سبب تسمية ذي القرنين بهذا الاسم

سبب تسمية ذي القرنين بهذا الاسم
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

سبب تسمية ذي القرنين

اختلفَ المفسرون في بيان سبب تلقيب ذي القرنين بهذا الاسم، وقد ذُكرت العديدُ من الأسباب، إلّا أنّ جميعها لم يشتمل على دلالات واضحة ذات قيمة تؤكّد ذلك، وعليه فإنّ السبب الحقيقيَّ يبقى في صفحات علم الغيب، حيث قال البعض إنّ السبب وجود ضفيرتين في شعره، والضفيرة تُسمّى قرناً، وقال آخرون إنّ له قرنين تحت عمامته، فيما رأى البعض أنّ السبب هو بلوغه قرن الشمس من مغربها، وقرنها من الشرق في سيطرته فسُمّي بذي القرنين،[1]فقد قيل إنّ من ملك كلّ الأرض أربعة: الكافران نمرود وبختنصر، والمؤمنان النبي سليمان وذو القرنين.[2]

ماهية ذي القرنين وشخصيته

الثابت في شأن ذي القرنين ما ذُكر في القرآن ذكراً يحمل الثناء عليه، وبيان عدله، بعدما سيطر على الأقاليم بسلطانه المُؤيَّد من الله، فبلغ بذلك مشرق الأرض ومغربها، إلّا أنّ الاختلاف كان في صفته وماهيته، فقد قيل إنّه أحد الأنبياء، أو الرسل، وزاد آخرون أنّه من الملائكة، بيد أنّ أغلب الظنّ أنه كان ملكاً عادلاً، وذُكر أيضاً أنّ الخضر عليه السلام كان وزيراً له،[3]في حين قيل في شخصه العديدُ من الأقوال منها أنّه الإسكندر اليوناني، والدليل بلوغ ملكِه المشرق والمغرب، وأقصى الشمال الذي بنى فيه السّد، حيثُ مسكن قوم يأجوج ومأجوج، وهم من الترك، وفي رأي مختلف أنّه أبو كرب شمر الحميري، وقد بلغ حكمه الشرق والغرب، وقيل إنّه الملك كورش الكبير أحد ملوك فارس، بيد أنّه لا تُوجد نتيجة مقنعة في شخصية ذي القرنين، فيبقى الرأي بأنّه رجل صالح مكّنه الله في الأرض، وأعطاه العلم والحكمة.[4]

ذو القرنين وبناء السد

ذكر الله بناءَ ذي القرنين للسّد بشيء من التفصيل، ممّا كبح جماح الخيال عند بعض المفسرين، حيث طلب قوم ضعفاءُ من ذي القرنين بناءَ سدّ يحميهم من قوم يأجوج ومأجوج، فأقام الرّدم بين الجبلين، وصهر الحديد بالنار في الرّدم، ثمّ أمر بسكب النحاس المُذاب فوق الحديد، فيمسك الحديد بالنحاس في الردم، فيكون البناء منيعاً، وتجدرُ الإشارةُ إلى أنّ البناء لم يكن من الحديد الخالص، بل كان العنصر الأساسيّ مع الحجر والتراب، فلو كان من الحديد فقط لكان ذلك فوقَ حدود المنطق، وما لا يستطيع عليه بشر في ذلك الزمان، بيدَ أنّ آخر القول أنّ من خلق الكون قادر على كل شيء.[5]

المراجع

  1. ↑ "سبب تسمية (ذو القرنين) بهذا الاسم"، fatwa.islamweb.net، 2002-1-2، اطّلع عليه بتاريخ 3-10-2018. بتصرّف.
  2. ↑ ابن منظور (1984)، مختصر تاريخ دمشق (الطبعة الأولى)، دمشق: دار الفكر، صفحة 215، جزء 8. بتصرّف.
  3. ↑ ابن كثير (1988)، البداية والنهاية (الطبعة الأولى)، بيروت: دار إحياء التراث العربي، صفحة 122، جزء 2. بتصرّف.
  4. ↑ سامح محمد البلاح (3-10-2013)، "ويسألونك عن ذي القرنين (2)"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 3-10-2018. بتصرّف.
  5. ↑ عبد الكريم يونس الخطيب، التفسير القرآني للقرآن، القاهرة: دار الفكر العربي، صفحة 708-709، جزء 8. بتصرّف.