لتسهيل الولادة الطبيعية
آلام الولادة الطبيعية
يُعدّ ألم الولادة الطبيعية من أشدّ الآلام التي يمكن أن تشعر بها المرأة طيلة حياتها، ولكن يجدر بالذكر أنّ الشعور بالألم وشدّته يتراوح بين النساء على نطاق واسع، ويُلاحظ أنّ النساء اللاتي يلدن لأول مرة في حياتهن يشتكين من الشعور بألم أكبر ممن خضعن للولادة من قبل. ومن الجدير بالذكر أنّ أكبر اختلاف بين النساء لا يكمن في نظرتهن للألم ولكن في قدرتهنّ على تحمّله، ومن أسباب الألم أثناء الولادة الطبيعية ما يلي:[1]
- حساسية عنق الرحم للضغط والتمدد: يُعدّ عنق الرحم شديد الحساسية للضغط والتمدد، وإنّ هذا ما يتعرّض له بالفعل أثناء المخاض، حيث تشعر النساء بالتقلّصات أو الانقباضات في عضلات أصل الفخذ أو الظهر، على الرغم من أنّ بعضهنّ يشعرن بالألم بشكل أكبر في جوانبهنّ أو أفخاذهنّ، كما أنّ التقلصات تصبح أطول، وأقوى، وأقرب من بعضها البعض أثناء الولادة مما يسبّب مزيداً من الألم.
- انقباض وارتخاء عضلة الرحم بشكل متواصل: تُعتبر عضلة الرحم أكبر وأقوى عضلة في الجسم، وتقوم بالانقباض والارتخاء على التناوب لعدّة ساعات، مما يؤدي إلى إجهادها، وانخفاض تدفق الأكسجين إليها أثناء الولادة، وبالتالي الشعور بالتعب والألم.
- الضغط على قناتي فالوب والمبايض والأربطة أثناء المخاض: وكذلك ضغط رأس الجنين بقوة ضد المثانة والأمعاء أثناء الولادة الطبيعية.
- الضغط على الأعصاب المحيطة بالمستقيم: حيث يضغط رأس الطفل أثناء نزوله من رحم أمّه على الأعصاب المحيطة بالمستقيم، وهذا ما قد يجعل الأم تشعر بألم إضافي أثناء المخاض.
تسهيل الولادة الطبيعية
تخفيف الألم بالأدوية
يمكن تخفيف ألم الولادة باستخدام الأدوية التالية:[2]
- استنشاق أكسيد النيتروس والأكسجين: يساعد خليط الأكسجين وغاز النيتروس (بالإنجليزية: Nitrous oxide) على تخفيف ألم المخاض خلال مدّة زمنية قصيرة تقدّر بعشرين ثانية عند ثلثي النساء، شريطة أن تأخذ المرأة أنفاساً عميقة وبطيئة، وتجدر الإشارة إلى أنّ الآثار الجانبية لهذا الخليط تكاد تكون معدومة، ولا تتجاوز الشعور بالغثيان أو النعاس في بعض الحالات.
- استخدام المسكّنات: تخفف المسكّنات (بالإنجليزية: Analgesics) الألم إلى حد كبير ] دون أن تمنع التوصيل العصبي، وتحفز على الاسترخاء وتخفيف الشعور بالضيق، دون أن تمنع المخاض، وتُعطى عن طريق الوريد، ويمكن أن تُعطى أيضاً في العضل مثل الديامورفين (بالإنجليزية: Diamorphine) والبيثيدين (بالإنجليزية: Pethidine)، حيث تقوم بتخفيف الألم في غضون عشرين دقيقة تقريباً، ويستمر تأثيرها في الغالب لمدة ساعتين إلى أربع ساعات. ومن الآثار الجانبية للمسكنات حدوث اضطراب في الإدراك والإصابة بالغثيان؛ مما قد يستدعي إعطاء الأم أدوية مضادة للغثيان إلى جانب المسكنات، وتجدر الإشارة إلى أنّ استخدام المسكنات قد يترك أثراً مهدئاً على الأم إلّا أنّه لا يؤثر في قدرتها على الدفع خلال المخاض.
- التخدير: (بالإنجليزية: Anesthesia) تعمل الأدوية المخدرة على وقف التوصيل العصبي مما يمنع الشعور بالألم في المنطقة المعالجة بشكل تام، وعادة ما يُستخدم التخدير الناحيّ (بالإنجليزية: Regional anesthesia) أثناء المخاض لمنع الشعور بالألم من الخصر وأدناه، وذلك باستخدام تقنيات مختلفة مثل إحصار فوق الجافية (بالإنجليزية: Epidural block)، والإحصار النخاعي (بالإنجليزية: Spinal block)، وهناك كذلك ما يُعرف بتخدير فوق الجافية (بالإنجليزية: Epidural anesthesia) الذي يتمّ باستخدام خليط من الأدوية الأفيونية والمخدّرة التي تُعطى من قبل طبيب التخدير من خلال كانيولا (بالإنجليزية: Cannula) رفيعة، وتُعتبر هذه الطريقة آمنة وفعّالة للغاية في التخلص من الألم ولا تزيد خطر الاضطرار لإجراء الولادة القيصرية، إلا أنّها قد تتسبّب بزيادة الوقت الكلي للولادة، وقد تثبط دافعية المرأة للدفع خلال المرحلة الثانية للمخاض، وتجدر الإشارة إلى أنّ تخدير فوق الجافية قد يتسبّب بالشعور بآلام في الظهر لفترة قصيرة بعد الولادة، وحدوث احتباس في البول ممّا يستدعي اللجوء إلى القسطرة البولية في بعض الأحيان.
- التحفيز الكهربائي للعصب عبر الجلد: (بالإنجليزية: TENS-Transcutaneous electrical nerve stimulation)، يتمّ في هذا الإجراء نقل التيار الكهربائي من بطارية عبر أقطاب كهربائية للجلد لإحصار الألم في الجسم وتحفيز إنتاج الإندورفين، وعادة ما يقتصر استخدام هذه الطريقة في تخفيف الألم على المرحلة الأولى من المخاض لأنّها لا تكفي لمنع الألم في المراحل التالية.
تخفيف الألم بطرق أخرى
يمكن الاستعانة بتقنيات الاسترخاء والراحة، وغيرها لتهدئة المرأة وتسهيل الولادة، ومن التقنيات والخيارات غير الدوائية التي تساعد على تخفيف ألم الولادة وتقلّل الحاجة لاستخدام الأدوية ما يلي:[3]
- حضور دورات الإعداد للولادة: تقوم هذه الدورات بإعداد المرأة وشريكها لخبرات عملية متنوعة وتقديم أفكار للراحة والدعم، بما في ذلك طرق فعالة للتخفيف من آلام المخاض.
- التدليك: حيث يساعد التدليك على الاسترخاء وتقليل الألم.
- العلاج المائي: يساعد العلاج المائي على تخفيف الألم، ومنح الأم قدراً من الراحة والاسترخاء، وزيادة قدرتها على التحكم أثناء الولادة، وذلك عن طريق إجلاسها في الماء الدافئ.
- استخدام كرة الولادة: يساعد الجلوس على كرة الولادة على تخفيف آلام الظهر، ويسمح باهتزاز الحوض ويشجع الطفل على النزول إلى الحوض.
- تغيير الوضعيات أثناء الولادة: يمكن للمرأة الحامل تغيير وضعيتها أثناء الولادة مثل الجلوس على كراسي هزازة، أو عن طريق المشي، أو النوم بشكل جانبي.
- العلاج بالحرارة أو البرودة: يمكن استخدام العلاج بالحرارة (بالإنجليزية: Hot therapy) المتمثل باستخدام الدش الدافئ، أو البطانية، أو القِربة لتخفيف الألم، كما يمكن استخدام العلاج بالبرودة (بالإنجليزية: Cold therapy) لتوفير المزيد من الراحة، وتخدير المنطقة، والحدّ من الشعور بالألم.
- وضعيات الدفع: ومن وضعيات الدفع المناسبة أثناء الولادة الجلوس بزاوية 45 درجة، والاستلقاء على الجنب، والانحناء مع الارتكاز على اليدين والركبتين، ووضعية القرفصاء مع الاستعانة بشخص لدعم الولادة، وحني الظهر على شكل حرف "C".
المراجع
- ↑ "Easing Labor Pain: the complete guide to a more comfortable and rewarding birth", childdevelopmentinfo.com, Retrieved 11-4-2018. Edited.
- ↑ "Pain relief during labor", www.news-medical.net, Retrieved 11-4-2018. Edited.
- ↑ "Options for Pain Relief During Labor", www.trihealth.com, Retrieved 11-4-2018. Edited.