مراحل الدعوة في حياة الرسول
دعوة محمد صلى الله عليه وسلم
إنّ محمد صلى الله عليه وسلم هو محمد بن عبد الله بن عبدالمطلب من عشيرة قريش، وهو أبو القاسم، وأمه آمنة بنت، ووُلد عام الفيل يتيم الأب وعندما كان طفلاً صغيراً توفيت والدته فرباه عمه أبو طالب.
أنزل الله تعالى رسوله جبريل عليه السلام إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم ليبلّغه بأمر الرسالة السماوية التي اختاره عز وجل من أجلها ليكون الرسول والمعلّم للعالمين، فجاءت آيات سورة المدثّر لتبيّن له ما عليه أن يقوم به.
مراحل الدعوة في حياة الرسول
مرت دعوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم إلى عبادة الله تعالى بمرحلتين استجابة لأمره عز وجل هما:
الدعوة السرية
بدأ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم بدعوة الأقربين له للدخول في الدين سراً دون علم قريش، فكان يختار من يدعوهم حتى لا يفضحوا أمره قبل أن يأمره الله تعالى بالجهر في الدعوة، فكانت السيدة خديجة رضي الله عنها زوجته عليه الصلاة والسلام أول من آمن به وصدّق رسالته وسانده، كما كان سيدنا أبو بكر الصديق وعلي بن أبي طالب وأبو بكر بن أبي قحافة، وعثمان ابن عفان، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم جميعاً وغيرهم العديد ممن استجابوا فوراً وأسلموا معه صلى الله عليه وسلم، وكانوا يتلقون تعاليم الدين ويقرؤون القرآن الكريم سراً في دار الأرقم ابن الأرقم، ولم يتجاوز من أسلموا في هذه الفترة السرية من الدعوة الأربعين رجلاً وامرأة وكان أغلبهم من الفقراء والعبيد، واستمرت الدعوة سراً ثلاث سنين.
الدعوة الجهرية
بعد ثلاث سنين من الدعوة سراً جاء أمر الله تعالى لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم في الجهر بالدعوة والبدء بقبيلة قريش، قال تعالى: (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ) [الشعراء: 214]، فخرج عليه الصلاة والسلام وصعد إلى جبل الصفا وأخذ ينادي على قريش وبعد أن اجتمعوا دعاهم لله تعالى فاستهزؤوا به وانصرفوا وتركوه على الرغم من اعترافهم بأنّه الصادق الذي لا يكذب أبداً ولكنهم صدوا وتكبروا وأخذوا يحاربونه عليه الصلاة والسلام من أجل أن يترك دعوته لتعصبيهم لآلهتهم وعبادتهم للأوثان، فاتهموه بالجنون، وحاولوا استمالته بالسلطان والمال والجاه، وعندما تمسّك بالدعوة اخذوا يضايقونه ويعذّبون أصحابه، وعندما توفي عمه ازدادت المضايقات وحاولوا قتله عليه الصلاة والسلامن وغيرها الكثير من صور المضايقات حتى هاجرعليه الصلاة والسلام مع صحابته إلى المدينة المنورة وأقام فيها الدولة الإسلامية، وقد استمرت الدعوة الجهرية عشرة سنين حتى توفي عليه الصلاة والسلام.