يظهر المهدي في آخر الزمان من دون تحديد موعد لخروجه، حيث يكون ظهوره قبل خروج الدجال ونزول المسيح عليه السلام، أما مكان خروج الإمام المهدي فلم يرد شيء ثابت في ذلك، والأحاديث التي وردت في مكان خروجه لا تصح، ومنها الحديث الذي يتحدث عن الرايات السود التي تأتي من قبل المشرق أو من قبل خراسان وفيها المهدي،[1] وقد ورد حديث صحيح رأى بعض العلماء أنّه يدل على مكان خروجه، قال عليه الصلاة والسلام: (يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة، ثمّ لا يصير إلى واحد منهم، ثمّ تطلع الرايات السود من قبل المشرق، فيقتلونكم قتلاً لم يقتله قوم ثمّ ذكر شيئاً لم أحفظه فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبواً على الثلج، فإنه خليفة الله المهدي)،[2] ففي هذا الحديث كما رأى العلامة ابن كثير دلالة على خروج الإمام المهدي الموعود وأنّ مكان خروجه يكون من قبل المشرق حيث يبايع له عند البيت بين الركن والمقام، كما ذكر ابن كثير أيضاً أنّ الكنز الذي ذكر في الحديث هو كنز الكعبة الذي يقتتل عليه ثلاثة من أبناء الخلفاء، ثمّ يكون خروج المهدي في آخر الزمان من بلاد المشرق.[3]
إنّ ظهور المهدي هو من أشراط الساعة التي تكون في آخر الزمان حيث يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن ملئت ظلماً وجوراً، ويملك المهدي سبع سنين، يفيض المال وتنزل السماء ماؤها، وتخرج الأرض نباتها، وقد ورد في الأحاديث التي تواترت تواتراً معنوياً اسمه وصفته، وقال السفاريني في لوامع الأنوار البهية أنّ مسألة خروج المهدي كثرت فيها الروايات ووصلت لحد التواتر المعنوي، كما شاع خروجه بين علماء أهل السنة حتّى عد من معتقداتهم، فالإيمان بخروجه واجب كما قرر أهل العلم، ومما ورد في صفات المهدي،[3] قال عليه الصلاة والسلام: (لا تذهب أو لا تنقضي الدنيا حتّى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطيء اسمه اسمي)،[4] وفي الحديث الآخر: (المهدي مني أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطا وعدلاً، كما ملئت ظلما وجوراً، يملك سبع سنين)،[5]،ومعنى أقنى الجبهة أي منحسر شعره عن جبهته، خفيف الشعر بين الصدغين، أما معنى أقنى الأنف أي طويل وحاد الأنف في وسطه حدبة،[6] وفي الحديث الآخر كذلك: (المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة)،[7] ومعنى يصلحه أي يوفقه الله ويلهمه الرشد، ويتوب عليه بعد أن لم يكن كذلك.[3]
ينزل المسيح عيسى عليه السلام في نهاية حكم المهدي حيث يصلي عيسى عليه السلام خلفه،[6] ففي الحديث: (كيف أنتم إذا نزل ابن مريمَ فيكم وإمامُكم منكم)،[8] وفي الحديث الآخر: (لا تَزالُ طائِفةٌ من أُمَّتي يُقاتِلونَ على الحقِّ ظاهِرينَ إلى يومِ القيامَةِ. قال، فيَنْزِلُ عيسَى ابنُ مَريَمَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيقولُ أميرُهُم: تَعالَ صَلِّ لنا. فيقول: لا. إن بَعضَكُم علَى بعضٍ أُمَراءُ. تَكرِمَةَ اللهِ هذه الأُمَّةَ).[9]