قوة الحب والتسامح

قوة الحب والتسامح
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

التسامح

يعتبر التسامح واحداً من المبادئ الأساسيّة الإنسانيّة ويسمى (مبدأ التسامح الإنساني)، ويرتكز هذا المبدأ على نسيان الأحداث المؤلمة التي وقعت للإنسان في ماضيه بكامل إرادته، وتخليه عن الرغبة التي تعتريه في إيذاء الآخرين بسبب تلك الأحداث، حيث يكون هذا التخلي بكامل إرادته وعن طيب خاطر، وتحويل نظره إلى مزايا وحسنات الآخرين التي تدعم مبدأ التسامح في أعماقه.

كتاب (قوّة الحب والتسامح) للدكتور إبراهيم الفقّي

حياة الإنسان من دون شك يستحيل أن تستقيم، ولا أن يكون لها أي معنى دون الحب، فقد خلق الله تعالى جميع خلقه بالحب، وبالمحبة أمرهم بطاعته، وستكون المكافأة للصالحين منهم بالحب.

للوصول لمرحلة الحبّ المتكامل، ينبغي في البداية الوصول إلى التسامح المتكامل، ومنه إلى المحبة التي ستؤدّي إلى العطاء، ولأنّ الإنسان لا يستطيع العطاء دون حب، ولن يستطيع أن يحب دون أن يسامح، حيث إنّ التسامح والعطاء والحب يرتبطون مع بعضهم البعض.

الفصل الأوّل (التسامح)

يعتبر التسامح من الأمور التي يستطيع الإنسان تعلمها بسهولة، لكن تنفيذ هذا الأمر صعب، حيث إنّه إذا فكّر في شخصٍ غضب منه، تمنى له الخير فإنّه لن يهدر طاقته في الغضب والحزن والضيق، والأفضل له أن يسامح، فالإنسان ليس لديه وقتٌ كافٍ في الدنيا ليهدره في الضيق والحزن والغضب من شخص آخر أو موقفٍ معيّن، وهناك العديد من الخطوات للوصول إلى التسامح، وهي:

  • الإدراك، على كل فرد أن يدرك بأنه يجب عليه أن يكون إنساناً متسامحاً، حيث إنّ هذا الإدراك يمثل ما نسبته خمسين بالمئة من التغيير.
  • الاستفادة من التجارب، حيث إنّ الإنسان يجب عليه التوقف عند التجارب التي مرّ بها، ويسأل نفسه (هل استفاد من تلك التجربة؟)، فإن تعلّم أمراً جديداً من خلال خوضه للتجربة فعليه بعدها الاحتفاظ بالمهارة التي تعلّمها.
  • الاحتفاظ بالمهارة، عند تمكّن الإنسان من الاحتفاظ بالمهارة التي تعلّمها من التجربة التي خاضها، فإنه سيتعلّم أمراً جديداً بالنسبة إليه، وسينتج عنه اختفاء الأحاسيس والمشاعر السلبيّة.
  • محاولة التخلّص من المشاعر والأحاسيس السلبيّة، وهذا الأمر يؤدّي إلى السير قدماً في طريق التسامح.
  • الفعل، ويأتي عن طريق اتخاذ القرار بالقيام بالفعل والتصرّف الصحيح، لأنّ التفكير في هذا الوقت سيصبح منضبطاً، وسيتمكّن الفرد بعدها من معرفة ما يريد.

ملاحظة: تأتي دوائر التسامح عن طريق مسامحة النفس ومسامحة الوالدين والأولاد وأفراد العائلة والناس.

الفصل الثاني (الحب)

مختصر هذه الكلمة بأنّ الحب يصنع المعجزات، وتدور دوائر الحب في حب الله، وحب المخلوقات، وحب النفس، وحب الوالدين، وأفراد العائلة، وحب العمل وحب الناس، فالحب هو الأساس في الحياة، وهو نعمةٌ عظيمة من الله غرسها في الإنسان.