مقومات الداعية الناجح

مقومات الداعية الناجح
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

الدعوة إلى الإسلام

تعتبر الدعوة إلى الإسلام إحدى أهمّ المسؤوليات التي يجب على المسلمين أن يضطلعوا بها، فهي الوسيلة التي تساعدهم على نشر تعاليم هذا الدين الحنيف، والمسلمون إجمالاً مطالبون بتمثل الأخلاق الرفيعة عند تعاملهم مع الآخرين، حتى يعكسوا صورة حسنة عن معتقدهم، غير أنّ هناك فئة من الناس نذرت نفسها من أجل نشر أفكار الإسلام، ومبادئه، وهنا فإنّ على كل من ينتمي إلى هذه الفئة أن يمتلك بعض السمات، والأخلاقيات، وأن تنطبق عليه بعض الشروط التي تؤهله لحمل الأمانة التي أُلقيت على كاهله، وفيما يلي تفصيل ذلك.

صدق النية

يعتبر هذا الشرط على رأس شروط النجاح في المهمّة الدعوية، فأي داعية يجب أن يخلص النية لله تعالى وحده، وأن يبتعد عن طلب محبّة الناس، أو رضاهم.

امتلاك العلم

إنّ الداعية الجاهل هو أوّل من يسيء إلى الدين الإسلامي، بنشره الأفكار المغلوطة التي تُنفِّر الناس عنه، وهنا فإنّ على من يتصدَّر لمهمّة الدعوة أن يمتلك العلم الكافي الذي يؤهله للإجابة على أي تساؤل يُعرَض عليه بالحجة، والمنطق، والإقناع.

الصبر

إنّ مهمّة الدعوة تعتبر من أصعب المهام على الإطلاق، فهي تحتاج إلى صبر عجيب، وفريد، وهنا فإنّه لا بُدَّ من امتلاك الصبر الذي يجعل الإنسان قادراً على تحمُّل الصعوبات التي ستواجهه حتماً في مسيرته الدعوية.

التحلِّي بالأخلاق الحسنة

إنّ الداعية سيئ الخلق يعتبر نقمة حقيقية حتى لو كان أعلم علماء زمانه، فالداعية يجب أن يضع بعين الاعتبار أنه سيتعرَّض لشتى أنواع الأذى؛ من الاستهزاء به وبفكره، إلى الطرد، وربما السجن، وقد يصل الأمر إلى التعذيب الجسدي، أو القتل، وكل هذا يجب أن يُجابه بالحكمة، والأخلاق الفاضلة، التي تجعله قويَّاً في نظر من ينظرون إليه، ممّا قد يؤدذي في نهاية المطاف إلى جعلهم متعاطفين معه، ومتقبّلين لفكرته.

اتخاذ القدوة

يجب على الداعية قبل البدء بالعمل أن يقرأ عن أعظم الدعاة إلى الله تعالى، وعلى رأسهم الأنبياء المكرمون، وأن يتعلم أصول الحوار التي ساقها القرآن الكريم في العديد من مواضعه الشريفة، فهذا يدعم موقفه، ويهيئه نفسيّاً لما قد يلاقيه من صعوبات، ويُسلِّيه إذا ما تسلل الضيق إلى قلبه.

إنزال الناس منازلهم

إذ يجب أن يأخذ الداعية بعين الاعتبار منازل الناس، ومقاماتهم عند التعامل معهم، فالقائد، أو الإنسان الذي يحظى بتأثير وشعبية بين الناس يعتبر إسلامه مغنماً كبيراً، فبإسلامه قد يُسلم كل من يتبعه، أو من يتأثر به من الناس.

العمل الجماعي

إنّ تضافر الجهود في الدعوة إلى الله هو من أهمّ الأمور التي تجعل الدعاة يُكمِّلون بعضهم البعض، أمّا امتلاك كل واحد منهم تلك النزعة الاستئثارية، التي تجعلهم يسعون لاختطاف الأضواء من بعضهم البعض، فهذا قد يؤدّي في نهاية المطاف إلى إفشالهم جميعاً دفعةً واحدة، فضلاً عن عكس صورة سلبيّة عن الدين الحنيف.