-

تعامل النبي مع أصحابه

تعامل النبي مع أصحابه
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

النبي محمد

كان النبي صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خُلقاً، فوصفه الله سبحانه بأعلى الأوصاف، وأكمل الصفات، فقال: (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم: 4]، فقد كانت حياته صلى الله عليه وسلم ترجمة عملية لما ورد في القرآن الكريم فقالت السيدة عائشة رضى الله عنها لما سُئلت عن خلقه عليه الصلاة والسلام: (كان خلقُه القرآنَ)[صحيح الجامع] فكان عليه السلام يمتثل لأوامر القرآن، ونواهيه، ويتحلّى بالأخلاق التي مدحها، كما ابتعد عن كلّ خلق ذميم دعا القرآن لتجنّبه، وكان عليه السلام يكثر من قول: (اللَّهمَّ كما أحسنتَ خَلْقِي، فأَحْسِنْ خُلُقِي) [صحيح الترغيب]

تعامل النبي مع أصحابه

المعاملة الحسنة

كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقضي حوائج أصحابه، ويجيب دعوتهم، ويزور مرضاهم، ويشهد جنائزهم، ويشاركهم في أحزانهم، ويدعو لهم ولأبنائهم، وكان يعطي كلّ صحابي في مجلسه حقّه من العناية، والاهتمام، وكان صلى الله عليه وسلم كثير التبسّم في وجه أصحابه، فكانت الإبتسامة لا تفارق وجهه الكريم، وكان يمازح أصحابه، كما أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا أيضاً يمازحونه لعلمهم بكرم أخلاقه معهم، وكان عليه السلام لين الجانب في تعامله مع أصحابه، كما وصفه الله تعالى في القرآن الكريم فقال: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) [آل عمران: 159].

العدل

كان العدل خلق من الأخلاق الملازمة للرسول صلى الله عليه وسلم فهو يكره التميز على أصحابه، بل يحبّ العدل والمساواة مع أصحابه فكان يتحمّل المشاق والمتاعب مثلهم، كما كان عادلاً في قضائه بين المتخاصمين من أصحابه وغيرهم من الناس، وكان صلى الله عليه وسلم لا يرضى تعطيل حدود الله، التي شرعها سبحانه لإقامة العدل بين الناس، ولو كان الجاني من أقربائه وأحبابه، كما حدث في حادثة المرأة المخزومية التي سرقت فلم يقبل الرسول شفاعة أسامة، وقال مقالته المشهورة: (أيها الناس إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها)[صحيح مسلم].

التواضع

كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتصف بالتواضع في تعامله مع الكبير، والصغير، والقريب، والبعيد، والأهل، والأصحاب، وذلك امتثالاً لقوله تعالى: (تِلْكَ الدَّارُ الْآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) [القصص: 83]، وكان صلى الله عليه وسلم ينهى أصحابه عن مدحه، ورفعه إلى مكانة غير المكانة التي وضعه الله فيها؛ فعندما سمع بعض أصحابه يناديه قائلاً: يا محمد، يا سيدنا، وابن سيدنا، وخيرنا، نهاه عن هذا، وعلمه ماذا يقول، وقال: (أنا محمد بن عبد الله، عبد الله ورسوله، والله ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله فيها) [الصحيح المسند]، كما أنه لم يكن يرضى من أحد أن يقوم له تعظيماً لشخصه، وكان من تواضعه صلى الله عليه وسلم، أنه كان يجلس مع أصحابه كواحد منهم، ولم يكن يجلس مجلساً يميّزه عمن حوله.