موضوع تعبير عن دور المرأة في بناء المجتمع

موضوع تعبير عن دور المرأة في بناء المجتمع

دور المرأة في بناء المجتمع

يعتبر الإنسان الكائن الأعظم في هذا الوجود، فهو الذي منحه الله تعالى العقل والملكات المختلفة من أجل إعمار الكون، وقد أمر الله تعالى الناس أن يتعاونوا فيما بينهم، وأن يتقن كلٌّ منهم دوره، ومن هنا فقد برزت أدوارٌ للجنسين تتوافق مع ما آتاهما الله تعالى إياه من قدراتٍ، ومواهب، وخصائص جسدية فريدة من نوعها.

تحظى المَرأة باهتمام المجتمعات الإنسانية التي تسعى للتطور والنهوض بنفسها، وذلك بسبب فعاليتها الكبيرة في أي موقعٍ توجد فيه، وبسبب أنّها تمتلك القدرة على تنشئة الأجيال الواعدة على المُثُل، والقيم العليا، ومن هنا فقد أنيط بالمرأة العديد من المهام، والأدوار الفعالة التي لا تستقيم الحياة دونها.

أول هذه الأدوار وأكثرها أهمية هو التربية، وتقديم الرعاية العاطفية لكلّ من حولها، خاصة لأبنائها، فالمرأة هي الأم التي يحتاج إليها أبناؤها لاكتساب التربية الحسنة، وتعلُّم المهارات الأساسية، ولا ننسى أن نؤكد في هذا السياق على فعالية، وأهمية دور الأب في ذلك، فالاثنان يُكمِّلان بعضهما البعض في التربية والتنشئة، ولا يمكن الاستغناء عن أيٍّ منهما.

بما أن المرأة تمتلك قدراتٍ عقلية فائقة، ومهارات كالرجل تماماُ، فإن وجودها في سائر الأعمال المختلفة هو أمرٌ هام، يثري نوعية وجودة الأعمال المُقدّمة، ويساعدها في الحصول على استقلاليتها، وبناء شخصيتها الخاصة، دون أن تكون مرتبطةً بأي شخصٍ آخر، وهي بهذا أيضاً تكون نموذجاً حميداً أمام أبنائها، فتضرب لهم مثلاً رائعاً في ضرورة اعتمادهم على أنفسهم، وشعورهم باستقلاليتهم، خاصةً وأنّ الأبناء ينظرون دوماً إلى والدتهم بعين الإعجاب، والاقتداء.

كما أنّ للمرأة دوراً هاماً تؤديه إزاء مجتمعها الذي تكون فيه، فهي يجب أن تكون إلى جانب الرجل عند اتخاذ القرارات المصيرية، وسنّ القوانين التي ستُطبُّق في البلاد، خاصة وأنّ للمرأة نظرةٌ قد تختلف عن الرجل من بعض الزوايا، ومن هنا فإنّ الاعتناء بتعليم المرأة، وتمكينها في مجتمعها، ومساواتها بالرجل لهو ممّا يحقق المنفعة العظيمة للدولة، ويبنيها بالشكل الأمثل، وبما يحقق الرفاهية، والحياة الكريمة لكافة أبناء الشعب، ولكلّ من يعيش على أرض هذه الدولة.

مما سبق، فإنه لا يمكن ولا بأي حالٍ من الأحوال اعتبار قضايا المرأة المختلفة من الأمور الثانوية، فعلى العكس من ذلك، فإنّ قضايا المرأة يجب أن تقع في صلب الخطط التنموية المُعدَّة من قبل أهل الاختصاص، فالمرأة وكما يُقال هي نصف المجتمع، وهي التي تبني النصف الآخر، لذا فإنّ نشر التوعية بمثل هذه القضايا يعمل بشكلٍ مباشرٍ على النهوض بالمرأة، وتطوير إمكانياتها، الأمر الذي ينعكس بشكلٍ مباشرٍ على سائر أفراد المجتمع.