صفات سيدنا نوح

صفات سيدنا نوح
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

نوح عليه السلام

يعتبر سيدنا نوح عليه السلام أول رسولٍ أرسله الله إلى البشر، فقد كان قبله عشرة قرون كانت كلها على الإسلام، فجاءت الشياطين لتوسوس للناس وتسول لهم اتخاذ الأصنام وعبادتها من دون الله تعالى، فجاء عليه السلام في مرحلةٍ من تاريخ البشرية ليعيد الناس إلى جادة الصواب، والطريق المستقيم الذي يرضي الله تعالى.

صفات سيدنا نوح عليه السلام

العزيمة

فقد كان عليه السلام أول الرسل والأنبياء الذين جعلهم الله في مرتبة أولي العزم وفضلهم بذلك على كثيرٍ من أنبيائه، وقد ظهرت العزيمة في مسيرة حياته في مواقف كثيرة، ومنها عزيمته التي لا تلين في سبيل دعوة قومه إلى التوحيد، حيث مكث فيهم ألف سنةٍ إلّا خمسين عاماً، لم تلين له قناة، ولم يتسلل اليأس إلى قلبه.

الرحمة والشفقة

فقد كان عليه السلام ذا قلبٍ رحيمٍ مشفق على قومه مما سيصيبهم من عذاب الله إن هم استمروا على غيهم وضلالهم، وقد ظهرت الشفقة في قوله تعالى على لسان نوح عليه السلام: (إنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) [الشعراء: 135]، كما ظهرت الرحمة والشفقة عنده عليه السلام حينما نادى ابنه الذي استحب الكفر على الإيمان حتّى يركب معهم في السفينة، ولكن سبقت كلمة الله وأمره فكان ابن نوح من الغارقين بالطوفان.

الصبر

فقد كان عليه السلام صابراً على قومه، حيث ظل يدعوهم ويجادلهم دون يأسٍ أو قنوط، يحدوه الأمل بالله تعالى أن يسلم قومه وينيبوا إلى ربهم في يومٍ من الأيام.

الحكمة والمهارة في الدعوة

فقد استخدم عليه السلام كافة الوسائل في دعوة قومه، فقد دعاهم ليلاً حيث يكون مظنّة سكون النفس وهدوئها وحسن استماعها إلى القوم، ودعاهم كذلك نهاراً وفي النهار مظنّة إقامة الحجة بالدليل الساطع، كما أنّه دعاهم في السر والعلن، وذكّرهم بعاقبة المستغفرين المنيبين وكيف يرسل الله السماء عليهم مدراراً، ويزيدهم مالاً وبنيناً.

حسن الرد وقوة الحجة والمنطق

فقد كان عليه السلام يرد رداً حكيما على الكافرين الذين كانوا يمرون عليه وهو يصنع السفينة فيسخرون منه، فكان لسان حاله ومقاله يردد قوله تعالى: (قالَ إِن تَسخَروا مِنّا فَإِنّا نَسخَرُ مِنكُم كَما تَسخَرونَ * فَسَوفَ تَعلَمونَ مَن يَأتيهِ عَذابٌ يُخزيهِ وَيَحِلُّ عَلَيهِ عَذابٌ مُقيمٌ ) [هود: 38-39].

الشدة على الكافرين

فعلى الرغم من أنّه صبر صبراً عظيماً في دعوته لقومه، إلّا أنّه حين أدرك أنّه لن يؤمن من قومه إلّا من آمن دعا على الكافرين منهم ، فقال تعالى على لسانه عليه السلام: (رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا) [نوح: 26].