مقام النبي محمد

مقام النبي محمد
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

النبي محمد عليه السلام

النبيّ محمّد بنُ عبدالله هو النبيّ العربي الأميّ المبعوث رحمةً للعالمين، وخاتم الأنبياء والرسل جميعاً، يعود نسبُه -عليه الصلاة والسلام- إلى قبيلةِ قريشٍ العربيّة، وتحديداً إلى بني هاشم، كان جدّه عبد المطلب سيداً من سادات بني هاشم، ورجلاً يُشار إليه بالبنان، أمّا عمه أبو طالب فقد كفله بعد موتِ أبيه وأمه، وأشرف على رعايته، رغم أنّه لم يدخلِ الإسلام، وعمّه حمزة بن عبد المطلب سيّد الشهداء، أمّا عمه العباس فهو حبر الأمة، أمّا أمّه -عليه السلام- فهي آمنة بنت وهب، وهي أيضاً من قبيلة قريش، وتحديداً من بني زُهرة.

وُلد عليه الصلاة والسلام في الثاني عشر من ربيع الأول، يوم الإثنين في مكّة المكرمة، في عامِ الفيل، وكانت ولادته إيذاناً ببدْء عهدٍ جديد، وقد بعثه الله تعالى واختصّه بالنبوة ونزول الوحي وهو في الأربعين من عمره، حيث بدأ نزول القرآن الكريم عليه مِن الوحي جبريل عليه السلام، وذلك في ليلة القدر من شهر رمضان المبارك، في غار حراء.

كان العرب يُرسلون أطفالهم ليتربّوا في الصحراء على حسب عادات العرب قديماً؛ كي يكتسبوا صفاتِ الرجولة ويتعلّموا عادات العرب الأصيلة، وقد تربّى الرسول عليه السلام وهو طفل في كنف الصحراء، في بيت مرضعته حليمة السعدية، وقد كان هذا قبل وفاة أمّه، فقد عاش عليه السلام يتيم الأبوين، وعمل في التجارة ورعي الأغنام، وكان يُلقّبُ بالصادق الأمين، وذلك لصدقه وحسن أخلاقه وأمانته وإيفائه للعهد، وقد تزوج وهو في الخامسة والعشرين من عمره من خديجة بنت خويلد، التي كانت تكبرُه في العمر، وأنجبت له جميع أبنائه وبناته باستثناء إبراهيم.

مقام النبي محمد عليه السلام

توفّي النبيُّ عليه الصلاة والسلام في السنة العاشرة من الهجرة، ويوجد مقامه في المدينة المنورة، وتحديداً في المسجد النبوي الشريف، حيث دُفن عليه السلام في حجرة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وهي الحجرة التي كانت مخصصة لعائشة من بين زوجات الرسول عليه السلام جميعاً، حيث توفي في الحجرةِ نفسِها ودفن فيها، ويوجدُ إلى جانبِ مقامه قبرُ أبي بكرٍ الصديق رضي الله عنه، الذي دفن في السنة الثالثة عشرة من الهجرة، وإلى جانب أبي بكرٍ، قبر عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الذي دُفن في السنة الثالثة والعشرين من الهجرة.

يبلغُ طولُ الحجرة التي يوجد بها مقامُ النبيّ محمد عليه السلام من الشرق إلى الغرب باتجاه القبلة أربعة أمتار وثمانين سنتيمتراً، أمّا من جهة الشمال فيبلغُ طولها أربعة أمتار وتسعة وستين سنتيمتراً، أمّا من جهتيْ الشرق والغرب، فيبلغ طولها ثلاثة أمتار وثلاثة وأربعين سنتيمتراً، والجدير بالذكر أنّ هذه الحجرة تلتصقُ بدار فاطمة بنت محمد، بنت رسول الله، من جهة الشمال، أما من جهة الجنوب، فيوجد طريقٌ فاصل بين الحجرة التي فيها المقام، وحجرة حفصة بنت عمر بن الخطاب أم المؤمنين، ومن جهة الغرب من المقام، يوجد المسجد النبوي.

عندما دُفن الرسولُ عليه السلام في مقامه، جُعل رأسُه إلى جهة الغرب، وقدماه إلى الشرق، أمّا وجهه فكان مستقبلاً للقِبلة، وفي الوقت الحاضر، يزور المسلمون من شتى بقاع الأرض مقامَ النبي محمد عليه السلام، ويُصلون في الروضة الشريفة، وهي المكان الواقعُ بين قبر الرسول ومنبرِه.