أقرّ العلماء على حرمة التدخين شرعاً؛ لما فيه من خبث وأضرار ومفاسد كثيرة وعظيمة على المدخن وعلى غيره من أهله وأصدقائه وكلّ مَن يكون بقربه عندما يدخن، حيث ثبت طبياً أنّ التدخين له أثر سلبيّ على مختلف أعضاء الجسم، ويتعدّى أثره إلى الضرر بالمال والعقل، حيث ثبت ذلك بالأدلة الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.[١]
وردت عدّة أدلة تثبت حُرمة التدخين؛ منها:[٢]
أجمع الأطباء على أنّ التدخين له أضرار كبيرة على الجسم، حيث إنّه يسبّب مختلف الأمراض، منها: السرطان، ممّا يؤدي إلى الموت، ويدخل ذلك في الانتحار المحرّم، حيث قال الله تعالى: (وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا)،[٣] ومن المعلوم أنّ المحافظة على النفس واجب شرعاً كما أنّه مقصد من مقاصد الشريعة، ولذلك حثّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- على الاهتمام بالصحة والتداوي فقال: (تداوَوا عبادَ اللَّهِ فإنَّ اللَّهَ -سبحانَهُ- لم يضع داءً إلَّا وضعَ معَهُ شفاءً إلَّا الْهرمَ).[٤]
إن طبيعة النفس تعاف الروائح الكريهة وتنفر منها، ولا شكّ أنّ مَن يكون حول المدخن لا يطيق الاقتراب منه بسبب رائحة فمه الكريهة، والإسلام حرص على تجنّب الإضرار بالناس والتأدّب معهم والابتعاد عن كلّ ما ينفّرهم، حيث قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (من أكل ثوماً أو بصلاً فليَعتزلنا، أو ليعتزلَ مسجدَنا، وليقعد في بيتِه).[٥]
يسبّب التدخين العديد من الأضرار كالأضرار الصحيّة المتعددة من سعال وصفرة للوجه وأمراض أخرى تؤدّي إلى السل، والأضرار المالية بتبذير المال وهدره والتضييق الاقتصادي على المدخن وعلى عائلته، قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (لا ضَررَ ولا ضِرارَ).[٦]
النفس الطيّبة لا تحبّ إلّا الطيّب ولا تطيق الخبائث، والدّخان أحد الخبائث التي لا تتحمّلها النفس، حيث كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ينهى عن الخبائث ولا يحبّها، وأثبت ذلك الله -تعالى- في القرآن الكريم فقال: (الَّذينَ يَتَّبِعونَ الرَّسولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذي يَجِدونَهُ مَكتوبًا عِندَهُم فِي التَّوراةِ وَالإِنجيلِ يَأمُرُهُم بِالمَعروفِ وَيَنهاهُم عَنِ المُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيهِمُ الخَبائِثَ).[٧]
ترك التدخين ليس أمراً عسيراً كما يظن كثير من المدخين، حيث إنّ هناك عدّة وسائل تساعد المدّخن على الإقلاع؛ منها:[٨]