رواية أولاد حارتنا لنجيب محفوظ

رواية أولاد حارتنا لنجيب محفوظ
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

رواية أولاد حارتنا

تعتبر هذه الرواية هي أولى الروايات التي كتبها نجيب محفوظ عقب ثورة يوليو، حيث انتهى من كتابة الثلاثية سنة 1952م، فقد رأى هذا الروائيّ أنّ التغيير الذي كان يطمح إليه من خلال كتاباته قد تحقّق بعد ثورة يوليو، فقرّر التوقّف عن الكتابة الأدبية، وأخذ يكتب نصوصاً عدّة للسينما، ولكن بعد أن انقطع خمس سنوات عن الكتابة الروائيّة قرر العودة إليها بعدما رأى أنّ الثورة لم تسِر على نهجها؛ فكتب رواية أولاد حارتنا التي اتّبع فيها أسلوباً رمزيّاً مختلفاً عن أسلوبه الواقعيّ.

موضوع رواية أولاد حارتنا

تحدّث نجيب محفوظ عن هذه الرواية فذكر بما معناه أنّ روايته لم يناقش فيها مشكلة اجتماعية على نحو واضح كما اعتاد في أعماله السابقة، وإنّما هي أقرب للنظرة الكونيّة الإنسانية بشكل عام، ومع ذلك فهي غير خالية من خلفية اجتماعيّة، فعلى الرغم من استلهامها من قصص الأنبياء؛ إلّا أنّها لا تهدف إلى سرد قصص الأنبياء ضمن قالب روائي، وإنّما الاستفادة هذه القصص من أجل تصوير رغبة المجتمع الإنساني بالقيم التي سعى الأنبياء من أجل تحقيقها كقيمة العدل، والسعادة، والحقّ، فيمكن القول أنّ هذه الرواية تحمل نقداً مبطّناً لعدد من ممارسات الثورة، في سبيل تذكير القادة بالأمور الأساسيّة التي تهدف الثورة إليها.

الجدل حول رواية أولاد حارتنا

لاقت هذه الرواية ردود فعل حادة نتيجة للتفسيرات المباشرة للرموز الدينيّة الواردة في الرواية، حيث كُفّر نجيب محفوظ نتيجة كتابته لهذه الرواية، وتمّ اتهامه بالزندقة والإلحاد، وقد ترتّب على ذلك أن تعرّض لمحاولة للاغتيال لكنه لم يمت منها.

نشر رواية أولاد حارتنا

حاولت العديد من الجهات نشر الرواية لا سيّما بعد فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل، حيث أعلنت صحيفة المساء الحكومية بالقاهرة إعادة نشر هذه الرواية بشكل متسلسل، ولكن اعترض نجيب محفوظ على ذلك بعد أن تم نشر الحلقة الأولى، فتمّ إيقاف النشر، وتجدّدت محاولة النشر من جديد بعد أن جرت محاولة اغتياله عام 1995؛ نظراً للتعاطف الكبير مع نجيب محفوظ، غير أنّ نجيب محفوظ قام بمعارضة النشر، وأعلن عن عدم موافقته على نشرها إلا بعد أن يوافق الأزهر على ذلك.

تجدد الجدل مجدداً حول هذه الرواية في أواخر عام 2005م، فقد أعلنت مؤسسة دار الهلال عن نشرها لرواية أولاد حارتنا في سلسلة روايات الهلال التي تصدر بشكل شهري، وقد قامت الصحف بنشر غلاف للرواية التي بيّنت دار الهلال أنّها تحت الطبع حتى وإن لم يوافق محفوظ على ذلك، بذريعة أنّ الإبداع مع مرور الوقت يصبح ملكاً للشعب، غير أنّ دار الشروق حالت دون إتمام ذلك، لحصولها على حقوق الملكية الفكرية، وتمّ نشر الرواية في مصر في نهاية 2006م.