عدد زوجات الرسول وعدد أبنائه

عدد زوجات الرسول وعدد أبنائه

زوجات وأبناء الرسول عليه الصلاة والسلام

عاش النبي صلى الله عليه وسلَّم حياته كباقي البشر، فقد تزوَّج ورزقه الله سبحانه وتعالى الأبناء، ولكن لم يعش من الأولاد أحد، بل توفُّوا صغاراً قبل أن يبلغوا سنّ الحلم، وقد رُزق البنات أيضاً وكبُرن وتزوَّجن من خيار الصَّحابةِ، وهنا سنعرض بإذن الله زوجات الرسول عليه الصلاة والسلام اللواتي صحَّ أنَّهنَّ كُنَّ زوجاتٍ له، وكذلك سنعرض كم رُزِق من الأولاد والبنات.

زوجات النبي عليه الصلاة والسلام

اتفق علماء الحديث والسيرة على أنّ النبيَّ عليه الصلاة والسلام تزوج وبنى بإحدى عشر زوجة، وهنَّ كالآتي بالترتيب:

هي أم المؤمنين خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العُزَّى بن قُصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، حيث إنّها تلتقي مع الرسول عليه الصلاة والسلام في قصي بن كلاب بالنَّسب.

كانت خديجة رضي الله عنها متزوِّجةً قبل الرسول عليه الصلاة والسلام، وقد ذكر هذا الإمام الذَّهبي في كتابه سير أعلام النُّبلاء، حيث كانت متزوِّجةً من أب هالةَ بن زرارة التميمي، ثم مات وقد ترك لها مالاً كثيراً، ثم خلف من بعده عتيقٌ بن عابدٍ بن عبدالله بن عمر بن مخزوم، ثم جاء النبيُّ عليه الصلاة والسلام وتزوجها عندما كان عمره خمسٌ وعشرون سنة، وهي تكبره بخمس عشرة سنة، وتمَّ الزواج قبل بعثة الرسول عليه السلام بخمس عشرة سنة.

توفِّيت خديجة رضي الله عنها في حياة الرسول عليه الصلاة والسلام، وكان ذلك قبل الهجرة بثلاث سنين، حيث إنّها أحبُّ نسائه له، ولم يتزوج عليها حتى توفيت، وكان دائماً يذكر فضائلها، وحسناتها، وصفاتها الخُلُقية، وعقلها الرَّاجح.

سودة هي ثاني زوجات الرسول عليه الصلاة والسلام، وأمّا نسبها فهي أم المؤمنين سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، رضي الله عنها وأرضاها.

بايعت سودة الرسول عليه الصلاة والسلام قبل الهجرة ومعها زوجها السكران بن عمرو رضي الله عنه، حيث إنّها هاجرت مع زوجها إلى أرض الحبشة، وهناك توفي زوجها عنها، فخطبها النبيُّ عليه الصلاة والسلام لنفسه وتزوجها.

كانت سودة امرأةً تحبُّ البذل في سبيل الله، وتُكثر من الصدقات، حتى إنّها وهبت ليلتها لعائشة بنت أبي بكرٍ رضي الله عنهما، وذلك لعلمها أن عائشة من أحب الخَلق للنبيِّ عليه الصلاة والسلام، وقد توفِّيت أمّ المؤمنين سودة رضي الله عنها في آخر زمن خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

هي أم المؤمنين بنت أبي بكرٍ عبدالله بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيِّم بن مرَّة بن كعب، حيث إنّها تلتقي مع النبيِّ عليه الصلاة والسلام مرَّة بن كعب بالنسب، وقد خطبها النبيُّ عليه الصلاة والسلام قبل الهجرة وبعد وفاة خديجة رضي الله عنها، وقد بنى بها بعد الهجرة بسنتين، وكان ذلك في شهر شوال بعد غزوة بدر، حيث إنها كانت تبلغ من العمر تسع سنين كما روت هي في صحيح البخاري.كانت عائشة رضي الله عنها هي الزوجة الوحيدة التي تزوجها النبيُّ عليه الصلاة والسلام بكراً، وكانت تفتخر بذلك، وكانت أيضاً من أحبّ الناس إليه، فحديث عمر بن العاص رضي الله عنه في صحيح البخاري، عندما سأل النبيَّ عليه الصلاة والسلام عن أيُّ أحب الناس إليه، فأجاب بعائشة، فقال عمر رضي الله عنه: من الرجال؟ فقال أبوها.

اتَّهم المنافقون عائشة في المدينة بحادثة الإفك الشهيرة، حيث إنّ الله برَّأها من فوق سبعِ سماواتٍ في سورة النور، (إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ).

توفِّيت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في 17 رمضان من سنة 57 هجرية، وقيل في 58 هجرية أو 59 هجرية، وقد دُفنت في البقيع بعد أن صلَّى عليها أبو هريرة رضي الله عنه.

هي أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطَّاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبدالله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، حيث إنّها تلتقي في النَّسب مع النبي عليه الصلاة والسلام في كعب بن لؤي بن غالب.

كانت حفصة رضي الله عنها متزوِّجةً من خُنيْس بن حذافة بن عدي السَّهمي، وقد توفِّي رضي الله عنه بعد معركة أحد بسبب جراحٍ أصابته، حيث إنّ عمر بن الخطاب عرض على عثمان رضي الله عنه كي يتزوجها فلم يُرِد ذلك، ثم عرضها على أبي بكرٍ رضي الله عنه فسكت ولم يُعطي جواباً لعمر وذلك لأنه سمع النبيَّ عليه الصلاة والسلام يذكرها ذات يومٍ، ثم خطبها النبيُّ عليه الصلاة والسلام وتزوجها في السنة الثالثة من الهجرة.

توفيت حفصة رضي الله عنها في المدينة المنوَّرة بشهر شعبان من السنة 41 هجرية، حيث كان ذلك في بداية خلافة معاوية بن أبي سفيان، وقد صلَّى عليها في ذلك الوقت والي المدينة مروان بن الحكم.

هي أم المؤمنين زينب بنت خزيمة بن الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خفصة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

كانت زينب تُدعى بأم المساكين لعطفها وطيبة قلبها على المساكين والمحتاجين، حيث ذكر الذهبي في كتاب سير أعلام النُّبلاء بأنها كان متزوجةً عبد الله بن جحش، والذي قُتل يوم أحد، فتزوَّجها النبيُّ عليه الصلاة والسلام في السنة الثالثة للهجرة.

لبثت زينب عند الرسول عليه الصلاة والسلام فترةً قصيرة، حيث ذكر ابن حجر العسقلاني في كتاب الإصابة، بأنها توقِّيت بعد زواجها من الرسول عليه الصلاة والسلام بشهرين أو ثلاثة، وقد صلَّى عليها النبي عليه الصلاة والسلام ودُفِنت في البقيع.

هي أم المؤمنين أمُّ سلمة هند بنت أبي أميَّة حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرَّة بن كعب، حيث إنها من النساء المميَّزات في الإسلام، وقد كانت زوجةً لأبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي رضي الله عنه، ولها قصَّة فيها العِبر والدروس الكثير في هجرتها إلى الحبشة، وهجرتها إلى المدينة.

خطب النبيُّ أم سلمة عليه الصلاة والسلام بعد وفاة زوجها أبو سلمة بسبب جرحٍ أصيب به بعد غزوة أُحد، حيث كان ذلك في السنة الرابعة من الهجرة، وكانت رضي الله عنها من النساء ذوات الرَّأي الراجح، حيث إنّها هي التي أشارت على النبيِّ عليه الصلاة والسلام في صلح الحديبية ما يفعل.

كانت أم سلمة رضي الله عنها آخر من توفي من أمَّهات المؤمنين، حيث كان عمرها يناهز التِّسعين عاماً، وقد كان ذلك في ذي القعدة من سنة 61 هجرية، كما إنّها دُفنت في البقيع.

هي زينب بنت جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كثير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة، وهي ابنة عمَّة الرسول عليه الصلاة والسلام، ولقِصَّة زواجها مع الرسول شيءٌ عجيب، حيث إنّ الله هو من أمر النبي عليه السلام أن يتزوَّجها بعدما أن طلَّقها زيد بن حارثة رضي الله عنه، حيث إنّها كانت تتباهى بذلك أمام أمهات المؤمنين بأنهن زُوِّجن من قِبل أهلهنَّ، وأمّا هي فقد أنكحها الله للنبي عليه الصلاة والسلام، وتوفِّيت رضي الله عنها في عهد عمر بن الخطاب سنة 20 للهجرة، وقد صلى عليها عمر بن الخطاب، ودُفنت في البقيع.

هي أم المؤمنين جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن عائد بن مالك بن المصطلق بن سعيد بن عمرو بن ربيعة بن حارثة بن خزاعة، حيث إن زواجها كان من النبيِّ عليه الصلاة والسلام بعد غزوة بني المصطلق، وكان ذلك بعد أن وقعت سبيَّةً بيد ثابت بن قيس رضي الله عنه في السنة السادسة من الهجرة، فكاتبته ليُعتقها فوافق على ذلك، ثم ذهبت إلى النبيَّ عليه الصلاة والسلام ليعينها على المكاتبة، فقال لها: أخيرٌ من ذلك؟ أتزوجك وأُعتقك؟ فقالت: نعم. تُوفِّيت رضي الله عنها سنة 50 للهجرة وقيل سنة 56 للهجرة، حيث صلَّى عليها مروان بن الحكم، ودفنت في البقيع.

هي أم المؤمنين أم حبيبة رملة (وقيل هند) بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

تزوجها النبيُّ عليه الصلاة والسلام في السنة السابعة من الهجرة عندما كانت في الحبشة، وقد أرسل النبيَّ عليه السلام للنجاشي يخطبها، فأصدقها النجاشي 400 دينار، وأولم لها ثم أرسلها مع شرحبيل بن حسنة إلى المدينة، توفيت رضي الله عنها في زمن خلافة أخيها معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما سنة 44 هجرية، ودُفنت في البقيع.

هي أم المؤمنين صفية بن حيي بن أخطب بن سعية بن ثعلبة بن عبيد بن كعب بن الخزرج بن أبي الحبيببن النضير بن النحام بن ناخوم، حيث إنها من نسل النبي هارون بن عمران بن قاهات بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن آزر.

وقعت صفية في السبي يوم خيبر، حيث عرض عليها النبيُّ عليه الصلاة والسلام بين العتق واللحاق بأهلها أو الإسلام وأن يتزوَّجها، فاختارت الإسلام والزواج به، وقد توفيت في السنة 50 للهجرة ودفنت في البقيع بعد أن أوصت بألف دينارٍ لعائشة.

هي ميمونة بنت الحارث بن حزن بن بجير بن هزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وقد تزوَّجها النبيُّ عليه الصلاة والسلام بعد عمرة القضاء في ذي القعدة من السنة السابعة للهجرة، وقد توفيت رضي الله عنها في سنة 51 هجرية.

أبناء النبي عليه الصلاة والسلام

رُزق النبيُّ عليه الصلاة والسلام من خديجة ومن مارية القبطية رضي الله عنها، وهي جاريةٍ أُهديت له.

  • زينب رضي الله عنها: وهي أكبر بنات النبي عليه الصلاة والسلام وأمها عائشة، توفيت رضي الله عنها في السنة الثامنة من الهجرة.
  • رقية رضي الله عنها: وهي زوجة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقد توفِّيت بعد غزوة بدرٍ مباشرة.
  • أم كلثوم رضي الله عنها: وهي أيضاً زوجة عثمان بن عفان الثانية، وقد توفِّيت في السنة التاسعة من الهجرة.
  • فاطمة رضي الله عنها: وهي أصغر بنات الرسول عليه الصلاة والسلام، وكانت زوجة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقد توفيت بعد وفات الرسول عليه الصلاة والسلام بستَّةِ أشهر.
  • القاسم رضي الله عنه: وبه كان يُكنَّى الرسول عليه الصلاة والسلام، وقد تُوفِّي وهو ابن سنتين.
  • عبدالله: وهو أول مولودٍ للرسول عليه الصلاة والسلام بعد النُّبوة، وقد توفي صغيراً.

ولدت له ابنه إبراهيم رضي الله عنه في السنة الثامنة من الهجرة، حيث إنّه لم يعش طويلاً، إلا سبعة عشر شهراً أو ثمانية عشر، وتوفِّي في السنة العاشرة من الهجرة.