فضل صيام التطوع

فضل صيام التطوع
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

الإنسان والعبادات

إنّ الهدف من خلق الإنسان هو العبادة كما جاء في القرآن الكريم في الآية الكريمة: " وما خلقتُ الجنّ والإنس إلا ليعبدون"، وتشمل العبادة كل الأعمال الصالحة التي تقرّب الإنسان من ربه، بالإضافة إلى الأخلاق الحميدة من صدقٍ في الحديث وأمانةٍ ووفاءٍ للعهد، بالإضافة إلى المعاملة الطيّبة للناس، وتؤدّي العبادات إلى تزكية النفس وتطهيرها، وغفران ذنوبها، وتقويمها، وتحول دون الوقوع في الخطأ والفواحش، وينال صاحبها رضا الله وجنته، ويعيش سعيداً في الدنيا والآخرة، ومن العبادات التي يؤدّيها المسلم الحج والعمرة والصوم وغيرها.

الصوم

والصوم هو الامتناع عن تناول الطعام والشراب وسائر المفطرات من الفجر إلى آذان المغرب، بنيّة التقرب إلى الله سبحانه وتعالى، وقد جاء في القرآن الكريم تأكيدٌ على هذا الكلام في الآية الكريمة: "كُتِبَ عليكم الصيام " ويُعدّ شهر رمضان المبارك شهر الصوم عند المسلمين أينما كانوا، والصوم هو أحد أركان الإسلام، بالإضافة إلى الشهادتين، وهي أن يقول المرء بلسانه مصدّقاً بها قلبه: " أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله" بالإضافة إلى الصلاة والزكاة وحج بيت الله الحرام لمن يستطيع جهداً ومالاً، كما ويُعدّ الصيام فرضاً على كلّ مسلمٍ ومسلمةٍ بالغَين عاقلين، وهي العبادة التي ترقّق القلب فعندما يجوع الإنسان يحسّ بغيره من الفقراء والمساكين فيساعدهم كلّما استطاع.

أنواع الصوم

وتتعدّد أنواع الصيام، فهناك صوم الكفارة: وهو الصيام الذي يمحو الذنوب ويسترها، مثل صيام كفارة اليمين، وكفارة قتل الخطأ، وصوم النذر: وهو الصوم الذي يفرضه الإنسان على نفسه لله كدينٍ، ويشمل الصدقة والصوم وغيرهما، وهناك النوع الآخر من الصوم والذي لا يعدّ فرضاً أي يُثاب فاعله ولا يُعاقب تاركه، ويندرج تحت ما يسمّى بصوم التطوّع، ومن الأمثلة عليه صوم ستة أيامٍ من شهر شوال، وأول ثلاثة أيامٍ من كلّ شهرٍ عربي، وفق التقويم الهجري فيما تُعرف بالأيام البيض، بالإضافة إلى عشرة أيام ذي الحجة لغير الحاج، حيث إنّ لكل يومٍ فضلٌ معين، ويوم عرفة، وصيام يومٍ وإفطار يومٍ تشبّهاً بسيدنا داود عليه السلام، وصوم كل اثنين وخميس.

فضل صوم التطوع

ومما يجدر ذكره أنّ العبادات عموماً تقرّب العبد من ربه، والنوافل تقرّبه أكثر، ففي الحديث القدسيّ عن الله سبحانه وتعالى أنّه يحبّ عبده الذي يحرص على العبادات الزائدة، التي يؤدّيها طمعاً في رضا الله إلى جانب العبادات المفروضة، فيكون الله سمعه وبصره ويده، أي أنّه ينال تأييد الله وعونه الكاملَين في حياته وحبه ورضاه.