ثبت أنّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- حجّ حجّةً واحدةً في العام العاشر من الهجرة، وذلك بعد أنْ أنزل الله -تعالى- قوله في المشركين: (إنَّمَا المشركونَ نَجَسٌ فلا يقربُوا المسجدَ الحرامَ بعدَ عامِهِمْ هذَا)،[1][2] واشتهرت حجّة النبي -عليه الصلاة والسلام- بعدّة أسماءٍ، لكلٍّ منها سببٌ في تسميتها، ولعلّه التبس عند بعض الناس أنّ النبي -عليه السلام- قد حجّ أكثر من حجّةٍ لاشتهار عدّة أسماءٍ لتلك الحجّة الوحيدة، وقد ثبت أنّ أنساً -رضي الله عنه- سُئل عن عدد حجّات النبي الكريم فأجاب: (حجةً واحدةً).[3][2]
سميت حجة الوداع بهذا الاسم لِما ثبت أنّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- ودّع أمته فيها،[4] حيث خطب فيهم قائلا: (أيها الناس اسْمعُوا قولي فإنّي لا أدري لعلّي لا أَلْقاكُم بعد عامي هذا بهذا الموقف)،[5] فقد انتقل -عليه الصلاة والسلام- إلى الرفيق الأعلى بعد عودته إلى المدينة بفترةٍ وجيزةٍ.[2]
سمّيت حجّة النبي -عليه الصلاة والسلام- بحجّة الإسلام؛ لأنّها الحجّة الوحيدة التي ما حجّ النبي غيرها منذ هاجر إلى المدينة المنورة حتى قُبِض إلى الرفيق الأعلى.[6]
ذكر ابن كثير -رحمه الله- في البداية والنهاية أنّ حجة النبي -صلّى الله عليه وسلّم- سمّيت بحجّة البلاغ؛ لأنّه بلّغ فيها النّاس شرع اللّه -تعالى- في الحجّ قوْلاً عملاً، وكانت شرائع الإسلام قبل ذلك قد ترسّخت معالمها واتّضحت صورتها، وفي حجّة النبي -عليه السلام- وعلى صعيد عرفات نزل قول الله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)،[7][6] وقال بعض المحقّقين من أهل العلم أنّ من أسباب تسميتها بهذا الاسم أنّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- يشهد الناس على تبليغه لهم بعد كلّ أمرٍ أو نهيٍ، وكان يقول عقب ذلك: اللهمّ فاشهد.[2]