صفات الرسول محمد الأخلاقية

صفات الرسول محمد الأخلاقية
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

الرسول محمد صلى الله عليه وسلم

هو أعظم الأنبياء الذين أرسلوا لهداية الناس، وإخراجهم من ظلمات الجهل إلى نور الإسلام، وقد امتازت أخلاقه عليه الصلاة والسلام بأنّها ترجمة عمليّة لما جاء في القرآن الكريم، حيث إنه يمثل نموذجاً للعالم كله في الحكمة، وصدق الأفعال والأقوال، وحسنها، وقد قالت السيدة عائشة رضي الله عنها عندما سُئلت عن خلقه صلى الله عليه وسلم: (كان خلقُه القرآنَ)[صحيح البخاري]، وقد وصفه الله عزّ وجلّ في كتابه العزيز بقوله تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم:4]، في إشارة لنبل أخلاقه وعلوّها.

صفات الرسول الأخلاقية

التواضع

كان الرسول صلى الله عليه وسلم، على الرغم من رفعة منزلته، وعلو قدره، أكثر الناس تواضعاً، وقد خيره الله بين أن يكون نبياً ملكاً، أو نبياً عبداً، فاختار صلى الله عليه وسلم أن يتصف بالصفة التي وصفه الله بها، وهي العبودية، فقد كانت غايته نيل رضى الله عزّ وجل، وتبليغ رسالته، فامتاز بتواضعه الكبير مع أصحابه، وزوجاته، والصغار، فكان لا يرضى للناس أن تقوم له احتراماً.

العدل

حيث اشتهر بعدله، وحرصه على إقامة شرع الله، ولو كان ذلك على أقرب الناس، وكان يرد الحقوق إلى أصحابها، ويعلّم أصحابه قيمة العدل مبيناً لهم الأجر العظيم الذي ينوله صاحب هذه القيمة، وكان مثالاً يحتذى به في الكثير من المواقف، مثل موقفه مع المرأة المخزومية التي سرقت، والتي احتارت قريشًا في أمرها، فقالوا: من يُكلِّمُ فيها رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ فقالوا ومن يجترئُ عليه إلا أسامةُ، حِبُّ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ فكلمه أسامةُ، فقال عليه السلام: ( أَتشفعُ في حدٍّ من حدودِ اللهِ؟) ثم قام فاختطب فقال (أيها الناسُ! إنما أهلك الذين قبلكم، أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريفُ تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيفُ، أقاموا عليه الحَدَّ، وايمُ اللهِ! لو أنَّ فاطمةَ بنتَ محمدٍ سرقَتْ لقطعتُ يدَها)، وفي حديثِ رمحٍ (إنما هلك الذين من قبلَكم). [رواه مسلم].

الصدق

عُرف الرسول قبل الإسلام بين قومه بالصدق، وقد وصفه الله عزّ وجل بالصدق، قال تعالى: ( وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا) [ الأحزاب:22].

الأمانة

لُقب الرسول قبل الإسلام بالأمين، وقد حمل أمانة الرسالة في الإسلام وبلغها للناس، وقد تحمل في سبيل ذلك المشاق، وحثّ أصحابه دوماً على الأمانة.

الزهد

فقد كان أزهد الخلق في الدنيا، وعاش حياته راضياً بشظف العيش، مع أن الدنيا كانت بين يديه، فقد كان فراشه من الجلد وحشوه من الليف، وكان يعيش على الأسودين وهما التمر والماء، وكان يمر ثلاثة أشهر دون أن توقد النار في بيوته صلى الله عليه وسلم، كما أنه قد مرّت عليه أيام لم يأكل فيها، وكان أكثر خبزه من الشعير، وقد ذكر خادمه أنس رضي الله عنه أنه لم يجتمع عنده غداء ولا عشاء من خبزٍ ولحم إلا حين يأتيه الضيوف، وعند وفاته عليه السلام لم يترك وراءه درهماً، ولا دينارأ، فقد مات ودرعه مرهون عند يهودي مقابل بعض الشعير.

الوفاء

حيث كان صلوات الله عليه سيد الأوفياء، ومن ذلك وفائه لزوجته خديجة رضي الله عنها، وقد عبر عنه في كثير من المواقف فكان إذا أُتِيَ بِشيءٍ يقولُ: (اذْهَبُوا بهِ إلى فُلانةَ، فإِنَّها كانَتْ صَدِيقَةَ خديجةَ، اذهبُو إلى بيتِ فلانةَ فإنَّها كانَتْ تُحبُّ خديجةَ) [السلسلة الصحيحة].

الرحمة

وصف الله نبيه بالرحمة وذلك في قوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) [الأنبياء:107]، فكان رحيماً في تعامله مع الأطفال، والنساء، والضعفاء، والحيوانات، وحتى الجمادات، ويظهر ذلك في حادثة حنين الجذع إليه، وقد شملت رحمته الأعداء في وقت السلم والحرب ومن ذلك موقفه يوم فتح مكة، حيث إنه رحم أهلها رغم أنّهم أخرجوه منها وحاربوه.

العفو

من الأمثة على ذلك عفوه عن أبي سفيان يوم فتح مكة، على الرغم من كل ما فعله بالمسلمين، وقد منحه زيادة عن العفو، حيث جعل له ما يفخر به فقال عليه السلام: (من دخلَ دارَ أبي سفيانَ فَهوَ آمِنٌ) [صحيح أبي داوود]، عدا عن موقف عفوه عن المرأة اليهودية التي أهدته الشاة المسمومة.

التبسّم في وجه المسلمين، وممازحتهم

من ذلك أن عجوزاً أتت إليه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقالتْ: يا رسولَ اللهِ ادعُ اللهَ أن يُدخلَني الجنَّةَ فقال: ( يا أمَّ فلانٍ إنَّ الجنَّةَ لا تدخُلها عجوزٌ قال فولَّتْ تَبكي فقال أخبِروها أنها لا تدخلُها وهي عجوزٌ إنَّ اللهَ تعالى يقول: ( إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً، فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا، عُرُبًا أَتْرَابًا) [الواقعة: 36،35])[ السلسلة الصحيحة].

أخلاق أخرى

  • التكلم على قدر الحاجة، فكان لا يطيل الحديث بما لا فائدة فيه ولا يقصره.
  • خدمة نفسه بنفسه: فقد كان يذهب إلى الأسواق ويحمل بضاعته بيده، ويخصف نعله، ويكنس داره، ويعقل بعيره.
  • الكرم: فكان يكرم ضيفه، ويطعمه، فإذا جاءه رجل يطلب بردته التي كان يلبسها، فإنه يعطيه إياها.
  • الصبر: فكان يصبر على الشدة والبلاء، فقد صبر على أذى قومه له في بداية دعوته إلى الله.
  • صلة الرحم: فكان يصل رحمه، ويجالس الفقراء، ويأكل من طعامهم.
  • الشجاعة: فقد كان أقرب الناس إلى الأعداء في المعركة، وفي ذلك إشارة على مدى بسالته وقوّته.
  • عدم إعابة الطعام: فإذا أعجبه أكل منه، وإذا لم يعجبه تركه.
  • سؤال الناس عن أحوالهم: حيث كان عالماً بأمور الناس وشؤونهم.
  • المعاملة الحسنة لزوجاته: فقد كان يصغي لزوجاته ويتحدث إليهنّ، ويعطف عليهنّ.
  • خشوعه لله، وطول عبادته: ومن ذلك أنه كان يصلي قيام الليل حتى تتورّم قدماه، فيُقالُ له، فيقولُ : (أفلا أكونُ عبدًا شَكوراً) [رواه البخاري].
  • صفات أخرى: فصاحة اللسان، وبلاغة القول، عدم الانتصار لنفسه، والمعاملة الحسنة مع خدمه، وتعظيم النعمة، وإعلاؤه الحق، وإبطاله الباطل، وزيارة المريض، وإجابة دعوة العبد.