فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

مولد الرسول صلى الله عليه وسلم

وُلِد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في عام الفيل، يوم الاثنين، في دار أبي طالب بشعب بني هاشم، ومن حكمة الله -تعالى- ومشيئته أنّه وُلد وعاش يتيماً، فقد توفّي أباه عبد الله قبل ولادته وهو جنينٌ في بطن أمّه، ثمّ توفيّت أمّه آمنة بنت وهب حين كان عمره ستّ سنوات، وبعد ذلك كفله جدّه عبد المطّلب، وأقام عنده إلى حين توفّاه الله، وكان وقتها عمر رسول الله ثماني سنوات، فانتقل للعيش في كفالة عمّه أبو طالب.[1]

فضل الصلاة على النبي

تعدّ الصلاة على رسول الله عبادةٌ عظيمةٌ يتقرّب بها المسلم إلى الله تعالى، وينال بها الأجر العظيم؛ نظراً لما يترتّب عليها من فضائل وفوائد هامّة، وفيما يأتي ذكرٌ لبعض هذه الفضائل:[2][3]

  • امتثال المسلم لما حثّ وأمر الله -تعالى- به، فقد قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)،[4] ومعنى صلاة الله على الرّسول هي ثناؤه عليه عند الملائكة، أمّا صلاة الملائكة فيقصد بها دعاؤهم له.
  • نيل المسلم ثواب ذكر الله -تعالى- بصلاته على رسوله، فالله يذكر عبده الذّاكر له، وهو سبيلٌ لشكر المسلم لله -تعلى- على ما أنعم به عليه، والصّلاة على رسول الله من أفضل الأذكار، وأقرب الطّرق لذكر الله.
  • وصول صلاة المسلم على رسول الله إلى الرسول، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من أحدٍ يسلم عليَّ، إلا ردَّ الله عليَّ رُوحي، حتى أردَّ عليه السلام)،[5] فإنّ الصّلاة على رسول الله هي الوسيلة التي تجعل هناك اتّصالاً مباشراً بين المسلم ورسول الله، فتبلّغه صلاة المسلم عليه، ويردّ عليه السّلام.
  • الصلاة على النبي دليلٌ على كرم المسلم وجوده، فالمسلم يصلّي على رسول الله إذا ذُكر اسمه أو أمراً من سيرته.
  • ثبوت صفة الإيمان لمن يصلّي على رسول الله، فمن علامة الإيمان أن يحبّ المسلم رسول الله، وهذه المحبّة تكون بامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، والصّلاة عليه من أفضل العبادات الّتي تعمل على زيادة حب رسول الله.
  • دليلٌ على احترام المسلم لرسول الله، فالصّلاة عليه تشريفٌ، وتكريمٌ، وإجلالٌ له.
  • نيل صلاة الله على المسلم المصلّي على رسول الله، فيصلّي عليه الله -تعالى- عشر مرّات.
  • نيل شفاعة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يوم القيامة، والنّجاة من أهوال يوم القيامة.
  • تفريج كرب المسلم وزوال همومه بكثرة الصّلاة على رسول الله.
  • رفع المسلم عشر درجات في جنّات النّعيم، وكتابة عشر حسنات له، والله يضاعف لمن يشاء.
  • سببٌ في حصول البركة في المجالس الّتي يكثر فيها من الصّلاة على رسول الله.
  • محو الذّنوب، ومغفرتها، وحطّ الخطايا التي تقع على كاهل المسلم.
  • استجابة الله -تعالى- لدعاء المسلم الذي يبدأ دعاءه بالصّلاة على رسول الله.
  • حصول البركة في حياة المسلم في شتّى المجالات، ونزول الخيرات عليه.
  • الصلاة على النبي تقوم مقام الصّدقة للمعسرين.
  • السّعادة في الدّنيا والآخرة، والشّعور بالطّمأنينة والراحة.
  • القرب من رسول الله يوم القيامة.
  • تحقيق ما يرجوه المسلم، وسبيلٌ لقضاء ما يحتاج.
  • محبّة الرّسول -صلى الله عليه وسلم- للمصلّين عليه.
  • البشارة بالجنّة للمسلم قبل موته.
  • طريقٌ لتذكر المسلم ما قد نسيه.

مواطن الصلاة على النبي

هناك عددٌ من المواطن التي يجب فيها الصلاة على الرسول تارة، وتارةً تكون فيها مستحبة، ومن هذه المواطن ما يأتي:[6]

  • في نهاية التّشهّد عند أداء الصّلاة، وهو من أهمّ المواطن، لكن هناك اختلافٌ ورد في حكمه، فذهب الإمام أبو حنيفة أنّه ليس بواجب، وقال الإمام الشّافعي بوجوبه.
  • في نهاية دعاء القنوت، وهو مستحبٌّ عند الإمام الشّافعيّ ومن وافقه في ذلك.
  • بعد التّكبيرة الثّانية في صلاة الجنازة، ومشروعيّتها ثابتة، لكن الاختلاف ورد في صحّة الصّلاة، فكان قول الشّافعيّ وأحمد أنّ الصّلاة لا تصّح إلّا بها، وهذا يدلّ على الوجوب، فيما كان قول مالك وأبو حنيفة أنّها ليست بواجبة.
  • عند التّوجّه إلى الله -تعالى- بالدّعاء، فقبل أن يبدأ المسلم بالدّعاء يصلّي على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • عند الخطبة، وقال الشّافعيّ وأحمد أنّ الخطبة لا تصحّ دون الصّلاة على رسول الله، فيما قال أبو حنيفة ومالك أنّ الخطبة تصّح دونها.
  • بعد انتهاء المؤذّن من الأذان، وعند إقامة الصّلاة.
  • في المجالس الّتي يجتمع فيها المسلمين، وذلك قبل أن تنتهي ويتفرّق الناس عنها.
  • في الأماكن الّتي يُذكر فيها اسم رسول الله.
  • عندما يهمّ المسلم بالدخول إلى المسجد، أو الخروج منه.
  • بعد الانتهاء من التّلبية.
  • بعد الانتهاء من ختم القرآن الكريم.
  • عند البدء بإلقاء درسٍ أو محاضرةٍ.
  • عند الوقوف على الصّفا والمروة.

صيغ الصلاة على النبي

هناك عدّة صيغ صحيحة للصلاة على رسول الله يمكن للمسلم أن يؤدّيها في صلاته عليه، ومن هذه الصّيغ المشهورة ما يأتي:[7]

  • الصيغة الأولى: وهي ما ورد في الحديث الشريف الآتي: (قلنا: يا رسول اللَّه، كيف الصلاة عليكم أهل البيت، فإن اللَّه قد علمنا كيف نسلم عليكم؟ قال: قُولوا: اللهمَّ صل على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنَّك حميدٌ مجيدٌ، اللهمَ بارِك على محمَدٍ وعلى آل محمدٍ، كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم إنّك حميدٌ مجيدٌ).[8]
  • الصّيغة الثّانية: الواردة في حديث رسول الله: (قالوا: يا رسول اللَّه كيف نصلي عليك قال قولوا اللهم صل على محمدٍ وأزواجِه وذرِيتِه كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمدٍ وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيدٌ).[9]

والأفضل أن يتمّ الإتيان بهذه الصّيغ بشكلٍ منوّع، بحيث لا يقتصر المسلم على صيغةٍ معينةٍ؛ وذلك حتى يكون ممن اتبع السنة والشريعة الإسلامية، وحتى لا يكون هناك هجرٌ لبقيّة الصيغ، ولكي يلمّ المسلم بجميع الفوائد الناتجة عن الإتيان بشتى الصيغ، ولا يجوز للمسلم أن يجمع بين ألفاظ الصيغ، ثمّ يخرجها على هيئة صيغةٍ واحدةٍ مجموعة، فذلك أمرٌ مخالفٌ للسنّة كما قال أهل العلم، وهذا خاصٌّ بالصلاة على رسول الله بعد التشهد داخل الصلاة، أمّا الصلاة عليه خارج وقت الصلاة فإنّه يشرع للمسلم أن يقول: "اللهم صل على محمد وآل محمد"، أو أيّ صيغةٍ تؤدّي المعنى المطلوب من الصلاة على رسول الله، لكن في داخل الصلاة يجب الاقتصار على الصيغ المأثورة.[7]

الواجب تجاه النبي صلى الله عليه وسلم

هناك عددٌ من الواجبات التي علينا أن نقوم بها تجاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن هذه الواجبات:[10]

  • الإيمان به إيماناً صادقاً، حتّى يكون له أثرٌ في حياة المسلم.
  • طاعته، وذلك باتّباع ما أمر به، واجتناب ما نهى عنه، قال تعالى: (وَأَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ)>[11]
  • محبّته، وذلك بأن يحبّه المسلم أكثر من نفسه، وولده، وبقيّة النّاس.
  • الدّفاع عن سنّته، والتّمسك بها، وبذل الغالي والرّخيص من أجل الدين الذي جاء يدعو به.
  • إجلاله، وتعظيمه، واحترامه.
  • الإكثار من الصّلاة عليه.

المراجع

  1. ↑ "ميلاد النبي اليتيم صلى الله عليه وسلم"، www.islamweb.net، 3-12-2017، اطّلع عليه بتاريخ 5-4-2013. بتصرّف.
  2. ↑ حسين عبد القادر (25-12-2016)، "كنوز وأجور الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم "، www.islamway.com، اطّلع عليه بتاريخ 5-4-2019. بتصرّف.
  3. ↑ "فوائد الصلاة على النبي-صلى الله عليه وسلم-"، www.alimam.com، اطّلع عليه بتاريخ 5-4-2019. بتصرّف.
  4. ↑ سورة الأحزاب، آية: 56.
  5. ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 7967، صحيح .
  6. ↑ فهد عبد الله، "من حقوق النبي صلى الله عليه وسلم: الصلاة والسلام عليه"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 5-4-2019. بتصرّف.
  7. ^ أ ب "الطريقة المثلى للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم"، www.islamqa.net، 27-12-2011، اطّلع عليه بتاريخ 5-4-2019. بتصرّف.
  8. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن كعب بن عجرة، الصفحة أو الرقم: 3370، صحيح.
  9. ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن أبي حميد الساعدي، الصفحة أو الرقم: 979، صحيح.
  10. ↑ د.عطية عدلان (13-9-2012)، "واجب الأمة تجاه نبيها محمد صلى الله عليه وسلم "، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 5-4-2019. بتصرّف.
  11. ↑ سورة التغابن، آية: 12.