موضوع تعبير عن العلم والعمل

موضوع تعبير عن العلم والعمل

العلم والعمل

العلم والعملُ من ضروراتِ الحياة التي حثّتْ عليها الشرائعُ السماويّة جميعها، فطلب العلم فضيلةٌ وهو أساس تقدّمِ الأمم جميعها، وهو أيضاً مقترنٌ بالعمل، فالعمل المبنيّ على أسسٍ علميّةٍ سليمةٍ، يتطوّرُ بشكلٍ صحيحٍ ومتسارع، ويواكب آخرَ المستجدات والمكتشفات في العصر الحديث، وأيّ محاولةٍ لفصل العلم عن العمل يسبّبُ في تأخر العمل واكتفائه بالأشياء التقليديّة التي لا تواكبُ التطوّر، ممّا يسبّب تأخّرَه عن الركب، وتحقيق فوائد أقلّ بكثير، فالعلم يسهّلُ الأمور، ويجعل نجاحَها مضموناً أكثر.

وردت الكثيرُ من الآيات والأحاديث النبويّة الشريفة التي حثت على طلب العلم والتزوّد منه، وفي الوقت نفسِه حثّت الآيات على العمل، فطلب العلم عبادة يُؤجر الإنسان عليها؛ لأنّه يقرب العبدَ من الله سبحانه وتعالى، ويجعلُه أكثرَ خشيةً له، ويدعوه للتفكّرِ في عظيم خلق الله تعالى، أمّا العملُ فهو وسيلة لكسْبِ العيش وطلب الرزق، فاليدُ العليا التي تعملُ وتبني خيرٌ من اليد السفلى، وهي صاحبة الفضل الأكبر، وكما أنّ العلم عبادة، فإنّ العمل أيضاً عبادة، وكلاهما سببٌ لنيل الأجر والثواب من الله تعالى.

لا بُدّ من تنظيم العلاقة بين العلم والعمل؛ لأنّ التقصيرَ في أحدهما يسبّبُ الفساد، فالعلم والعمل كلٌ منهما سببٌ ونتيجة للآخر، والطريقة المثلى لتثبيت مفاهيم العلم وتطبيقها وإخراجها إلى النور هي العمل، فالمهندس، والطبيب، والمعلم، والمحامي وغيرهم يتلقّون العلم والمعرفة، ويجتهدون في فَهْم تخصّصاتهم، ثمّ يطبقون ما تعلّموه في ميادينِ العمل كي يبدعوا فيه ويفيدوا البشريّةَ.

من الأدلّةِ القاطعة على أهميّةِ العلم والعمل أنّ الأنبياءَ -عليهم السلام- جميعاً كانوا يمتلكون حِرفاً ومهناً يطلبون فيها الرزق، وكانوا يحثون على طلب العلم، ويُعلون من شأنِ العلم والعلماء، ولم يقتصرْ حثُّهم على طلب العلم على الأمور الدينيّة فقط، بل على الأمور الدنيوية أيضاً، التي تخلّصُ الناس من الأمراض والجهل، وتحسّن من مستوى حياتهم ومعيشتهم، فالعلم والعمل طريقٌ للعزة والكرامة، ووسيلةٌ لنهضة الأمة وتقدمها، فمعيار تقدم الدول جميعها هو السير على منهج العلم والعمل.

في الوقت الحاضر، لم يعد طلب العلم أمراً اختياريّاً، وكذلك العمل، بل أصبحت هذه الأمور من الضروريّات، التي تُعدّ حداً فاصلاً بين الجهل والعلم، وبين التطوّر والتخلف، فنحن نعيشُ في عالمٍ متسارعٍ، لا مجالَ فيه للكسل والخمول، والجهل؛ لأن الجهل ظلامٌ دامس، ومقبرة للطموح، وطريقٌ للضياع، بعكس العلم الذي ينير الدروب، ويسهل الأمور، فبالعلم والعمل ينمو العقل والفكر، ويصبح العالم مساحةً أجملَ وأسهلَ وأفضلَ للعيش.