وقت قيام الليل في العشر الأواخر

وقت قيام الليل في العشر الأواخر

وقت قيام الليل في العشر الأواخر

يُضاعف المسلمون جهودهم في العبادة في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، أُسوة برسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، والتماساً لليلة القدر، هذه الليلة المعروفة بأنها خير من ألف شهر،[1] أما وقت قيام الليل في العشر الأواخر فيبدأ بعد صلاة العشاء وينتهي بطلوع الفجر، ومن المستحسن أن يكون هذا القيام من آخر الليل، عندما يبقى الثلث الأخير،[2] حيث إنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يَنْزِلُ ربُّنا تباركَ وتعالى كلَّ ليلةٍ إلى السماءِ الدنيا، حينَ يَبْقَى ثُلُثُ الليلِ الآخرِ، يقولُ: من يَدعوني فأَستجيبُ لهُ، من يَسْأَلُنِي فأُعْطِيهِ، من يَستغفرني فأَغْفِرُ لهُ).[3]

أهمية العشر الأواخر

الليالي المُتبقية من الشهر الفضيل خير مما مضى منه، فحديث عائشة رضي الله عنها: (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يجتهدُ في العشرِ الأواخرِ، ما لا يجتهدُ في غيرِه)،[4] وأيضاً: (كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا دخل العشرُ شدَّ مِئْزَرَهُ، وأحيا ليلهُ، وأيقظَ أهلهُ)،[5] دليل على الأهمية الكبيرة لهذه الليالي الفضيلة، فما إن جاءت العشر يشدّ النبي صلوات الله عليه وسلامه المئزر أي يجدّ في العبادة، وينشغل بها عن نسائه، وكان عليه الصلاة والسلام يقيم لياليها بالقرآن والذكر، والصلاة والعبادات، ويجتهد فيها أكثر من غيرها من ليالي شهر رمضان المبارك، وهذه الليالي ليالي فضيلة، فكان صلى الله عليه وسلم شديد الاهتمام بإيقاظ أهله للصلاة والذكر، فيجب اغتنام هذه الليالي بما يقربنا بها إلى الله عز وجل.[6]

أهم الأعمال في العشر الأواخر

من أهم الأعمال التي تُؤدى في العشر:[6]

  • الانشغال بالذكر والصلاة، وقراءة القرآن وغيرها من العبادات والطاعات، والحرص على الصلاة مع الإمام إلى أن ينصرف، فبهذا تُحتسب له قيام ليلة كاملة، يقول النبي: (من قامَ معَ الإمامِ حتَّى ينصرِفَ كُتِبَ لَه قيامُ ليلةٍ).[7]
  • التماس ليلة القدر، فقد قال الله تعالى: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ)،[8] فهذه الليلة ليس لها وقت محدد في هذا العشر، والحكمة من عدم معرفة ليلة القدر كما قال العلماء الاجتهاد في كل ليلة طلباً لها، فلو حُددت لكثرت العبادة فيها وحدها دون غيرها من الليالي، فمن اجتهد في جميع ليالي العشر سيظفر بها بإذن الله عز وجل.
  • الاعتكاف ولزوم المسجد لعبادة الله سبحانه وتعالى، ويمكن الاعتكاف يوماً أو أكثر أو أقل، ومن المستحسن اعتكاف العشر بأكملها، كما كان النبي يفعل ذلك هو وأزواجه، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كان يعتكفُ العشرَ الأواخرَ من رمضانَ. حتى توفاه اللهُ عزَّ وجلَّ، ثمّ اعتكف أزواجُه من بعدِه)،[9] ففي هذا الاعتكاف عليه أن ينظر فيما قصّر تجاه ربه، ويُقلل مخالطة الناس، وينشغل بالذكر والصلاة، وقراءة القرآن والاستغفار والعبادة.

المراجع

  1. ↑ "تقسيم قيام الليل في العشر الأواخر إلى قسمين"، islamqa.info، 2008-10-24، اطّلع عليه بتاريخ 2017-11-19. بتصرّف.
  2. ↑ "وقت قيام الليل في العشر الأواخر من رمضان ومن غيره"، fatwa.islamweb.net، 2006-10-4، اطّلع عليه بتاريخ 2017-11-19. بتصرّف.
  3. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 1145، خلاصة حكم المحدث: [صحيح].
  4. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1175، خلاصة حكم المحدث: صحيح.
  5. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2024، خلاصة حكم المحدث: [صحيح].
  6. ^ أ ب د: محمد العريفي (2011-8-17)، "العشر الأواخر من رمضان"، islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 2017-11-19. بتصرّف.
  7. ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم: 806، خلاصة حكم المحدث: صحيح.
  8. ↑ سورة القدر، آية: 3.
  9. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1172، خلاصة حكم المحدث: صحيح.