أهمية علامات الترقيم

أهمية علامات الترقيم
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

تعريف علامات الترقيم

ترتبط علامات الترقيم بالرسم الإملائي، وهي علامات مرسومة تُوضَع بين الكلمات، أو الجمل عند الكتابة؛ بهدف إعانة القارئ على فَهم المعنى المقصود بكل يُسرٍ وسهولة، وتنظيم المعلومات له تنظيماً واضحاً؛ لذلك ينبغي اختيار علامات الترقيم المناسبة؛ حتى لا يختلّ المعنى المطلوب، فإذا خلَت الكتابة من علامات الترقيم المناسبة، فإنّ هذا يُؤدّي إلى اضطراب المعنى عند القارئ.[1]

أهميّة علامات الترقيم

لعلامات الترقيم أهميّة كبيرة في الكتابة؛ وذلك لأنّ القارئ أو السامع يدرك ما يسمعه أو يقرؤه بصورة أسهل وبمعنى أوضح، كما أنّ الوقوف عند هذه العلامات وِفقاً لمواضعها الصحيحة، يساعد على الترابط بين الجُمل؛ ممّا يعطي انطباعاً طيباً ومُريحاً في نفس المُتلقِّي، سواء كان قارئاً، أو سامعاً.[2]

أمّا إن خلا النص من علامات الترقيم، فإنّ هذا النَّقص قد يُؤدّي إلى اضطراب المعنى، أو شعور المُتلقِّي بالغموض؛ لذلك أصبح خُلوُّ النص من علامات الترقيم عيباً واضحاً يَعيب الكاتب، ويَشعرُ به مُتلقِّي النص ولا يرتاح إليه، كما يُؤدّي نَقص علامات الترقيم إلى اختلاط المعنى عند المُتلقِّي، أو حتى تغييره، أو عدم التمييز بين كلام الكاتب، والكلام المُقتبَس أو المنقول مثلاً.[3]

وأخيراً؛ فإنّ جميع علامات الترقيم السابقة لا يُبدَأ بها في أوّل السطر ولا في أوّل الكلام، باستثناء القوسين، وعلامتي التنصيص،[3] كما أنّ علامات الترقيم التي تأتي بعد الكلمة، تأتي مباشرة بعدها ومُلاصِقة لها دون ترك أيّ فراغ، بينما يُترَك فراغ بينها وبين الكلمة التي تليها.

علامات الترقيم في اللغة العربيّة

تنوَّعت علامات الترقيم؛ لتنوُّع المعاني المقصودة، وتنوُّع الأساليب اللغوية، وفي ما يأتي توضيح لرسم علامات الترقيم، ومواضع استخدامها:[1][3]

  • الفاصلة (،): وتُسمَّى الفَصلة أيضاً، أو الشولة (وهو اسم قليل الاستخدام)، وتُستخدَم للفصل بين بعض أجزاء الكلام عن بعضه الآخَر، فيقف القارئ عندها وقفة قصيرة، ثم يكمل قراءته، وأهمّ مواضع استخدامها هي:[4]
  • الفاصلة المنقوطة (؛): وتشبه الفاصلة في الوقوف عندها إلّا أنّ الوقوف عندها يكون أطول قليلاً من مدّة السكوت عند الفاصلة، وأهمّ مواضعها ما يأتي:
  • النقطة (.): وتُسمَّى الوقفة كذلك، وتُوضَع بعد نهاية الجملة التي تمّ معناها، أو بعد نهاية القول، فتأتي الجملة بعدها بمعنى جديد غير مُرتبِط بالفكرة السابقة، مثل قول أحدهم: جمال المشاعر رقّتها.[4]
  • النقطتان الرأسيتان (:): وتُستعمَلان عموماً؛ لبيان المعنى وتوضيحه، ومن مواضع استخدامهما:
  • علامة الاستفهام (؟): تُوضَع بعد الجملة الاستفهامية، سواءً أذُكِرت أداة الاستفهام أم دلّ عليها السياق، مثل: متى اللقاء؟ ومثل: تسمع نصيحتي؟ وتُوضَع أيضاً عند الشكِّ في أمرٍ ما، مثل: أكنتَ غائباً أم أنا لم أَرَك؟[4]
  • الشَّرطة (-): وتُسمَّى الوَصلة، وتَرِدُ في المواضع الآتية:
  • علامة التعجُّب (!): وتُسمَّى علامة التأثُّر كذلك، وتُوضَع بعد الجُمل الدالّة على انفعالات نفسيّة، كالتعجُّب، والفرح، والحزن، والاستغاثة، والتمنّي، والترجّي، والإغراء، والتأفُّف، والإنذار، والذمّ، والتذمُّر، والتحذير، وبعد الاستفهام الاستنكاريّ،[4] مثل: وارَبّاه!، والدعاء، مثل: حماك الله!، ويجوز أن تجتمع علامتا الاستفهام والتعجُّب إن كان الاستفهام يُراد به التعجُّب أيضاً، مثل: أيؤذيني وقد أحسنت إليه؟!
  • الشرطتان (- -): تُوضَع بينها الجملة المُعترضة، إذ يكون الكلام بعد الشرطة الثانية مُتَّصِلاً بما قَبل الشرطة الأولى، وإنّما أُتِي بها؛ لتأكيد معنىً ما، أو توضيح معنى زائد، كما في: قرَّرت اللجنة المسؤولة -بناءً على ما استُحدِث من أمور- تأخير الحديث في الموضوع.
  • القوسان ( ): تُوضَع بينهما الجمل المُعترضة التي لا ترتبط بالمعنى، كقولنا: القدس (حفظها الله) مدينة مُقدَّسة، وكذلك الجُمل المُفسِّرة لما قَبلها،[3] وعند ما يُقال بمعنى الاحتراس،[2] مثل: الناس بخير (ما تعاونوا) فيما بينهم، وعند ذِكر التصرُّفات والحركات في النصوص المسرحيّة، وكذلك تُوضَع الأرقام والتواريخ بين قوسين، إضافة إلى ذِكر مُصطَلَح بديل بجانب المُصطلحَ الوارد، إلّا إذا كان معروفاً فلا يُوضَع بين قوسين، وكذلك تُوضَع المصطلحات الأجنبية بين قوسين.[4]
  • علامتا التنصيص " ": يُوضع بينهما ما يُنقَل من كلام، مع الالتزام بالنص المنقول حرفيّاً، كقول النبي عليه الصلاة والسلام: "خيرُكم خيرُكم لأهلِه وأنا خيرُكم لأهلي"،[6] وفي حال اقتبس شاعر في قصيدته بيتاً أو أكثر لشاعر آخر بما يتَّفق مع قافيته، فإنّه يَضعه بين علامتي التنصيص ليدلّ على أنّه لشاعرٍ آخر،[1] وفي حال أراد الكاتب لَفْت نظر المُتلقِّي إلى عبارة ما، فإنّه يستخدم علامتي التنصيص، كما تُوضَع بينهما الكلمات الأجنبيّة، أو العامّية.[4]
  • علامة الحذف (...): وهي نُقَط أفقيّة ثلاثة، وتُوضَع مكان كلام محذوف؛ إمّا لصفته القبيحة، وإمّا للاقتصار على المُهمّ، وإمّا لتنبيه المُتلقِّي إلى كلام محذوف لم يجده من أراد نَقل الكلام فأراد بعلامة الحذف التنبيه إلى أمر ناقص، مثل: يجب أن يتَّصف الصديق بالصدق، والوفاء، والإيثار.[4][3]
  • بين الجمل المُتلاحِقة التي تُؤدّي في مجموعها إلى معنىً مُعيَّن تامّ ضمن فقرة واحدة، كما في حديث الرسول (صلى الله عليه وسلم) الذي يتناول فكرة واحدة: "كلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّتِه؛ فالإمامُ راعٍ، وهو مسؤولٌ عن رعيَّتِه، والرجلُ راعٍ في أهلِه، وهو مسؤولٌ عن رعيّتِه، والمرأةُ راعيةٌ في بيتِ زوجِها، وهي مسؤولةٌ عن رعيَّتِها، والخادمُ راعٍ في مالِ سيِّدِه، وهو مسؤولٌ عن رعيَّتِه، والرجلُ راعٍ في مالِ أبيه وهو مسؤولٌ عن رعيَّتِه، فكلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّتِه"[5].
  • بين أنواع الشيء وأقسامه، مثل: تُقسَم الكلمة إلى ثلاثة أقسام، هي: اسم، أو فعل، أو حرف.
  • بين الكلمات المفردة، أو العبارات القصيرة الشبيهة بالجمل والمُرتبِطة بأمر واحد، مثل: قد تتحوَّل المادة من سائلة إلى صلبة، ومن صلبة إلى سائلة، ومن سائلة إلى غازية.
  • بعد المنادى، مثل: يا زيد، وصل من كنت تنتظر، وهو يلوّح إليك.
  • بين فعل الشرط وجوابه، وبين القسم وجوابه، إذا كانت جملتا الشرط والقسم طويلتين، مثل: مهما تكن عند امرئ من سيّئة يحاول أن يخفيها، فإنّها ستظهر، ومثل: والله الذي خلقني ولا إله غيره، سأبذل جهدي حتى يرضى.
  • بعد عبارة أو كلمة تُمهّد لجملة رئيسيّة، مثل: وختاماً، نشكركم لتعاوُنكم معنا.
  • بعد حروف الجواب (نعم، وبلى، ولا، وكلا)، مثل: نعمْ، استمتعنا كثيراً.
  • بعد كلمات تدلّ على تعجُّب في بداية الجملة، مثل: عجباً، ما الذي غيّر رأيك؟!
  • قبل كلمتي (مثل، ونحو) إذا سُبِقتا بقاعدة يتبعها مثال، كما وردت الأمثلة السابقة جميعها.
  • قبل ألفاظ البدل وبعدها، مثل: إنّ تلك اللوحة، لوحة الموناليزا، مشهورة.
  • بين الكلمات المُتضادَّة في اللفظ، أو المعنى، مثل: أنا، لا سالم، مَن دقّ الباب.
  • عند توثيق المرجع بذكر عنوان الكتاب، ومُؤلِّفه، ورقم الصفحة، وتاريخ نشره، ودار النَّشر، وبلد النَّشر.
  • بين جملتين تكون الثانية سبباً للأولى، أو نتيجة لها،[2] مثل: لا تصاحب الأحمق؛ فإن أراد أن ينفعك ضرّك، ومثل: لم أستطع أن أحدّثه؛ حيث غادر المكان على عجلة من أمره.
  • بين الجمل الطويلة التي يتألَّف من مجموعها كلام تامّ؛ ولمنع خَلط بعضها ببعض بسبب تباعُدها، فتعطي مجالاً للقارئ بالتنفس، مثل: لم يعد الناس يهتمّون بالزمن الذي يُنجَز فيه العمل، أو إلى حجمه؛ وإنّما إلى جودته.
  • بين لفظ القول -أو ما يدلّ عليه ويشبهه- والكلام المقول، مثل: قال الزائر: سُعِدنا بزيارتكم، أو مثل: نصحني أبي: لا تجادل سفيهاً.
  • بين الشيء وأقسامه، مثل: الأفعال ثلاثة: ماضية، ومضارعة، وأمر.
  • عند توضيح لفظٍ ما، مثل: (تفاعَل: أي أثَّر كلٌّ منهما في الآخر).
  • قبل الكلام الذي يُوضِّح ما قبله، مثل: البُخل صفة دنيئة؛ تجعل صاحبها مذموماً بين الناس.
  • بعد العناوين الفرعية، كأن يُكتَب مقال بعنوان المبتدأ والخبر، ويجيء فيه عنوان فرعي عن (تعدُّد الخبر:).
  • بعد لفظي (مثل، ونحو)، كما في العبارة: (الضمائر الدالة على المُتكلِّم مثل: أنت، هو).[3]
  • بعد الصِّيَغ المُنتهِية بألفاظ، مثل: (الآتية، وكما يأتي).[4]
  • عند كتابة الوقت بالفصل بين الساعات والدقائق، مثل: 4:15.[4]
  • بين العدد -سواء أكان مكتوباً أم كان رقماً- وبين معدوده، مثل: يأتي الخبر بصور ثلاثة، هي: 1-مفرد. 2- جملة. 3- شبه جملة.
  • بين ركني الجملة للفَصل بينهما إن طال الركن الأول، كالفصل بين المبتدأ إن طال وَصفه، أو تتابعت الجُمل أو التراكيب لتوضيحه، وبين خبره، مثل: الطبيب المُخلِص، الذي يلتزم بمواعيده، ويحرص على راحة مرضاه، ويتعامل معهم برحمة - طبيب محبوب.
  • بدلاً من الأسماء في حال الحوار، مثل: - من حضر أمس؟ - حضر المدعُوّون جميعهم.

المراجع

  1. ^ أ ب ت أحمد أبو بكر، القواعد الذهبية في الإملاء والترقيم (الطبعة الأولى)، أبها: مطابع الجنوب، صفحة 48،62. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت فخري صالح، اللغة العربية أداء ونطقا وإملاء وكتابة (الطبعة الثانية)، المنصورة: الوفاء للطباعة والنشر، صفحة 204-209. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح د. عبد الله النقراط (2003)، الشامل في اللغة العربية (الطبعة الأولى)، ليبيا: دار الكتب الوطنية، صفحة 181-184. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ عادل سالم (4-11-2009)، "علامات الترقيم في الكتابة العربية ومواضع استعمالها"، diwanalarab، اطّلع عليه بتاريخ 24-5-2018. بتصرّف.
  5. ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 4569، صحيح.
  6. ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 3895، حسن غريب صحيح.