الذئبة الحمراء

الذئبة الحمراء
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

الذئبة الحمراء

تُعرّف الذئبة الحمراء أوالذئبة الحمامية الشاملة (بالإنجليزية: Systemic lupus erythematosus) بأنّها مرض التهابي مُزمن، وتصل نسبة المصابين بها من النساء إلى أكثر من 90%، وفي أغلب الأحيان تبدأ الأعراض بالظهور عند النساء في سنوات الإنجاب،[1] وتُعتبر الذئبة الحمراء مرضاً مناعياً ذاتياً، وقد تؤدي الإصابة به إلى إلحاق الضرر بأي جزء من الجسم، بما في ذلك الجلد، والمفاصل، وأعضاء أخرى من الجسم، وتدلّ كلمة مُزمن على أنّ العلامات والأعراض الناتجة عن هذا المرض تستمر بالظهور لفترة أطول من ستة أسابيع، وتصل غالباً لسنوات عديدة، ويجدر بالذكر أنّ المشكلة الحاصلة في حالة الإصابة بالذئبة الحمراء تتمثل بأنّ الجهاز المناعي لا يعمل بشكل صحيح؛ بحيث تهاجم الخلايا المناعية عن طريق الخطأ خلايا الجسم الصحية وتلحق الضرر بها، مما يؤدي إلى حدوث الالتهاب، والألم، والتلف في عدة أماكن من الجسم، وتجدر الإشارة إلى أنّ مرض الذئبة الحمراء غير مُعدٍ، ولا يمكن انتقاله بأي طريقة اتّصال.[2]

أعراض الذئبة الحمراء

تظهر أعراض الإصابة بالذئبة الحمراء بشكل مختلف من شخص إلى آخر، فقد تتراوح من أعراض متوسطة إلى حادّة، بالإضافة إلى أنّها قد تأتي وتزول مع مرور الوقت، ولكن وبشكل عام، فإنّ من الأعراض الأكثر شيوعاً بين المُصابين بالذئبة الحمراء ما يلي:[3]

  • ألم وانتفاخ في المفاصل.
  • الإصابة بالحمّى دون سبب مُعيّن.
  • التعب الجسدي شديد.
  • ظهور طفح جلدي أحمر؛ بحيث يظهر حول منطقة الأنف والوجنَتَين، ويكون على شكل فراشة على الوجه، كما أنّ الطفح الجلدي قد يظهر أيضاً على الوجه، والآذان، وأعلى الذراعين، وعلى الأكتاف، والصدر، والأيدي، وبما أنّ العديد من المُصابين بالذئبة الحمراء يعانون من حساسية الشمس، فإنّ هذا الطفح قد يظهر أو يزداد سوءاً بعد التعرّض لأشعة الشمس.

علاج الذئبة الحمراء

لا يوجد علاج دائم للذئبة الحمراء، ومن أجل ذلك فإنّ الهدف من العلاج يتضمّن تخفيف الأعراض، وحماية الأعضاء من خلال تقليل الالتهاب، والحد من النشاط الهجومي للجهاز المناعي على الجسم، حيث إنّ العلاج المُحدّد يعتمد على كل حالة بشكل فردي، فمثلاً قد لا يحتاج العديد من الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض خفيفة إلى العلاج، أو أنّهم قد يحتاجون إلى علاجات مؤقتة من الأدوية المُضادة للالتهاب، وفيما يلي بيان للعلاجات المُستخدمة:[4]

علاج الحالات المتوسطة

من الأدوية المُتاحة لعلاج الحالات المتوسطة من الذئبة الحمراء ما يلي:[5]

  • الأدوية اللاستيرويدية مضادة للالتهاب: (بالإنجليزية: Non-steroidal anti-inflammatory drugs)، والتي يتم صرفها من أجل أعراض المفاصل، ومرض ذات الجنب (بالإنجليزية: Pleurisy)، ويجدر التنويه إلى أهمية استشارة المسؤول الصحي قبل استعمال هذه الأدوية.
  • الكورتيكوستيرويدات: (بالإنجليزية: Corticosteroids)، حيث يتمّ تناول جرعات قليلة منها من أجل التحكم بالتهاب المفاصل (بالإنجليزية: Arthritis)، وتخفيف أعراض المرض التي تظهر على البشرة، ومن الأمثلة على هذا النوعمن الأدوية؛ دواء بريدنيزون (بالإنجليزية: Prednisone)، ويمكن استخدام الشكل الموضعي منه، حيث تُستخدم كريمات الكورتيكوستيرويد من أجل علاج الطفح الجلدي.
  • دواء هيدروكسيكلوروكوين: (بالإنجليزية: Hydroxychloroquine)، وتجدر الإشارة أنّ دواء الهيدروكسيكلوروكوين يتم استخدامه أيضاً من أجل علاج الملاريا (بالإنجليزية: Malaria).
  • دواء بيليموماب: (بالإنجليزية: Belimumab)، وهو دواء بيولوجي قد يكون ذا فائدة عند بعض الأشخاص المُصابين بالذئبة الحمراء.

علاج الحالات الحادّة

من الأدوية المُتاحة لعلاج الحالات الأكثر حدّة من الذئبة الحمراء، ما يلي:[5]

  • الكورتيكوستيرويدات: بحيث يتمّ استخدام الجرعات العالية منها.
  • الأدوية المثبّطة للمناعة: (بالإنجليزية: Immunosuppressive medicines)، وهي الأدوية التي تثبّط عمل الجهاز المناعي في الجسم، ويتمّ اللجوء إلى استخدام هذا النوع من الأدوية في حال عدم تحسُّن المُصاب مع أدوية الكورتيكوستيرويد، أو في حال ازدياد الأعراض سوءاً عند الانتهاء من استخدامها، ومن أكثر الأدوية التي يتمّ استخدامها، دواء الميكوفينوليت (بالإنجليزية: Mycophenolate)، ودواء اأزاثيوبرين (بالإنجليزية: Azathioprine)، ودواء سيكلوفوسفاميد (بالإنجليزية: Cyclophosphamide)، ولكنّ استخدام دواء سيكلوفوسفاميد يكون لمدة تتراوح من 3-6 أشهر فقط؛ وذلك بسبب سُمّيّته.
  • دواء ريتوكسيماب: (بالإنجليزية: Rituximab)، فقد يتمّ استخدام هذا الدواء في بعض الحالات.
  • مميّعات الدم: (بالإنجليزية: Blood thinners)، ومن الأمثلة عليها؛ دواء الوارفارين (بالإنجليزية: Warfarin)، والذي يتمّ استخدامه في حالات مشاكل التخثّر.

مضاعفات الذئبة الحمراء

تُسبّب الذئبة الحمراء حدوث تأثيرات قصيرة وطويلة المدى على حياة المُصابين بها، وتجدر الإشارة إلى أنّ التشخيص المُبكّر والعلاج الفعّال قد يساعد على التقليل من تأثيرات الذئبة الحمراء الضارّة، وقد يزيد من فُرصة الحصول على نوعية أفضل للحياة وللعمل، أمّا في حال عدم الاهتمام بالعلاج والالتزام به، فقد يزيد هذا من تأثير الذبة الحمراء المُدمّر في الجسم، ويتسبّب بالكثير من المُضاعفات، ويزيد من خطر الوفاة،[6] وقد يصيب الالتهاب الذي ينتج عن الذئبة الحمراء عدّة مناطق من الجسم، ومن هذه المناطق ما يلي:[7]

  • الكليتان: قد تتسبّب الذئبة الحمراء بحدوث تلف خطير للكلى، حيث يُعدّ حدوث الفشل الكلوي (بالإنجليزية: Kidney failure) من الأسباب الرئيسية التي تتسبب بالوفاة عند الأشخاص المصابين بالذئبة الحمراء.
  • الدماغ والجهاز العصبي المركزي: ففي حال تأثير مرض الذئبة الحمراء في الدماغ، فإنّ الشخص المُصاب يمكن أن يُعاني من الصداع، والدوار، وتغييرات في السلوك، ومشاكل في الرؤية، حتى أنّ المضاعفات قد تصل إلى حدوث السكتات الدماغية (بالإنجليزية: Strokes)، أو النوبات (بالإنجليزية: Seizures)، كما أنّ العديد من الأشخاص قد يعانون من مشاكل في الذاكرة، وقد يواجهون صعوبة في التعبير عن أفكارهم.
  • الدم والأوعية الدموية: فالإصابة بالذئبة الحمراء قد تؤدي إلى حدوث مشاكل في الدم، ومن ضمن هذه المشاكل؛ الإصابة بفقر الدم (بالإنجليزية: Anemia)، وزيادة خطر حدوث النزيف أو تجلطات الدم، كما أنّها قد تؤدي أيضاً إلى حدوث مشكلة التهاب الأوعية الدمويَّة (بالإنجليزية: Vasculitis).
  • الرئتيان: حيث إنّ الإصابة بالذئبة الحمراء تزيد من فرصة حدوث التهاب في بطانة القفص الصدري، أو ما يُسمّى بذات الجنب، والذي قد يؤدي إلى جعل عملية التنفس أمراً مؤلماً، بالإضافة إلى زيادة احتمال حدوث النزيف في الرئتين، والإصابة بالالتهاب الرئوي (بالإنجليزية: Pneumonia).
  • القلب: فالذئبة الحمراء قد تتسبب بحدوث التهاب في عضلة القلب، أو الشرايين، أو غشاء القلب، وتجدر الإشارة إلى أنّ خطر حدوث الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والنوبات القلبية (بالإنجليزية: Heart attacks) يزداد أيضاً بشكل كبير.

المراجع

  1. ↑ "Systemic Lupus Erythematosus (SLE)", emedicine.medscape.com, Retrieved 18-May-2019. Edited.
  2. ↑ "What is lupus?", www.lupus.org, Retrieved 18-May-2019. Edited.
  3. ↑ "Symptoms of Lupus", www.webmd.com, Retrieved 18-May-2019. Edited.
  4. ↑ "What is the treatment for lupus? Is there a cure for lupus?", www.medicinenet.com, Retrieved 18-May-2019. Edited.
  5. ^ أ ب "Treatment", medlineplus.gov, Retrieved 18-May-2019. Edited.
  6. ↑ "What are the complications of SLE?", www.cdc.gov, Retrieved 18-May-2019. Edited.
  7. ↑ "Complications", www.mayoclinic.org, Retrieved 18-May-2019. Edited.