّةُ.
  • تتميَّزُ اللغة العربيّة بأنَّها لم تتغيَّرْ ولم تندثرْ منذ أربعة عشر قرناً، وهي أَصْلُ الثقافة الإسلاميّة والعربيّة.
  • تتَّصِفُ اللغةُ العربيّةُ بأنّها وسيلةٌ للتعرُّفِ على التراثِ الإسلاميِّ، والعربيِّ.

خصائصُ اللغةِ العربيّةِ

تتميَّزُ اللغةُ العربيّةُ عن غيرها من اللغات بمجموعةٍ من الخصائصِ، من أهمِّها:[6]

  • الخصائصُ الصوتيّة: وهي تتمثَّلُ بتوزيعِ مخارجِ الحروفِ من الشفتين، وحتى أقصى الحَلْقِ؛ حيث تتعدَّدُ هذه المخارجُ وتتنوَّعُ، مع مراعاة التنسيقِ والتوازُن بين أصوات الحروفِ في الكلمةِ الواحدةِ.
  • الاشتقاق: فاللغةُ العربيّةُ تُمكِّنُنا من اشتقاق كلماتٍ ذاتِ قدرٍ من المعنى في أصلٍ واحدٍ؛ ممّا يحفظُ الجهدَ، ويوفِّرُ الوقتَ على المُتعلِّمِ.
  • خصائص الكلمة العربية تمتلكُ الكلمةُ في اللغةِ العربيّةِ خصائص عدّة، تختلفُ عن خصائص غيرها من الكلمات في بقيّة اللغات، مثل: الشكل، والبناء، والصيغة، والوزن.
  • التعريب: ترتبِطُ كلماتُ اللغةِ العربيّةِ مع بعضِها البعض من حيث الحروف، والأصوات، والتراكيب، والهيئة، والبُنْية، حتى إنَّ الكلمة الأجنبيّة إذا دخلَت إلى اللغةِ العربيّةِ فإنّها يجب أن تتبعَ أوزانَ اللغةِ العربيّةِ، ومن بعض الأمثلة على الكلمات المُعرَّبة: مرجان، وكوب، ودرهم.
  • خاصيّة معاني الألفاظ العربيّة: حيث إنّ هناك طُرُقاً مُتَّبَعةً عند العَربِ في تحديد الألفاظ والمُسمَّيات، تعتمد على:
  • الإيجاز: ومن أشهر أقوال العَرَبِ في الإيجاز: "الإيجاز بلاغة"، وقالوا أيضاً "خير الكلام ما قَلَّ ودَلَّ".
  • استخدام صفة الشيء في تسميته.
  • الاحتفاظ بالمعنى الأصليّ الذي يدلُّ على المُسمَّى.
  • الإشارة إلى صفةِ المُسمَّى ووظيفتِه التي يُؤدِّيها.

آثارُ ظهورِ الإسلامِ على اللغةِ العربيّةِ

تأثَّرَت اللغةُ العربيّةُ بظهورِ الإسلامِ، من حيث:[7]

  • حَذْفُ واختفاءُ بعض الألفاظ والمفردات التي لم يَعُدْ للعَربِ فيها حاجة، مثل: كلمة المرباع، وهي نصيب الرئيس من الغنيمة في الجاهليّة وتعادل الرُّبع، والنشيطة، وهي ما يصيبُه الرئيس قبل أن يَصِلَ إلى بقيّة القَوم، والفُضول، وهي بقايا الغنيمة التي لا يمكنُ تقسيمُها.
  • ولادةُ ألفاظٍ جديدة، وظهورُ معانٍ جديدة، مثل: كلمة مؤمن ، وكلمة منافق، وكلمة الصلاة، وكلمة الزكاة، وكلمة الحج.
  • إيجادُ بعضِ الألفاظِ والتراكيب، مثل: المُخضرَم، ومات حَتْفَ أنفِه.

التحدِّيات التي تُواجهُ اللغةَ العربيّةَ

من أهمِّ التحدِّيات التي تواجهُها اللغةُ العربيّةُ:[6]

  • استخدامُ اللهجةِ العاميّةِ بدلاً من اللغةِ العربيّةِ الفُصحى.
  • تحريفُ كلمات ومفردات اللغة الفُصحى؛ لتصبحَ قريبةً إلى العاميّة.
  • ازديادُ الأخطاءِ الإعرابيّةِ في الكتابة، والمُحادثة.
  • استخدامُ بعضِ كلماتِ اللغةِ الأجنبيّة أثناءَ التحدُّث بالعربيّة.
  • جَعْلُ الأولويّةِ في الدراسة للغاتِ الأجنبيّةِ، كبديلٍ للغةِ العربيّةِ.

العربيّةُ لغةُ الحياةِ

(العربيّةُ لغةُ الحياةِ)، هو عنوان تقريرٍ يحتوي على مجموعةٍ من التوصيات؛ لتحسينِ مُستوى تعليمِ اللغةِ العربيّةِ، وقد أصدرَتهُ لجنةُ تحديثِ وتعليمِ اللغةِ العربيّةِ، وفي ما يأتي أهمُّ النِّقاط التي اشتملَ عليها:[8]

  • تدريبُ مُعلِّمي اللغةِ العربيّةِ بالقَدْرِ، والوقت الكافِيَين.
  • تدريبُ المُعلِّمين على الاستخدام الصحيح للغةِ العربيّةِ الفُصحى؛ لاستخدامِها في الصفوف الدراسيّة.
  • تدريبُ المُعلِّمين على استخدامِ مهاراتِهم؛ لابتكارِ طُرُقٍ جديدةٍ؛ لتدريسِ اللغةِ العربيّةِ.
  • ضرورةُ إيجادِ مُدرِّبٍ لتنمية المعرفة القرائيّة في كلِّ مدرسة؛ وذلك لتدريب المُعلِّمين على تطويرِ طُرُقِ التدريسِ، وإيجادِ مصادر جديدة للتعلُّمِ.
  • تدريبُ المُعلِّمين على استخدام نتائج الدراسات، والأبحاث التربويّة، والاستفادة منها في تعليم الطلاب.
  • زيادةُ فُرَصِ اجتماعِ مُعلِّمي اللغةِ العربيّةِ؛ وذلك بهدف تبادُلِ الأفكارِ، والخبرات فيما بينهم.
  • تطويرُ المهارات؛ لرفع كفاءة التعليم في الغرفة الصفيّة، يجب أن تكونَ غاية المُعلِّم من التدريب.
  • تدريبُ مُعلِّمي اللغةِ العربيّةِ؛ لزيادة الكفاءة اللغويّة؛ والتي من شأنها تحسينُ قدرة الطالب في الغرفة الصفيّة.

المراجع

  1. ↑ د. عصام فاروق (30-1-2017)، "مفهوم اللغة عند اللغويين القدماء والمحدثين"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-5-2018. بتصرّف.
  2. ↑ "تعريف و معنى اللغة العربية في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 13-5-2018. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت عبد الغفار حامد هلال (2004)، العربية خصائصها وسماتها (الطبعة الخامسة)، القاهرة: مكتبة وهبة، صفحة 140-141. بتصرّف.
  4. ↑ د. طاهر محمود محمد يعقوب (2016)، "اللغة العربية ومكانتها العلمية في فهم القرآن وتفسيره "، مجلة القسم العربي ، العدد 23، صفحة 51. بتصرّف.
  5. ↑ "TEN REASONS WHY MUSLIMS SHOULD LEARN ARABIC", idealmuslimah.com,14-12-2016، Retrieved 16-5-2018. Edited.
  6. ^ أ ب الأستاذ الدكتـور فرحـان السـليـم، "اللغة العربية ومكانتها بين اللغات"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 16-5-2018. بتصرّف.
  7. ↑ عبد الغفار حامد هلال (2004)، العربية خصائصها وسماتها (الطبعة الخامسة)، القاهرة: مكتبة وهبة، صفحة 158. بتصرّف.
  8. ↑ الدكتور عبد العزيز بن عثامن التويجري (2017)، تعليم اللغة العربية ّ تحديات ومعالجات، الرباط: مطبعة اإليسيسكو، صفحة 26-27. بتصرّف.