موضوع تعبير عن حب الوطن

حبّ الأوطانقال الشاعر أحمد شوقي واصفًا حبّ الوطن:

حبّ الأوطان

قال الشاعر أحمد شوقي واصفًا حبّ الوطن:

وَطَنٌ يَرُفُّ هَوىً إِلى شُبّانِهِ

هُم نَظمُ حِليَتِهِ وَجَوهَرُ عِقدِهِ

يَرجو الرَبيعَ بِهِم وَيَأمَلُ دَولَةً

حبّ الوطن هو حبّ تاريخ الأجداد والآباء، رمز الانتماء والهويّة، فالوطنُ هو ما تتناقله الأجيال عبر التاريخ في مكان واحد، لذا يغلب عليه طابع معيّن حضاري يميّزه عن غيره من الأوطان، فيعكس ثقافته الخاصة، كما أنّه الحضن الدافئ لساكنيه؛ فهو المكان الذي نولد فيه ونجتمع فيه مع العائلة مترابطين يملأ الحبّ قلوبنا، وهو الذي إن غبنا عنه ما غاب عنّا ولو للحظة!.

لولا الوطن لما شعرنا يومًا بمعنى الاستقرار والأمان، لولا الوطن لكانت حياتنا بلا لون ولا طعم، فالوطن هو قطعة منّا، إذا ما انفكّت عنّا لا نستطيع الاستمرار في العيش، نتباهى بانتمائنا إليه منذ الصغر، وهو الملجأ من كلّ ما يضرّنا، والذي يتعدى كلّ الحدود الجغرافيّة بحبّنا له، وهو المكان الذي لو عملنا ليلًا نهارًا من أجله لما استطعنا إيفاءه حقه، فوطننا هو السند الذي لا يتخلّى عنّا أو نتخلّى عنه إلى الأبد.

علّمنا رسولنا الكريم عليه أفضل الصلوات وأتمّ التسليم كيف يكون حبّ الوطن، وكيف لا؟ وهو الذي قال عن مكة المكرّمة: (ما أَطْيَبَكِ من بلدٍ! وأَحَبَّكِ إليَّ! ولولا أن قومي أَخْرَجُونِي منكِ ما سَكَنْتُ غيرَكِ) (حديث صحيح)، فهذا الحديث الشريف الذي يدلّ على تعلّق النبي عليه الصلاة والسلام بوطنه، وحبّه العميق تجاهه، وحنينه الدائم له، فهو الذي وُلد فيه عليه السلام وشبّ فيه، فما حبّ الوطن إلا أن يكون أمرًا فطريًّا في نفس كلّ إنسان؟

ما أغلاك يا وطني وأحبّك إلى قلبي!، أيّها الوطن الذي أشهدُ أجمل صباحاتي فيه، وأصحو على أشعة الشمس التي تغمر أراضيه وبساتينه وأنهاره، وأستنشق فيه هواء الفجر النقيّ المصحوب بألحان زقزقة العصافير الساحرة، وطني الذي أُمضي فيه أجمل أوقاتي، وأشعر فيه بدفء القرب من العائلة والأحباب عند اجتماعنا معًا، وطني الذي أبذل من أجله ما استطعت، وأطلب العلم فيه لأُعمل عقلي وأفعل ما يساهم في نهضته، والذي أحافظ عليه بكلّ ما أملك، وطني، دمتَ ذخرًا لنا، ودمنا ساعين من أجلك لفعل كلّ الخير.

المقال السابق: علاج النحافة في أسرع وقت
المقال التالي: الفرق بين المكي والمدني