كلمات نشيد موطني

كلمات نشيد موطني

نشيد موطني

نشيد موطني هو عبارة عن قصيدة كتبها الشاعر إبراهيم طوقان خلال دراسته الجامعية في مدينة بيروت، وهي من أشهر قصائده التي ذاع صيتها في مختلف الأقطار العربيّة التي تتطلع إلى فجر يوم جديد،[1] أمّا لحن القصيدة فهو يعود إلى كُلٍّ من محمد سليم فليفل وأخيه أحمد سليم فليفل، واللذين عُرِفا فيما بعد باسم الأخوين فليفل؛ حيث ساهم تلحين القصيدة في أن تصبح بعدها النشيد الوطنيّ المعروف باسم نشيد موطني، وأصبح نشيداً رسمياً للعديد من الدول العربيّة التي كانت آخرها دولة العراق، فقد اعتُمد نشيداً وطنياً للعراق في عام 2003م، كما ساهم هذا النشيد في تخليد اسم الأخوين فليفل على مرّ التاريخ.[2]

كلمات نشيد موطني

تشمل كلمات نشيد موطني مجموعةً من الأبيات الشعريّة، وهي:[3]

مَوطني الجلالُ والجمالُ

والسَّنـاءُ والبهـاءُ في رُبـاك

والحيــــــاةُ والنّجـــــــاةُ

والهـناءُ والرّجاءُ في هـواك

هل أراك

سالماً مُنعّـماً وغانماً مُكرّماً

هل أراك فـي عُلاك

تبلغُ السّماك

مَوطني

الشبابُ لن يكلَّ همُّهُ أن تستقـلَّ أو يبيد

نستقي من الرّدى ولن نكون للعـدى كالعبيد

لا نُريد

ذُلّنا المؤبّدا وعيشنا المُنكّدا

لا نُريد بل نُعيد

مجدنا التّليد

مَوطني

موطني الحسامُ واليراعُ

لا الكلامُ والنزاعُ رمزنا

مجدُنــــــا وعهدُنــــــــا

وواجبٌ إلى الوفا يهزُّنا

عِزُّنا

غايةٌ تُشرف

ورايةٌ تُرفرفُ

يا هَنَاك

في عُلاك

قاهراً عِداك

مَوطني

نبذة عن حياة الشاعر إبراهيم طوقان

توجد العديد من المعلومات عن حياة الشاعر إبراهيم طوقان مُؤلّف قصيدة مَوطني، وفيما يأتي مجموعة من أهمّ هذه المعلومات:

نشأة إبراهيم طوقان

وُلِدَ الشاعر إبراهيم طوقان في مدينة نابلس في عام 1905م وعاش في بيتٍ يهتم أفراده بالأدب والأدباء، وتلقى تعليمه الابتدائيّ في مدينةِ نابلس وتحديداً في المدرسة الرشاديّة الغربيّة بين سنوات 1914م - 1918م، وترافقت سنوات تعليمه الابتدائيّ مع سنوات الحرب العالميّة الأولى، وبعدها دخل الجيش البريطانيّ إلى فلسطين، أمّا مرحلة تعليمه الثانويّة فلم تكن في مدينة نابلس؛ بسبب عدم وجود مدارس تعليم ثانوي فيها آنذاك؛ ممّا جعله يذهب إلى القدس لدراسة الثانويّة في مدرسة المطران، وخلالها انغرس حُبّ الشعر واللغة في قلبه على يد الشيخين فهمي هاشم وإبراهيم الخمّاش. حرص إبراهيم طوقان على قراءة القرآن الكريم كثيراً خاصّة بشهر رمضان المبارك حتّى إن تأثيره اللفظيّ والصوريّ ظهر جلياً في قصائده، أمّا أوّل قصيدة نشرها فكانت في عام 1923م ووقّع عليها باسمه واسم عائلته فقط، إلّا أن عمّه ألزمه أن يكتب اسم أبيه في توقيعه على قصائده فأصبح يوقّع إبراهيم عبد الفتاح طوقان بدلاً من إبراهيم طوقان وقد قضى فترة من الزمن يوقّع بهذا الاسم.[4][5]

تعليم إبراهيم طوقان الجامعي

سافر إبراهيم طوفان في عام 1923م إلى مدينة بيروت ليكمل دراسته في الجامعة الأمريكيّة، وظلّ فيها حوالي خمسة أعوام؛ حيث إنه تأخره بتخرجه من الجامعة نتيجةً لمرضه المتكرر، ودرس فيها العلوم وازداد اطّلاعه ومعرفته بالأدب الإنجليزيّ، وفي عام 1929م أنهى دراسته حاصلاً على شهادة البكالوريوس، وساهمت الأعوام التي قضاها إبراهيم طوقان في بيروت بازدهارِ وانطلاق تجربته في الشعر، كما تميّزت هذه الفترة بحصوله على حريّة سلوكيّة وفكريّة، ومن أصدقائه في تلك الفترة عمر فروخ، وحافظ جميل، ووجيه البارودي، وقد كانوا شعراء مثله كما كانت تجمعهم أمور كثيرة مشتركة عدا عن الشعر، وفي عام 1924م نظم إبراهيم طوقان قصيدة ملائكة الرحمة التي لفتت إليه الأنظار بشكلٍ كبير، والجدير بالذكر أنه كان يعاني من مرضٍ في أُذُنه منذ أن كان طفلاً وقد أجرى عملية ترقيع لأُذُنه في عام 1927م، وبعد أن تخرج من الجامعة عاد إلى مسقط رأسه مدينة نابلس.[4][5]

عمل إبراهيم طوقان

كان إبراهيم طوقان يطمح بأن يعمل في مجال الصحافة وخاصّة بالصحافة المصريّة، وبناءً على ذلك سافر إلى مدينة القاهرة ليبحث عن فرصةِ عملٍ في إحدى الصحف المصريّة إلّا أنه لم يتمكن من العمل في الصحافة، وقرر العودة إلى نابلس ليعمل معلماً كما أراد له أفراد أسرته، فعمل مدرساً لعامٍ واحدٍ فقط في الفترة 1929م - 1930م، وفي عام 1930م نظم قصيدته بعنوان الثلاثاء الحمراء وألقاها في مدرسة النّجاح التي كان يعمل فيها، وكانت مناسبتها الحُكم بالإعدام على ثلاثةِ أبطالٍ من الذين جاهدوا اليهود ونُفِّذَ الحكم في 17 حزيران/يونيو عام 1930م. مارس إبراهيم طوقان مهنة التعليم في الجامعة الأمريكيّة في بيروت لمُدّة ثلاثة أعوام، ولكنه مرض مُجدّداً وقدّمَ استقالته وعاد إلى فلسطين ليعمل مُعلّماً في مدرسةِ الرشيديّة في القدس، وفي عام 1933م أجرى عمليةً جراحيّةً خطيرة لم يستطيع بعدها أن يعود إلى مهنة التدريس، وفي الفترة بين 1934م - 1935م عمل في دائرة البلدية في نابلس، كما كان يهتم بالمسائل الحسابيّة في المصبنة الخاصة بعمّه وأبيه، ثمّ ترك العمل في دائرة البلدية وتفرّغ للعمل في المصبنة.[4][5]

أُسّست إذاعة القدس في عام 1936م، وعُيّن إبراهيم طوقان فيها مديراً لأحد البرامج العربيّة، وقد ذاع صيته ولمع وكشف عن مهارات هائلة في مجال الإعلام، فتحدث بمجموعةٍ من القضايا السياسيّة والاجتماعيّة، وكانت فترة عمله في الإذاعة أطول مُدّة وظيفيّة قضاها في الوظيفة نفسها، وانتهى عمله الإذاعي بسبب فصله في عام 1940م نتيجةً لموقفِهِ الوطنيّ المضاد لليهود، وبعدها استقبل دعوةً للسفر إلى بغداد حتّى يعمل مُعلّماً فيها، فسافر متجاهلاً حالته الصحية إلّا أنه لم يظلّ في بغداد طويلاً، وعاد إلى فلسطين منتكساً صحياً ليلبث في المستشفى الفرنسيّ في القدس، وفي عام 1941م في الثّاني من شهر أيار/مايو توفي إبراهيم طوقان وكانت وفاته مساء يوم الجمعة عن عُمرٍ يُناهز 36 عاماً، وقد خلّد قضية وطنه فلسطين في عدّة قصائد وطنية، مثل مَوطني، والثلاثاء الحمراء، والشهيد، والفدائي، واشتروا الأرض، بالإضافةِ إلى أنه كتب في الغزل والحُبّ.[4][5]

المراجع

  1. ↑ عرود، أحمد ياسين، مناهج النقد الأدبي في الأردن في النصف الثاني من القرن العشرين، صفحة 59. بتصرّف.
  2. ↑ أحمد الواصل (2016-1-20)، "الأخوان فليفل والأناشيد الوطنية"، الرياض، العدد 17376. بتصرّف.
  3. ↑ فراس عبد الحميد إسبيتان (2015)، روائع الشاعر الفلسطيني: إبراهيم طوقان: حياته - روائع من أشعاره، عمّان - الأردن: أمجد للنشر والتوزيع، صفحة 33-35. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت ث محمود حسن عمر (2014-12-9)، "إبراهيم طوقان .. صفحات طواها النسيان"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-1-9. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت ث موسوعة الكويت العلمة للأطفال الجزء الأول، "نبذة عن حياة الشاعر الفلسطيني "إبراهيم طوقان""، www.ksag.com، اطّلع عليه بتاريخ 2018-1-9. بتصرّف.