مقام النبي يوسف

مقام النبي يوسف

مقام النبيّ يوسف

موقع المقام وتقسيمه

يوجد مقام النبيّ يوسف في مدينة نابلس في فلسطين، وتحديداً عند المدخل الشرقي للمدينة في الشمال الغربي لكنيسة يعقوب بأمتار قليلة، وبالجوار من التل الأثري لبلاطة، ولهذا المقام أهميةٌ واحترامٌ كبيرين عند أهل المدينة، حيث يقصدونه لقضاء النذور التي يأخذونها على أنفسهم، ويقصودنه للدعاء وطلب الحاجات من الله تعالى، ويوجد المقام على أرض وقفٍ إسلاميّة تصل مساحتها إلى 661 مترٍ مربع، ويتكوّن البناء من ساحةٍ في شمال المقام، وفي الطرف الغربي يوجد غرفةٌ، وفي الجنوب يوجد غرفة المقام، والمقام مغطىً بقبةٍ ضحلةٍ قليلاً، وفي سنة 1927م قام أهالي المدينة بزيادة غرفةٍ جديدةٍ للمقام حيث استخدموا المقام في تلك الفترة للتعليم، ويعتبر المقام مكاناً مقدّساً عند أهل المدينة، وخصوصاً عند من يستخدمه لقضاء النذور فيه وقراءة التبريكات في الموالد في ساحته.

رواية التوراة عن المقام

تدعّي الرواية التوراتية أنّ النبيّ موسى عليه السلام عندما خرج من مصر حمل جثة النبيّ يوسف عليه السلام وقام بدفنها في نابلس، ولكن هذه الرواية بحاجة ماسّةٍ إلى التدعيم؛ لأنّ النقص واضحٌ جداً فيها، فالنبيّ موسى عليه السلام خرج من مصر بعد أن توفي النبيّ يوسف عليه السلام بمائتي سنةٍ، ووقتها كان مكان دفن يوسف عليه السلام غير معروفٍ، وأيضاً ممّا ينفي رواية التوراة حول المقام هو أن التوراة بحد ذاتها قد كتبت بعد أن جاء موسى عليه السلام بحوالي ستمائة عامٍ تقريباً وكان ذلك خلال السبي البابلي، وبالتالي فالرواية كتبت دون عملية تدقيقٍ وتمحيصٍ وافٍ، وما يزيد على ذلك هو النقوش الموجودة على المقام وواقعه المعماري يعود إلى العهد العثماني.

مقامات أخرى باسم يوسف

  • قبر يوسف في الخليل: هناك روايةٌ تقول أنه يوجد في مدينة الخليل قبرٌ للنبيّ يوسف، وهذه الرواية ما هي إلا خيالاتٌ وأحلامٌ وأوهامٌ، واصل الرواية أن حسب مصادر التاريخ هي أن أم الخليفة العباسي قد حلمت في المنام بأن قبر النبيّ يوسف موجودٌ في الخليل، فبعثت بمن يتفقد حقيقة الحلم، فوجد خشبةً في منطقة الحرم الإبراهيمي الشريف وظنوا أن النبيّ مدفونٌ تحتها، فقاموا ببناء مقامٍ فوق الخشبة وقالوا أنه قبر النبيّ يوسف عليه السلام.
  • مومياء النبيّ يوسف في مصر: في عام 1989م نشر في أحد الجرايد المصرية انه تم اكتشاف مومياء مصرية يعود أصلها للنبيّ يوسف عليه السلام، وأكد ذلك الاكتشاف أن النبيّ يوسف ق دفن في مصر، وهذا الكتشاف ألغى كل الإدعائات اليهودية والروايات التاريخية.
  • الشيخ يوسف دويكات: في كتاب (تاريخ نابلس البقاء) الذي ألفه المؤرخ النمر النابلسي، قصّةٌ تقول أن مقام يوسف في نابلس لا يعود للنبيّ يوسف عليه السلام؛ وإنما يعود لشيخٍ من عشيرة دويكات في بلاطة في نابلس، واسمه الشيخ يوسف دويكات، ولكن هذه القصة غير مدعومةٍ بأدلةٍ وبراهين تثبت صحتها.

نهايةً مهما كان أصل هذا المقام الموجود في نابلس، فإن له مكانةً دينيةً وتاريخيةً عند أهالي المدينة، وطابع المقام المعماري يعود للعهد الإسلامي وليس له أي صلةٍ باليهود وإسرائيل، ولكن ما يفعله اليهود من سرد رواياتٍ على ان القبر لهم ما هي إلّا قصصٌ يقصدون منها وضع أيديهم على المدينة.