الشاعر البحتري

الشاعر البحتري

البحتريّ

البحتريُّ هو الوليدُ أبو عبادةَ، أو كما قِيل في بعضِ الرواياتِ أبو الحسن، وشهرتُه البحتريّ؛ نسبةً إلى جدّه الثاني عشر (بحتر)، وُلِدَ عامَ ثمانمئةٍ وواحدٍ وعشرين للميلاد في مدينةِ منبجَ الجميلةِ الواقعةِ بين نهرِ الفراتِ، ومدينةِ حلبَ في بلادِ الشام، أمّا وفاتُه فقد كانت عامَ ثمانمئةٍ وسبعةٍ وتسعين للميلاد، وقد عاصر البحتريُّ في حياتِه مجموعةً كبيرةً من الخلفاءِ العبّاسيين، ابتداءً من الخليفةِ المأمونِ، والمُعتَصِمِ، وصولاً إلى المُعتمِد، والمُعتضِد، إلّا أنّه كانَ على صِلةٍ وثيقةٍ ببلاطِ الخلافةِ العباسيّةِ في عهدِ المُتوكّلِ عامَ ثمانمئةٍ وثمانيةٍ وأربعين للميلاد.[1][2]

شعرُ البحتريّ

كانت بدايةُ نَظم البحتريِّ للشِّعر ما بين السادسة عشرةَ، والتاسعة عشرة من عُمره؛ حيثُ كتب شِعرَه المُبكِرَ، ولفت به أنظارَ الشاعرِ أبي تمام الذي أخذَه إلى بغدادَ عاصمةِ الخلافةِ العباسيّةِ،[2] ممّا جعل البحتريُّ يَنظم شِعر المديح للخلفاءِ العبّاسيين في بلاطهم، ومن هذه القصائدِ القصيدة التي مدحَ فيها الخليفةَ العباسيَّ المُتوكّلَ، وهنّأه بعيدِ الفطرِ، ومن أبياتها:[1]

فانعم بيومِ الفطرِ عيناً إنّه

يومٌ أغرُّ من الزّمانِ مُشَهَّرُ

يومٌ أغرُّ من الزّمانِ مُشَهَّرُ

أظهرت عزَّ الملكِ فيه بجحفلٍ

لَجِبٍ، يُحاط الدّينُ فيه ويُنصَرُ

لَجِبٍ، يُحاط الدّينُ فيه ويُنصَرُ

ومن المهمّ بمكان ذِكر أنّ ما يُميّزُ شِعرَ البحتريِّ عن غيرِه هو حلاوةُ، وانسجامُ موسيقاه مع المعاني، والعواطفِ، عدا عن خصوبةِ خيالِه، وإبداعِه في التصويرِ، وإظهارِه للصُّورِ الفنّيةِ المُتناسِقَة مع البيئةِ، والثقافةِ العربيّةِ، وهذا ناتج عن تأثير بلدِه مَنبِجَ، بالإضافةِ إلى تأثُّرِه بحضارةِ المسلمين العبّاسيين في بغدادَ، علماً بأنّ البحتريُّ لم يكن يتحدّثُ بفلسفةٍ في شِعرِه كما فعلَ أبو تمّام، ولم تكن معاني قصائدِه، وأشعارِه دقيقةً، بل كانت سهلةَ الألفاظِ قريبةَ المعنى، دونَ تكلُّفٍ، أو غموضٍ.[3]

مُؤلَّفاتُ البحتريّ

خلَّف البحتريُّ آثاراً تدلُّ على عبقريّةِ شِعرِه، وكتاباتِه، ومن أهمّ هذه الآثارِ:[3]

  • كتابُ معاني الشِّعر.
  • كتابُ الحماسةِ الذي عارضَ فيه كتابَ الشاعرِ أبي تمام الذي يحملُ الاسم نفسه.
  • ديوانُ شِعرِه الذي لم يُجمَع في عَهدِه، وإنّما جمعَه أبو بكر الصوليّ.

المراجع

  1. ^ أ ب محمد حلاوي، ديوان البحتري 1/2، بيروت: دار الأرقم بن أبي الأرقم، صفحة 5-13، الجزء الأول. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "Al-Buḥturī", www.britannica.com, Retrieved 1-4-2019. Edited.
  3. ^ أ ب يوسف الشيخ محمد، ديوان البحتري، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 5-6. بتصرّف.