أنواع العلوم

أنواع العلوم
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

أنواع العلوم

العلوم (بالإنجليزيّة: Science) هي الأنظمة والمعارف التي تهتمُّ بالعالم الماديِّ وظواهره، ويستندُ العلمُ على متابعة المعرفة التي تُغطِّي الحقائقَ العامَّة أو عمليّاتِ القوانين الأساسيّة بناءً على ملاحظات غير منحازةٍ، وتجاربَ منهجيّةٍ، وتشمل العلوم الاجتماعيّة كعلوم الاجتماع، والعلوم الطبيعيّة كعلوم الأرض وعلوم الأحياء، وفيما يلي شرحٌ لكلٍّ منها:[1]

العلوم الاجتماعية

العلوم الاجتماعيّة (بالإنجليزيّة: Social science): هي العلوم التي تتناولُ السلوك البشريّ في الجوانب الاجتماعيّة والثقافيّة، وفي بداية خمسينيّات القرن العشرين، كان يُطلَقُ مصطلحُ العلومِ السلوكيّةِ على العلوم الاجتماعيّة؛ لأنَّها تخصَّصت في فهم السلوكيّاتِ النفسيّةِ والاقتصاديّةِ للبشر، وتشملُ العلومُ الاجتماعيّةُ علمَ الاجتماع، والعلومَ السياسيّة، وعلمَ النفس الاجتماعيّ، وعلمَ الاقتصاد، وقد يشتملُ أيضاً على دراسةِ القانون، والجغرافيا الاجتماعيّة والاقتصاديّة، وفيما يلي شرحٌ لأنواعِ العلومِ الاجتماعيّةِ:[2]

علم الاجتماع (بالإنجليزيّة: Sociology): هو علمٌ اجتماعيٌّ يَدرُسُ المجتمعاتِ البشريّة، وتفاعلاتِها، والعمليّاتِ التي تحافظُ عليها أو تغيّرها، وهو يقومُ بذلك من خلال دراسةِ آليّةِ الأجزاءِ المكوِّنةِ للمجتمعاتِ مثل المُؤسَّسات، والسكان، والفئات العمريّة، ويَدرُسُ علمُ الاجتماعِ أيضاً الوضعَ الاجتماعيَّ، والنظامَ الطبقيَّ، والحركاتِ الاجتماعيّةَ، والتغييرَ الاجتماعيَّ، فضلاً عن الاضطراباتِ المجتمعيّةِ المُتمثِّلةِ في أشكالِ الجريمة، أو الانحرافِ، أو الثورةِ، كما يقومُ علمُ الاجتماع باكتشافِ تأثير المُنظَّمات، والمُؤسَّسات الاقتصاديّة، والدينيّة، والتعليميّة، والسياسيّة في السلوك البشريّ، وكيفيّة تفاعل المُنظَّمات مع بعضها البعض.[3]

علم النفس (بالإنجليزية: Psychology): هو العلمُ الذي يَدرُسُ الحالاتِ النفسيّة والعمليّاتِ والسلوك في البشر والحيواناتِ الأخرى، وقد ساهمَ الفلاسفةُ مثل أفلاطون وأرسطو في تطوُّر علمِ النفسِ، كما ساهمَ الفيلسوفُ الألمانيُّ ويليام فونت (بالألمانيّة: Wilhelm Wundt)، والفيلسوفُ الأمريكيُّ وليام جيمس في نشأة علم النفس في القرن التاسع عشر، وعُرِفَ علمُ النفسِ حينَها بعلمِ الحياة العقليّة، أمّا في القرن العشرين فقد أصبحت معظمُ أقسامِ علمِ النفس الجامعيِّ في الولايات المُتَّحِدة الأمريكيّة مُكرَّسةً لتحويلِ علمِ النفس بعيداً عن الفلسفة ليُصبحَ علماً تجريبيّاً دقيقاً.[4]

العلوم السياسيّة (بالإنجليزيّة: Political science): هي أحد العلومِ الاجتماعيّةِ التي تُقدِّمُ الدراسةَ المنهجيّةَ لسياسةِ الدولةِ وأجهزتِها ومُؤسَّساتها من خلال تطبيقِ أساليبِ التحليل العلميِّ والتجريبيِّ، كما أنَّه يشملُ دراساتٍ لجميعِ العواملِ الاجتماعيّةِ، والثقافيّة، والنفسيّة التي تُؤثِّر بشكلٍ متبادلٍ في عملِ الحكومةِ والجسدِ السياسيِّ، وتتميَّزُ العلومُ السياسيّةُ عن غيرها من العلومِ الاجتماعيّةِ بتركيزها الكامل على السلطة السياسيّة، وعلى الرّغم من أنَّ العلومَ السياسيّةَ تتداخلُ بشكلٍ كبيرٍ مع الفلسفةِ السياسيّةِ، إلا أنَّ المجالين مختلفان. فالفلسفة السياسيّة تعني بالدّرجة الأولى الأفكار والقيم السياسيّة، مثل الحقوق، والعدالة، والحريّة، والالتزام السياسيّ؛ ومن الجدير بالذّكر أنَّ السلطة السياسيّة تُعَدُّ معياريّةً في نهجِها وعقلانيّةً في أسلوبِها. أمّا العلومُ السياسيّةُ فتقومُ بدراسةِ المُؤسَّساتِ والسلوكِ، وتسعى إلى تطوير النظريّاتِ السياسيّةِ، أو استخلاصِ النتائجِ استناداً إلى الملاحظاتِ التجريبيّةِ، والتي يتمُّ التعبيرُ عنها من حيث الكميّةِ ما أمكن.[5]

علم الاقتصاد (بالإنجليزيّة: Economics): هو أحد العلوم الاجتماعيّة التي تسعى إلى تحليل ووصف إنتاج، وتوزيع، واستهلاك الثروة، وقد امتهن قليلٌ من الأكاديميّين الاقتصاد في القرن التاسع؛ فقد كان من النادر أن تتمَّ استشارةُ الاقتصاديّين قبلَ أن تُقدِمَ السلطةُ على قراراتِها، أمّا اليوم فإنَّ جميعَ الحكوماتِ، والمُؤسَّسات المصرفيّة، والمصارف التجاريّة الكبيرة، تمتلك طاقماً من الاقتصاديّين، ويمكن للمختصّين في مجالِ الاقتصادِ العملُ في مجالاتٍ عدّةٍ، مثل مجالاتِ المحاسبة، أو التسويق، أو التجارة، أو إدارة الأعمال، على الرّغم من تدريبهم كاقتصاديّين، فإنَّ خبرتَهم المهنيّةَ تقعُ ضمنَ مجالاتٍ أخرى. بالإضافةِ إلى ذلك يقومُ العديدُ من الاقتصاديّين بتدريسِ الاقتصادِ في الكليّات والجامعات في جميع أنحاء العالم.[6]

وفي الواقع، يمكن اعتبارُ عصرِنا الحاليّ عصرَ الاقتصاديّين؛ حيثُ إنَّ الطلبَ على خدماتِهم في زيادةٍ مُستمِرّةٍ، ففي الولايات المُتَّحِدةِ وحدها تُقدِّم نحو 400 مُؤسَّسةٍ من مُؤسَّساتِ التعليم العالي نحو 900 شهادة دكتوراه جديدة في الاقتصاد كلَّ عام.[6]

العلوم الطبيعيّة

العلوم الطبيعيّة (بالإنجليزيّة: Natural science): هي العلوم التي تهتمُّ بدراسة النواحي الفيزيائيّة الطبيعيّة الماديّة غير البشريّة لكافّة الظواهر الموجودة على الأرض، والنُّظُم المُعقَّدَة والمُتنوِّعةِ في الطبيعة والكون المحيط بنا، بما في ذلك المجرّات، والنجوم، والكواكب، والحياة، والمجتمع، وتشملُ أيضاً جميع النُّظُم الخاضعة للتطوُّر الفيزيائيِّ، أو البيولوجيِّ، أو الثقافيِّ، والتي تشكِّلُ معاً موضوعاً مُتعدِّدَ التخصُّصات للتطوُّر الكونيِّ، وهذه النُّظُم المُتزايِدةُ التعقيدِ تتطوَّرُ دون توقُّفٍ وبلا هوادةٍ، ولا يمكنُ التنبُّؤُ بها قبل حدوثِها، وقد نشأَ التاريخُ الطبيعيُّ على أساسٍ علميٍّ؛ فالبشرُ جزءٌ لا يتجزّأُ من عمليّةٍ تطوريّةٍ عالميّةٍ تربِطُ جميعَ هذه النُّظُمِ المُعقَّدةِ في كلِّ مكانٍ وزمانٍ.[7]

ومن الجدير بالذّكر أنَّ هذا التطوُّرَ الكبيرَ يمتلكُ إمكاناتٍ كبيرةً تسعى إلى توحيد العلوم الطبيعيّة، والفهم الشامل لماهيّةِ البشرِ ومن أين جاؤوا، كما تجدرُ الإشارةُ إلى أنّ البشريّة لا تحتاج إلى علمٍ جديد لوصف معالم التطوُّر الكونيِّ الرئيسيّة على مستوى عميقٍ وتجريبيٍّ، حيث إنَّ البساطة الملحوظَة تكمُنُ وراءَ ظهورِ ونموِّ التعقيدِ لمجموعةٍ واسعةٍ من النُّظُم المَعروفَة والمُتنوِّعة.[7] ومن الأمثلة على العلوم الطبيعية:[8]

علم الرياضيات هو علمُ تحديدِ الكمِّ وقياسِ الأشكالِ، ويمكنُ القولُ إنَّهُ يُعَدُّ لغةَ العلومِ النظريّة، والأدبيّة، والفلسفيّة، وقد نشأَ علمُ الرياضيّاتِ؛ نظراً لحاجةِ الإنسان الضروريّةِ، مثل الحاجة إلى تقسيمِ الطعام بين أفراد العائلة، وتقسيم الأراضي، وغنائم الحملات الحربيّة، وقياس الوقت، كما يمكنُ من خلاله حسابُ كميّةِ المحاصيل الزراعية ومِلاحَة النّجوم في السفر والتّرحال، وإجراء القياسات لتشييد الأبنية والمدن.[9]

علم الفيزياء هو أحد العلوم الرئيسيّة التي تتعامل مع مُكوِّنات الكون الأساسيّة، كما أنه يرتبطُ بالعلوم الطبيعيّة مثل علم الكيمياء، وتنقسم الدراسات في علم الفيزياء إلى قسمين: قسم يتبع النَّهجَ المجهريَّ الميكروسكوبيَّ للأجسام الدقيقة التي لا تُرَى بالعينِ المُجرَّدةِ، وقسم يتبع النَّهجَ المجهريَّ الميكروسكوبيَّ للأجسام الكبيرةِ نسبيّاً.[10]

علم الكيمياء هو العلم الذي يتعامل مع الموادِّ التي تتكوَّنُ من عناصر ومُركَّبات، وهذه الموادُّ لها تركيبٌ، وخواصُّ، وتفاعلاتٌ، وتحوُّلاتٌ، كما تنتجُ عن هذه التفاعلات طاقة، ويساعد علم الكيمياء في دراسة تركيب المادّة والتغيُّرات التي تحدث لها.[11]

المراجع

  1. ↑ "Science", www.britannica.com, Retrieved 5-3-2018. Edited.
  2. ↑ "Social science", www.britannica.com, Retrieved 5-3-2018. Edited.
  3. ↑ "Sociology", www.britannica.com, Retrieved 4-3-2018. Edited.
  4. ↑ "Psychology", www.britannica.com, Retrieved 4-3-2018. Edited.
  5. ↑ "Political science", www.britannica.com, Retrieved 5-3-2018. Edited.
  6. ^ أ ب "Economics", www.britannica.com, Retrieved 5-3-2018. Edited.
  7. ^ أ ب "The natural science underlying big history", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 5-3-2018. Edited.
  8. ↑ فهد بن سيف الدين غازي ساعاتي، الإدارة الرياضية: مناهج البحث العلمي في الإدارة الرياضية، صفحة 15.
  9. ↑ عبد العزيز الشرقاوي، الذكاء بين النوعية والشمولية (الطبعة الطبعة الأولى)، عمان- الاردن: دار المعارف، صفحة 79. بتصرّف.
  10. ↑ محمد زكي عويس، دنيا الفيزياء، مصر- الجيزة: المكتبة الاكاديمية ، صفحة 9. بتصرّف.
  11. ↑ صبحي سليمان، الكيمياء الشيقة (الطبعة الطبعة الأولى)، القاهرة- جمهورية مصر العربية: دار العلوم، صفحة 23.