خصائص الغزل الحضري

خصائص الغزل الحضري

الغزل الحضري

الغزل الحضري هو أحد أنواع الشعر العربي، والذي يجمع بين الشعر الماجن الصريح والفاحش، وغير الفاحش، وقد انتشر بشكلٍ كبيرٍ في مدن الحجاز بشكلٍ عام، وفي مكة المكرمة والمدينة المنورّة بشكلٍ خاصٍ، وخاصةً بعد ظهور العبيد وانتشار الغناء والرقص والموسيقا.

يعتبر عمر بن أبي ربيعة رائد هذا الشعر ومؤسسه، فأطلق عليه بعض المؤرّخين لقب الشعر العمري، وفي هذه المقالة سنتعرّف على خصائص الشعر الحضري.

خصائص الغزل الحضري

للغزل الحضري خصائصٌ عدةٌ يمتاز فيها عن أنواع الشعر الأخرى، ومن هذه الخصائص ما يأتي:من حيث المضمون:

  • عدم الاقتصار على محبوبةٍ واحدةٍ كما هو الحال في الغزل العذري، وهذا ما يشير إليه كثرة الأسماء الواردة في قصائدهم.
  • إظهار المرأة بصورة العاشقة الجريئة الراغبة بمعشوقها، وليست معشوقةً مستجيبةً كما هو الحال في الغزل العذري.
  • التغنّي بجسد المرأة بشكلٍ صريح، ووصف جسدها ومفاتنها دون خجلٍ.
  • التفاخر بكثرة العلاقات العاطفية والمغامرات المشوقة مع المحبوبة، وهذا ما يجعل قصصهم سطحيةً تخلو من عمق العواطف.
  • تغليب الشكل القصصي في بناء القصيدة.
  • كثرة الرسل بين الشاعر والمحبوبة.
  • وصف لطبيعة اللقاء مع المحبوبة بشكلٍ حسيٍّ صريحٍ.

من حيث الشكل:

  • تعتمد قصائد الغزل الحضري في بنائها على البداية والتي تقوم على وصف محاسن المحبوبة، وسرد قصة العشق بينهما، وعرضٌ لمواقف العتاب والشكوى.
  • يمتاز أسلوب الغزل الحضري بالطابع القصصي، والذي يعتمد على ذكر كل من:
  • إدخال بعض المصطلحات العاميّة للقصيدة، وذلك من باب تطويع اللغة للحياة العامّة، وللغناء.
  • وحدة الغرض، والذي يقتصر على الغزل فقط من بداية القصيدة وحتى نهايتها.
  • ارتباط الشعر بحياة المدينة واللهو والمجون، والابتعاد عن المديح والرثاء، وغيرها من الأغراض.
  • توظيف الشعر في التعبير عن الشاعر فقط، وقصته مع المحبوبة.
  • المكان الذي وقع فيه اللقاء، وغالباً ما يكون مكاناً واقعيّاً وليس خياليّاً.
  • الزمن الذي حدث فيه اللقاء، وغالباً ما يكون في الليل.
  • الشخصيّات: وهم الشاعر ورفاقه، والرسل بينه وبين محبوبته، والأعداء، والأصدقاء، والعواذل، والواشون.
  • الأحداث: هي عبارة عن ذكر كل ما حدث وقت اللقاء.
  • الحوار: ذكر ما دار بينه وبين المحبوبة، أو ما بينه وبين الأصدقاء أو الأعداء.

مثالٌ على الشعر الحضري

سبق وذكرنا أنّ عمر بن أبي ربيعة هو رائد الشعر الحضري، ومن شعره في هذا المجال ما يأتي:

بينما ينعــتنني أبــصرنني

قالت الكبرى: أتـعرفن الفـتى؟

قالت الصغـرى، وقد تيمتـها: