-

فضل سورة ص

فضل سورة ص
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

سورة ص

أنزلَ الله سبحانه وتعالى القرآنَ الكريم على أفضل المرسلين نبيّه محمّد -صلى الله عليه وسلّم- لهدايةِ الناس إلى طريق ‏الحقّ والخير وإبعادهم عن طريق الشرّ والكفر، ففي تلاوته سكينةٌ للقلب وهدوءٌ للجوراح، وعصمة للرقاب من النار، ويحتوي القرآنُ الكريم على مئة وأربعِ عشرةَ سورة، ولكلّ سورة منه ‏سببٌ وفضلٌ لنزولِها، وفي هذا المقال سوف نتناولُ الحديثَ عن فضل سورة ص، وأسباب نزولها.

سورة ص سورة مكيّة نزلتْ على النبيّ محمد –صلى الله عليه وسلّم- في مكّة المكرمة، عدد آياتها 88 آيةً، وتأخذُ ‏الترتيبَ الثامن والثلاثين بين سور القرآن، وقد سمّيت بهذا الاسم؛ لأنّها بدأتْ بالقسم، وقد تناولتْ هذ السورة الحديث ‏عن قضيّة الوقوع في الخطأ وعواقبه، وكذلك تتحدّث عن ثلاثة أنبياء الذين ظنوا بأنّهم أتخذوا قراراتٍ بعيدةً عن الحق، ‏ثمّ استسلموا وعادوا إلى الحقّ، ثم تحدثتِ السورة عن نموذج عكسيّ، وهو إبليس الذي رفض الاستسلامَ بعدما ‏عرفَ عن الحقّ وعدلَ عنه.‏

فضل سورة ص

لقراءةِ سورة ص فضلٌ كبير على المسلم، حيث تُكتبُ لمن قرأها حسناتٌ بوزن الجبال، وفيها عصم للرقاب من النار، ‏ومغفرة للذنوب والخطايا والمعاصي التي يقع بها الإنسان، كما في حديث أبي الواهي عن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم: (مَن قرأَ سورةَ ص كانَ له ‏بوزن كلّ جبلٍ سخّره الله لداود عشرُ حسنات، وعُصِم أَن يُصرّ على ‏ذنب صغير أَو كبير).‏

مضمون السورة

تبيّنُ السورة تعجّبَ الكفار من نبوّة محمّد -صلّى الله عليه وسلّم-، ووصف المنكرين والمكذبين رسول الله -عليه الصلاة ‏والسلام- بالافتراء والاختلاق، وظهور أحوال يوم القضاء، واختصاص الله تعالى بملك السماء والأرض، وقصّة ‏سليمان في حديث الملك، وعجائب حديث داود، وذكر أيّوب في الشفاء، والابتلاء، وحكاية أحوال ساكني الجنة، ‏وتخصيص إبراهيم وأولاده، وعجز حال الأشقياء في سقر ولظى، وواقعة إبليس مع حوّاء وآدم، وتهديد الكفار على ‏افترائهم وتكذيبهم على النبيّ -عليه الصلاة والسّلام-، قال تعالى: (إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ*وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينِ)، [‏ص: آية 87-88].‏

سبب نزول السورة

نزلتْ هذه السورة عندما مرض أبو طالب، فجاءته قريش وجاءه رسول الله، فشكوه إلى أبي طالب، فقال له يا ابن أخي ‏ماذا تريدُ من قومك؟ قال له يا عمّ إنمّا أريدُ منهم كلمة تدينُ لهم بها العرب، كلمة واحدة، ثمّ سأله أبو طالب ما ‏هي؟ قال: لا إله إلا الله، ثمّ نزل هذه الآيات الكريمة.‏