يمر الطفل منذ ولادته بمراحل عديدة، ففي كل مرحلة يتطور الطفل عقلياً وسلوكياً إلى أن يُصبح قادراً على التعايش مع بيئته، ومعرفة مراحل نمو الطفل تُسهل على الوالدين كثيراً، إذ يُصبحان قادرين على التعامل مع الطفل من خلال هذه المعرفة، ويبتعدان عن الموروثات الشعبية التي تحمل أفكاراً خاطئة، والتي أثبت العلم عدم فائدتها، وسنتطرق في هذا المقال إلى الحديث عن مراحل نمو الطفل بالشهور.
تحدث الكثير من التغيرات في نمو الطفل في هذا الشهر، حيث نجد الطفل يصرخ بشدة عند شعوره بالجوع، أو بالألم، أو عند الملل، ويتواصل من خلال العين للحظات قليلة دون تركيز، ويكون نومه غير منتظم، ومن أبرز تطورات نموه في هذا الشهر أنه يكون قادراً على التفاعل مع أصوات، وابتسامات والديه.
يكون نمو الطفل في هذا الشهر سريعاً، ولكنه نمو لا يحمل تغيراً كبيراً عن كيفية النمو في الشهر الأول، فهنا يقل صراخ الطفل دون حدوث انتظام في النوم، ويبدأ الطفل بالنظر إلى أجسام الناس دون تركيزه على الوجوه، ومن أهم تطورات نموه في هذا الشهر: ابتسامه للآخرين، وإصداره لأصوات غرغرة رداً منه على أصوات المحيطين به، أو إذا أحس بالملل أو الغضب.
يُعد الشهر الثالث من أهم شهور نمو الطفل، فهنا يُصبح بإمكانه رفع يديه دون أن يُغلقهما، إضافة إلى رده على ابتسامات المحيطين به بابتسامة جميلة، وكذلك قدرته على تقليد تعابير الوجه، وحركات الآخرين، وينتظم نومه في نهاية هذا الشهر.
يُصبح الطفل في الشهر الرابع قادراً على النوم على بطنه، وعلى دفع يديه، والضحك بأعلى صوته، وأن ينتبه للألعاب، ويتمتع بها، والبكاء عند توقفها، فمراحل النمو في هذا الشهر هي مراحل نمو إدراكي ومهاري، فإن كان الطفل يُعاني من أية أمراض عقلية، او اضطرابات فيمكن أن تظهر بوضوح في هذا الشهر.
يبدأ الطفل في الشهر الخامس بتناول الأطعمة إلى جانب الرضاعة الطبيعية، ويكون قادراً على تحريك الأشياء، ونقلها من مكان إلى آخر، ويكون قادراً على الحركة، والجلوس، إضافة إلى بكائه إن لم يجد والديه أمامه، ونجده أيضاً يلعب أثناء فترة إرضاعه.
ينتظم الطفل بالنوم كلياً في الشهر السادس، ويتناول الطعام في هذا الشهر، ويُصبح قادراً على الحركة بشكل أفضل، وفي اتجاهات عديدة، ويُحدث خدوشاً صغيرة للوصول إلى الأشياء، والإمساك بالأجسام الصغيرة، وغلق يده كلياً، ويبدأ بالثرثرة، وإصدار أصوات غير مفهومة، ويتسم بالنشاط الكبير، وتبدأ مرحلة التسنين، وظهور الأسنان الأمامية لديه.
تحدث في الشهر السابع تغيرات جذرية في نمو الطفل، حيث يُصبح قادراً على الزحف سريعاً، واستعمال أصابعه، ويُصبح قادراً على السيطرة على يديه، والتواصل البصري، وتعبيره عن الغضب بصورة واضحة، إضافة إلى تقليده للكبار، وتقليد أصواتهم، ويزول خوفه من الناس، فيتعامل مع غيره من الأطفال بأريحية.
في الشهر الثامن لا يستطيع الطفل الجلوس وحده دون تقديم المساعدة له، وتزداد مقدرته على التعامل بيديه، واستخدامهما، وسيُحاول التصفيق، ويستجيب عند مناداته باسمه، ويبدأ بالخجل، والخوف من الغرباء.
يستطيع الطفل في الشهر التاسع الوقوف، ولا ينطبق ذلك على كافة الأطفال، ويُحاول تسلق السلالم من خلال الزحف، وتقليد حركات الآخرين، إضافة إلى حبه للعب كثيراً، وتزداد قدراته الإدراكية بشكل كبير.
يُصبح الطفل في هذا الشهر قادراً على الوقوف بشكل جيد، ويستجيب لتصفيق الآخرين، ويشعر بتقدير الذات، فلا يُحب أن يصرخ عليه أحد، أو يهينه، فتتشكل صحته النفسية في هذا الشهر.
يُصبح الطفل قادراً في الشهر الحادي عشر على نُطق كلمة ماما، وبابا، ويشاغب مع والديه، ويُصبح مُتعاوناً، وعنيداً، ويُحاول إثبات نفسه، فلا يستجيب سريعاً لأوامر الأم، والأب.
يخطو الطفل في هذا الشهر خطواته الأولى، ويُصبح قادراً على نطق كلمتين، أو ثلاث كلمات، ويبدأ في محاولاته للمساعدة في خلع ملابسه، أو ارتدائها، فيدفع يده إلى الأكمام، أو يُحاول التملص من الثياب، ويتشكل لديه حس فُكاهي، ويُصبح قادراً على إظهار غضبه بوضوح.