أجمل بيت شعر مدح

أجمل بيت شعر مدح

المدح

المدح هو ذكر الصّفات الحسنة للشّخص والثّناء عليها والتّغنيّ بها وبصاحبها، ووصفها بشكل محبّب ودقيق، وتعداد كل ما يتميّز به الممدوح من صفات وأخلاق تُعتبر محطّ ثناء، وقد عُرف العديد من الشعراء بمدائحهم، فمنهم من مدح تكسّباً وطمعاً في أن ينال مكانةً عند الممدوح أو لينال الشهرة بمدائحه، ومنهم من كان مدحه صادقاً بعيداً عن أية مصالح شخصية، ويُعدّ أبو الطيب المتنبي من أشهر شعراء المديح في العصر العباسي، وهنا سندرج جميل الأشعار والقصائد في المدح.

أجمل أبيات الشعر في المدح

كتب الشعراء الكثير من شعر المدح على مر العصور، ومن أجملها ما يأتي:[1]

  • حْمِلُه النّاقةُ الأَدْماءُ مُعتَجِرًا

وفِي عِطَافَيْهِ أوْ أثْنَاءِ بُرْدَتِهِ

  • لو كانَ يقعدُ فوقَ الشّمس من كرمٍ

ثمَّ ارتقوا في شُعاع الشمس كلكمُ

  • أَبَا هِنْـدٍ فَلاَ تَعْجَـلْ عَلَيْنَـا

بِأَنَّا نُـوْرِدُ الـرَّايَاتِ بِيْضـاً

  • خُذ ما تَراهُ وَدَع شَيئاً سَمِعتَ بِهِ
  • ولقد أُصاحِبُ صاحِباً ذَا مَأْقةٍ

ولقد أُزَاحِمُ ذَا الشَّذَاةِ بِمِزْحَمٍ

قصيدة كفى بك داءً

أبو الطيب المتنبي من أشهر شعراء العصر العباسي، له مدائح جمّة في سيف الدولة، ولقد فارقه ورحل إلى دمشق فكاتبه كافور الإخشيدي بالمسير إليه، فلما أورد مصر أخلى له كافور داراً وحمل إليه آلافاً من الدراهم فقال يمدحه وأنشده القصيدة الآتية في جمادى الآخرة سنة ست وأربعين وثلاث مئة:[2]

كَفى بِكَ داءً أَن تَرى المَوتَ شافِيا

تَمَنَّيتَها لَمّا تَمَنَّيتَ أَن تَرى

إِذا كُنتَ تَرضى أَن تَعيشَ بِذِلَّةٍ

وَلا تَستَطيلَنَّ الرِماحَ لِغارَةٍ

فَما يَنفَعُ الأُسدَ الحَياءُ مِنَ الطَوى

حَبَبتُكَ قَلبي قَبلَ حُبِّكَ مَن نَأى

وَأَعلَمُ أَنَّ البَينَ يُشكيكَ بَعدَهُ

فَإِنَّ دُموعَ العَينِ غُدرٌ بِرَبِّها

إِذا الجودُ لَم يُرزَق خَلاصًا مِنَ الأَذى

وَلِلنَفسِ أَخلاقٌ تَدُلُّ عَلى الفَتى

أَقِلَّ اِشتِياقًا أَيُّها القَلبُ رُبَّما

خُلِقتُ أَلوفًا لَو رَحَلتُ إِلى الصِبا

وَلَكِنَّ بِالفُسطاطِ بَحراً أَزَرتُهُ

وَجُردًا مَدَدنا بَينَ آذانِها القَنا

تَماشى بِأَيدٍ كُلَّما وافَتِ الصَفا

وَينظُرْنَ مِن سودٍ صَوادِقَ في الدُجى

وَتَنصِبُ لِلجَرسِ الخَفيِّ سَوامِعًا

تُجاذِبُ فُرسانَ الصَباحِ أَعِنَّةً

بِعَزمٍ يَسيرُ الجِسمُ في السَرجِ راكِبًا

قَواصِدَ كافورٍ تَوارِكَ غَيرِهِ

فَجاءَت بِنا إِنسانَ عَينِ زَمانِهِ

نَجوزَ عَلَيها المُحسِنينَ إِلى الَّذي

فَتىً ما سَرَينا في ظُهورِ جُدودِنا

تَرَفَّعَ عَن عَونِ المَكارِمِ قَدرُهُ

يُبيدُ عَداواتِ البُغاةِ بِلُطفِهِ

أَبا المِسكِ ذا الوَجهُ الَّذي كُنتُ تائِقًا

لَقيتُ المَرَورى وَالشَناخيبَ دونَهُ

أَبا كُلِّ طيبٍ لا أَبا المِسكِ وَحدَهُ

يَدِلُّ بِمَعنًى واحِدٍ كُلَّ فاخِرٍ

إِذا كَسَبَ الناسُ المَعالِيَ بِالنَدى

وَغَيرُ كَثيرٍ أَن يَزورَكَ راجِلٌ

فَقَد تَهَبَ الجَيشَ الَّذي جاءَ غازِيًا

وَتَحتَقِرُ الدُنيا اِحتِقارَ مُجَرِّبٍ

وَما كُنتَ مِمَّن أَدرَكَ المُلكَ بِالمُنى

عِداكَ تَراها في البِلادِ مَساعِيًا

لَبِستَ لَها كُدْرَ العَجاجِ كَأَنَّما

وَقُدتَ إِلَيها كُلَّ أَجرَدَ سابِحٍ

وَمُختَرَطٍ ماضٍ يُطيعُكَ آمِرًا

وَأَسمَرَ ذي عِشرينَ تَرضاهُ وارِدًا

كَتائِبَ ما انفَكَّت تَجوسُ عَمائِرًا

غَزَوتَ بِها دورَ المُلوكِ فَباشَرَتْ

وَأَنتَ الَّذي تَغشى الأَسِنَّةَ أَوَّلاً

إِذا الهِندُ سَوَّت بَينَ سَيفَي كَريهَةٍ

وَمِن قَولِ سامٍ لَو رَآكَ لِنَسلِهِ

مَدًى بَلَّغَ الأُستاذَ أَقصاهُ رَبُّهُ

دَعَتهُ فَلَبّاها إِلى المَجدِ وَالعُلا

فَأَصبَحَ فَوقَ العالَمينَ يَرَونَهُ

قصيدة ولد الهدى فالكائنات ضياء

أحمد بن علي بن أحمد شوقي من أشهر شعراء العصر الحديث، وُلد في القاهرة، يُلقَّب بأمير الشعراء، عالج أكثر فنون الشعر فنظم في الغزل، والمديح، والوصف، والرثاء وتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية.[3]

وُلِدَ الهُدى فَالكائِناتُ ضِياءُ

الروحُ وَالمَلَأُ المَلائِكُ حَولَهُ

وَالعَرشُ يَزهو وَالحَظيرَةُ تَزدَهي

وَحَديقَةُ الفُرقانِ ضاحِكَةُ الرُبا

وَالوَحيُ يَقطُرُ سَلسَلًا مِن سَلسَلٍ

نُظِمَت أَسامي الرُسلِ فَهيَ صَحيفَةٌ

اسمُ الجَلالَةِ في بَديعِ حُروفِهِ

يا خَيرَ مَن جاءَ الوُجودَ تَحِيَّةً

بَيتُ النَبِيّينَ الَّذي لا يَلتَقي

خَيرُ الأُبُوَّةِ حازَهُمْ لَكَ آدَمٌ

هُم أَدرَكوا عِزَّ النُبُوَّةِ وَانتَهَت

خُلِقَت لِبَيتِكَ وَهوَ مَخلوقٌ لَها

بِكَ بَشَّرَ اللَهُ السَماءَ فَزُيِّنَت

وَبَدا مُحَيّاكَ الَّذي قَسَماتُهُ

وَعَلَيهِ مِن نورِ النُبُوَّةِ رَونَقٌ

أَثنى المَسيحُ عَلَيهِ خَلفَ سَمائِهِ

يَومٌ يَتيهُ عَلى الزَمانِ صَباحُهُ

الحَقُّ عالي الرُكنِ فيهِ مُظَفَّرٌ

ذُعِرَت عُروشُ الظالِمينَ فَزُلزِلَت

وَالنارُ خاوِيَةُ الجَوانِبِ حَولَهُمْ

وَالآيُ تَترى وَالخَوارِقُ جَمَّةٌ

نِـعـمَ الـيَـتيمُ بَدَت مَخايِلُ فَضلِهِ

فـي الـمَهدِ يُستَسقى الحَيا بِرَجائِهِ

بِسِوى الأَمانَةِ في الصِبا وَالصِدقِ لَم

يـا مَن لَهُ الأَخلاقُ ما تَهوى العُلا

حزت الزمان بتسطيري مديحك

ابن الساعاتي هو أبو الحسن علي بن محمد بن رستم بن هَرذوز المعروف بابن الساعاتي لأن أباه كان يعمل في الساعات، لُقِّب ببهاء الدين، و بعين الشعراء، تجنّد بهاء الدين ومدح الملوك وسكن مصر، وقال شعراً بديعاً.[4]

حزتُ الزمانَ بتسطيري مديحك فاحـ

مداده الليلُ والطرسُ النهارُ وأفـ

وهو الجبال ثباتاً والزمان ثناً

لقد علمت وعلم المرء أصدقه

هو همّام بن غالب بن صعصعة، من بني دارم، لُقِّب بالفرزدق، أي قطعة العجين أو الرّغيف الضخم لضخامة وجهه وعبوسه، وُلد في البصرة ونشأ فيها، قال الشّعر يافعًا ومال إلى البذاءة والتّهتك والهجاء الفاحش، عاش حياته متنقّلاً بين الأمراء والولاة، يمدح واحدهم ثم يهجوه ثم يمدحه، ومن مدائحه القصيدة الآتية:[5]

لَقَدْ عَلِمْتُ وَعِلْمُ المَرْءِ أصْدَقُهُ

أنْ لَيسَ يُجزِىءُ أمرَ المُشرِقَينِ مَعاً

بَلْ سَوْف يَكْفيكَها باز تَغلّبَها،

فَجَاءَ بَيْنَهُمَا نَجْمٌ إذا اجْتَمَعا

أغَرَّ، يَسْتَمْطِرُ الهُلاّكُ نَائِلَهُ،

فَأصْبَحَا قَدْ أمَاتَ الله دَاءَهُمَا،

حتى استَقامَتْ رُؤوسٌ كان يحمِلُها

إنّ لآل عَدِيٍّ أثْلَةً فَلَقَتْ

منها الثّرَى وَحصَى قَيسٍ إذا حُسبتْ

فلا يُكَذَّبُ مِنْ ذُبْيانَ فَاخِرُها،

أبَى لها أنْ تُدانيها إذا افْتَخَرَتْ

انّ لآلِ عَدِيٍّ، في أرُومَتِهِمْ،

بَيْتٌ لآلِ سُكَينٍ طَالَ في عِظَمٍ،

بَيْتَينِ تَقْعُدُ قَيْسٌ في ظِلالِهمَا

اسمَعْ ثَنائي فإني لَستُ مُمْتَدِحاً

وَأنْتَ ذاكَ الذي تُرْجَى نَوَافِلُهُ

وكَمْ نَمَاكَ مِنَ الآبَاءِ مِنْ مَلِكٍ

يا ابنَيْ سُكَينٍ إذا مَدّتْ حِبالُهُما

حَبْلَينِ طالا حِبالَ النّاسِ قَد بَلَغَا

يا بَني كَرِيمَيْ بَني ذُبْيَانَ إنّ يَداً

أنْتَ رَجَائي بِأرْضِي، أنّني فَرِقٌ

وَما فَرِقْتُ وَقَد كانَتْ مَحَاضِرُنَا

اسْألْ زِيَاداً ألَمْ تَرْجِعْ رَوَاحِلُنا،

آل الرسول مصابيح الهداية

دعبل بن علي بن رزين الخزاعي، أبو علي، شاعر هجاء، أصله من الكوفة، كان صديق البحتري، وصنّف كتاباً في (طبقات الشعراء)، ومن قصائده في مدح الرسول وآل بيته:[6]

آلِ الرَسولِ مَصابيحِ الهِدايَةِ لا

قَد أَنزَلَ اللَهُ في إِطرائِهِم سُوَراً

مِنهُم أَبو الحَسَنِ الساقي العِدا جُرَعاً

إِن كَرَّ في الجَيشِ فَرَّ الجَيشُ مُنهَزِماً

صِهرُ الرَسولِ عَلى الزَهراءِ زَوَّجَهُ ال

فَأَثمَرَت خَيرَ أَهلِ الأَرضِ بَعدَهُما

إِذا سَقى حَسَناً سُمّاً مُعَيَّةُ أَو

لَذاكَ مِمَّن بَدا في ظُلمِ أُمِّهِما

وَقادَ شَيخَهُما قَسراً لِبَيعَةِ مَن

ظُلامَةٌ لَم تَزَل تُستَنُّ إِثرَهُمُ

يا رَبِّ زِدني رُشداً في مَحَبَّتِهِم

قصيدة يا ابن الوزير والوزير أنتا

عبد الله بن محمد المعتز بالله بن الرشيد العباسي، أولع بالأدب، فكان يقصد فصحاء الأعراب ويأخذ عنهم، وصنّف كتباً منها: الزهر، والرياض، والبديع، والآداب، ومن قصائده في المديح:[7]

يا اِبنَ الوَزيرِ وَالوَزيرُ أَنتا

أَغراكَ بِالجَريِ فَما وَقَفتا

حَتّى بَلَغتَ الآنَ ما بَلَغتا

قصيدة وأحسن منك لم تر قط عيني

حسان بن ثابت بن المنذر الخزرجي الأنصاري الصحابي، شاعر النبيّ وأحد المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والإسلام، كان يدافع عن النبي ويرد على إساءة المشركين له شعراً، ومن ذلك قوله:[8]

وَأَحسَنُ مِنكَ لَم تَرَ قَطُّ عَيني

خُلِقتَ مُبَرَّءً مِن كُلِّ عَيبٍ

المراجع

  1. ↑ "اجمل بيوت الشعر في المدح"، adabworld.
  2. ↑ المتنبي - أحمد بن حسين الجعفي المتنبي أبو الطيب، كتاب ديوان المتنبي، صفحة 441.
  3. ↑ "ولد الهدى فالكائنات ضياء .. أحمد شوقي"، poetsgate، اطّلع عليه بتاريخ 2-4-2019.
  4. ↑ "حزت الزمان بتسطيري مديحك"، aldiwan، اطّلع عليه بتاريخ 2_4_2019.
  5. ↑ "لقد علمت وعلم المرء أصدقه"، adab، اطّلع عليه بتاريخ 2-4-2019.
  6. ↑ "آل الرسول مصابيح الهداية"، aldiwan، اطّلع عليه بتاريخ 2-4-2019.
  7. ↑ "يا ابن الوزير والوزير أنتا"، aldiwan، اطّلع عليه بتاريخ 2-4-2019.
  8. ↑ "وأحسن منك لم تر قط عيني"، aldiwan، اطّلع عليه بتاريخ 2-4-2019.