أنواع الصلوات

أنواع الصلوات
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

الصلاة

فرض الله تعالى على عباده الصلاة، وأعلى من مكانتها؛ فقد فرضها على نبيّه -صلّى الله عليه وسلّم- مباشرةً من غير واسطةٍ، وتختلف عن باقي التكاليف بأنّ الله تعالى فرضها على عباده في السماء خلال رحلة الإسراء والمعراج، وطلب النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من الله تعالى التخفيف منها عندما مرّ على نبيّ الله موسى عليه السّلام، فقد كانت في بداية الأمر خمسين صلاةً في اليوم والليلة، حتى خفّفها الله تعالى على عباده الى خمس صلواتٍ مفروضةٍ يؤديها المسلم في يومه وليلته، دون أن ينقص الأجر، يقول الله تعالى: (لَا يُكَلِّفُ اللَّـهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ)،[1] فلو بقي عدد الصلوات خمسين صلاةً، لقضى الإنسان يومه كاملاً وهو يصلي، ولما خرج عن الهدف الذي خلقه الله تعالى من أجله؛ وهو العبادة، ولكنّها رحمة الله التي وسعت كلّ شيءٍ، وعلى ذلك فإنّ الاستهانة بأدائها والتفريط فيها من المحرّمات ومن العلامات الفارقة بين المسلم والكافر، يقول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (بين الرجلِ وبين الشركِ والكفرِ تركُ الصلاةِ)،[2] إنّ المُتأمّل في هذه العبادة يرى أنّها من تمام فضل الله تعالى على عباده؛ فهي الصلة الواصلة بين العبد وربّه، وفيها تعرج الأرواح إليه بتلاوة الآيات، وطلب الحاجات منه، فالله هو أكرم من أجاب وأعظم من سُئل، كما أنّ الله تعالى يُعطي على الحسنة عشر أمثالها؛ وبذلك فإنّ أداء المسلمين للصلوات الخمس يعطيهم من الأجر ما يوازي خمسين صلاةً.[3]

أنواع الصلوات

الصلاة من أعظم الأعمال في الإسلام، وهي أوّل ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة، وقد أوصى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- المسلمين بالصلاة في حجّة الوداع التي اقتصرت على الأمور الهامّة للأمّة الإسلاميّة، وللصلاة عدّة أنواعٍ، منها:

  • صلاة الفريضة: هي الركن الثاني من أركان الإسلام، قال تعالى: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ)،[4] وهي خمس صلواتٍ تُقام في اليوم والليلة، وهنّ: صلاة الفجر؛ ويكون وقتها من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، والظهر؛ ووقتها من زوال الشمس الى أن يصبح ظلّ الشيء مثل طوله؛ لقول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (وقْتُ الظُّهرِ إذا زالَتِ الشَّمسُ، وكان ظِلُّ الرَّجلِ كطولِه، ما لَم يَحضُرِ العصرُ)،[5] والعصر؛ ووقتها من انتهاء وقت الظهر إلى حين اصفرار الشمس، وصلاة المغرب؛ ويدخل وقتها عند غروب الشمس حتى مغيب الشفق الأحمر، والعشاء؛ ووقتها من انتهاء وقت المغرب حتى طلوع فجر اليوم الثاني.[6]
  • صلاة النافلة: النوافل هي الصلوات التي تؤدّى من غير آذانٍ وإقامةٍ، وللنوافل أنواعٌ عديدةٌ، مثل: السنن الرواتب؛ وهي ركعتان قبل الفجر، وأربع ركعاتٍ قبل الظهر وركعتين بعدها، وأمّا صلاة العصر فلا رواتب فيها، والمغرب والعشاء بعدهما من السنن الرواتب ركعتان تتمّ تأديتهما بعد الصلاة، وتؤدّى صلاة النافلة ركعتين ركعتين.[7]
  • صلاة الاستسقاء: تُصلى ركعتين، يُكبّر الإمام في الركعة الأولى سبع تكبيراتٍ، وفي الركعة الثانية خمس تكبيراتٍ، ثمّ يقوم الإمام خطيباً في الناس يُذكّرهم بعظمة الله تعالى وفضله، وأنّ المعاصي والآثام من أسباب منع المطر، ويوصيهم بطاعة الله تعالى والإكثار من ذكره، ثمّ يدعو الإمام والمصلين من ورائه بدعاء النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- حين قال: (اللهمَّ اسْقِنَا غيثًا مُغيثًا مريئًا طَبَقًا غدقًا عاجلًا غيرَ رائثٍ نافعًا غيرَ ضارٍّ)،[8] وقلب الرداء من السنن في صلاة الاستسقاء؛ استبشاراً بتحوّل حالهم وتبدّله إلى الأفضل بإذن الله تعالى.[9]
  • صلاة الكسوف: وحكم هذه الصلاة أنّها سنّةٌ مؤكّدةٌ، ويسنّ تأديتها في المسجد في جماعةٍ، ويصحّ أن تؤدّى فُرادى، ويمتدّ وقتها من حدوث الكسوف إلى انجلائها؛ لقول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (إنَّ الشَّمسَ والقمَرَ إذا خَسَفا، أو أحدُهُما، فإذا رأيتُم ذلك فصَلُّوا حتى يَنجَليَ خُسوفُ أيِّهما خَسَفَ)[10] وتكون ركعتين، في كلّ ركعةٍ منهما قيامان وقراءتان وركوعان وسجودان، مع موعظة الناس بعدها وأمرهم باتباع منهج الله تعالى والإكثار من ذكره.[11]
  • صلاة الاستخارة: وهي سنّةٌ يلجأ إليها الإنسان إذا أهمّه أمرٌ من الأمور المباحة في حياته، أمّا عن كيفيّة أدائها؛ فهي ركعتان يقوم بهما المسلم بنيّة الاستخارة، ثمّ يدعو بعد السلام بدعاء الاستخارة، ولا تُصلّى في الأوقات المكروهة، والأوقات المكروهة هي؛ من بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس، ومن بعد العصر إلى المغرب، وقبل الظهر بربع ساعةٍ تقريباً، إلّا إذا تعذّر أداء الصلاة لأمرٍ طارئ.[12]
  • صلاة الضحى: يبدأ وقت صلاة الضحى من ارتفاع الشمس قدر رمحٍ إلى ما قبل الزوال بربع ساعةٍ، وتسمّى صلاة الأوّابين، وليس لأكثرها عند بعض العلماء عددٌ مُحدّد، إلّا أنّ أقلّها ركعتان.[13]

شروط الصلاة

للصلاة عدّة شروطٍ أوّلها الإسلام؛ لأنّ الكافر ليس أهلاً للعبادة، وثاني هذه الشروط العقل، فلا صلاة للمجنون؛ لأنّه فاقدٌ للعقل الذي هو مناط التكليف الشرعيّ، كما أنّ الوضوء الذي هو رفع الحدث من أهمّ الشروط، مع إزالة النجاسة من الثوب والبدن إن وجدت، وقد أجمع أهل العلم على أنّ ستر العورة من الشروط التي يؤدي الإخلال بها مع القدرة إلى فساد الصلاة، وعورة الرجل من السرّة إلى الركبة، أمّا المرأة فكلّ بدنها عورةٌ ما عدا وجهها وكفّيها، وأداء الصلاة مُرتبطٌ بدخول وقتها، والتوجّه إلى القبلة مع استحضار النيّة في القلب؛[14] لقول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (إنّما الأعمالُ بالنياتِ، وإنّما لكلِّ امرئٍ ما نوى).[15]

المراجع

  1. ↑ سورة البقرة، آية: 286.
  2. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 82، صحيح.
  3. ↑ د. راغب السرجاني (24-1-2017)، "قصة فرض الصلاة"، islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 13-12-2018. بتصرّف.
  4. ↑ سورة البقرة، آية: 43.
  5. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 612، صحيح.
  6. ↑ فرحان العتيبي (14-4-2018)، "صلاة الفريضة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-12-2018. بتصرّف.
  7. ↑ محمد العثيمين (7-11-2007)، "ما هي كيفية صلاة النافلة، وكم عدد ركعاتها، وهل لها إقامة؟ http://iswy.co/e3sda"، islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 14-12-2018. بتصرّف.
  8. ↑ رواه الألباني، في إرواء الغليل، عن كعب بن مرة، الصفحة أو الرقم: 2/145، صحيح على شرط الشيخين.
  9. ↑ ابن باز، "صفة صلاة الاستسقاء"، binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 14-12-2018. بتصرّف.
  10. ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج السند، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 14762، صحيح .
  11. ↑ عمر عادل، "صلاة الكسوف "، saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 14-12-2018. بتصرّف.
  12. ↑ "صلاة الاستخارة كيفيتها ووقتها ومحل الدعاء منها"، islamweb.net، 16-10-2003، اطّلع عليه بتاريخ 14-12-2018. بتصرّف.
  13. ↑ ابن باز، "صفة صلاة الضحى وعددها ووقتها وصفة تحية المسجد ووقتها"، binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 14-12-2018. بتصرّف.
  14. ↑ "شروط الصلاة وأركانها http://iswy.co/e46rl"، islamway.net، 11-8-2003، اطّلع عليه بتاريخ 14-12-2018. بتصرّف.
  15. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 1، صحيح.