ما هي مضادات الاكتئاب

ما هي مضادات الاكتئاب

مضادات الاكتئاب

تُستخدم مضادات الاكتئاب (بالإنجليزية: ِِAntidepressants) بهدف السيطرة على العديد من الحالات المرضية؛ تحديداً مرض الاكتئاب؛ إذ يهدف استخدامها لمنع تكرار حدوث الاكتئاب وتحسين نوعية حياة المصاب إلى حدّ كبير، وهي من الأدوية التي تحتاج لوصفة طبية لصرفها، ويقوم مبدأ عملها على محاولة تحقيق التوازن بين أنواع مُعينة من المركبات الكيميائية الطبيعية الموجودة في الدماغ والمعروفة بالنواقل العصبية (بالإنجليزية: Neurotransmitters)، وذلك لأنّه يُعتقد أنّ بعض المشاكل النفسية والسلوكية قد تكون ناجمة عن اختلال توازن هذه النواقل، وبذلك فإنّ تحقيق التوازن بينها قد يكون فعالًا في علاج هذه المشاكل، وتجدر الإشارة إلى أنّ مفعول هذه المضادات لا يظهر بشكلٍ فوريّ، إذ يظهر بعد عدّة أسابيع من استخدامها، وفي بعض الأحيان قد يتطلب الأمر تجربة المُصاب أكثر من نوع منها قبل تحديد الدواء الأنسب له، وينبغي التنويه إلى ضرورة الاستمرار في استخدام هذه الأدوية حتى بعد تحسّن الأعراض وعدم التوقف عن استخدامها دون الرجوع إلى الطبيب المختص؛ فعادةً ما يطلب الأطباء التوقف عن استخدام هذه الأدوية بشكلٍ تدريجيّ.[1][2][3]

ووفقاً لإحصائيات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها فإنّ نسبة الأشخاص الذين يستخدمون مضادات الاكتئاب في الولايات المتحدة ممّن تجاوزت أعمارهم 12 عاماً ارتفعت من 7.7% خلال الفترة 1999-2002 م إلى 12.7% خلال الفترة 2011-2014، وفي هذا السياق يُشار إلى أنّ عدد الإناث اللاتي يستخدمن مضادات الاكتئاب يُقدّر بضعف عدد الرجال.[4]

مبدأ عمل مضادات الاكتئاب

تزيد مضادات الاكتئاب من مستويات أنواع مُعينة من النواقل العصبيّة الموجودة في الدماغ كما ذكرنا؛ مثل السيروتونين (بالإنجليزية: Serotonin) والنورأدرينالين (بالإنجليزية: Noradrenaline) الذي يُعتقد أنّهما مسؤولين عن المشاعر وتحسين المزاج، كما تُساهم هذه الأدوية في التخفيف من الألم المزمن؛ وذلك لأنّ زيادة مستويات النواقل العصبية قد يُحدث اضطرابًا في إشارات الألم التي ترسلها الأعصاب، ومن الجدير بالذكر أن استخدام مضادات الاكتئاب وحدها قد لا يكون كافياً لعلاج حالات الاكتئاب الشديد؛ نظراً لأنّها تُسيطر على أعراض الاكتئاب ولا تُعنى دائماً بعلاج مُسبب الاكتئاب، لذلك فإنّ الطبيب قد يصفها مع علاجات أخرى للسيطرة على هذه الحالات.[2]

استخدام مضادات الاكتئاب

يُمكن استخدام مضادات الاكتئاب لعلاج العديد من الحالات الصحيّة الأخرى؛ بما في ذلك الاكتئاب، وفيما يأتي بيانٌ لأبرز هذه الحالات:[3]

  • التهيّج (بالإنجليزية: Agitation).
  • اضطراب الوسواس القهري (*) (بالإنجليزية: Obsessive-compulsive disorder)، والمعروف اختصارًا ب OCD.
  • السلس البولي لدى الاطفال (بالإنجليزية: Childhood enuresis).
  • اضطراب القلق العام (*) (بالإنجليزية: Generalized anxiety disorder).
  • اضطراب ثنائي القطب (*) (بالإنجليزية: Bipolar disorder).
  • اضطراب ما بعد الصدمة (*) (بالإنجليزية: Post-traumatic stress disorder).
  • اضطراب القلق الاجتماعي (*) (بالإنجليزية: Social anxiety disorder).
  • حالات مرضية أخرى؛ مثل الأرق، والصداع النصفيّ، والألم،[3] ولا سيّما الألم المرتبط بالاعتلال العصبيّ.[5]

فعالية مضادات الاكتئاب

في الحقيقة، يبدأ مفعول مضادات الاكتئاب بالظهور بعد عدّة أسابيع من تناولها؛ حيث وُجد أنّ معظم الأشخاص الذين يتناولون هذه المضادات لا يشعرون بأيّ تحسّنٍ خلال الأسبوعين الأول والثاني من استخدام هذه الأدوية، وغالباً ما يظهر التأثير التامّ لهذه الأدوية بعد شهرٍ أو شهرين من البدء باستخدامها؛ وهذا ما يُفسّر توقف العديد من المصابين عن استخدامها ظناً منهم أنّ هذه الأدوية لا تُجدي مفعولاً، وفي بعض الأحيان قد لا يشعر المُصاب بأيّ تحسّنٍ بعد تناول هذه المضادات لفترةٍ كافية؛ ويُعزى ذلك إلى العديد من المُسببات؛ مثل عدم ملائمة الدواء أو الجرعة المُوصوفة مع حالة المُصاب، أو عدم المتابعة مع مقدّم الرعاية الصحيّة، أو الحاجة لوجود علاجات إضافية؛ مثل العلاج السلوكي المعرفي (بالإنجليزية: Cognitive behavioral therapy)، أو نتيجة عدم الانتظام في تناول الدواء في الوقت المناسب، لذلك يجدر بالمُصاب البقاء على تواصلٍ مع طبيبه المُختص والالتزام بحضور مواعيد المتابعة.[3]

مدة استخدام مضادات الاكتئاب

تعتمد مدّة استخدام مضادات الاكتئاب على حالة المُصاب بحدّ ذاته؛ فعلى الرغم من أنّ معظم المصابين قد يحتاجون لأخذ هذه الأدوية مدة تتراوح بين 6-9 أشهرٍ على الأقل، إلاّ أنّ البعض قد يحتاج إلى تناولها لفترةٍ أطول تصل لعدّة سنواتٍ؛ خاصة إذا كان المُصاب قد عانى من الاكتئاب سابقاً، وفي بعض الأحيان قد يصِف الطبيب مضادات الاكتئاب مدى الحياة للأشخاص الذين يُعانون من نوبات الاكتئاب بشكل متكرر.[2][6]

أنواع مضادات الاكتئاب

يُمكن تقسيم مضادات الاكتئاب إلى عدّة مجموعات، يمكن بيانُها على النّحو الآتي:[7][8]

  • مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية: (بالإنجليزية: Selective serotonin reuptake inhibitors)، تزيد هذه الأدوية مستويات السيروتونين بشكلٍ رئيسيّ في الدماغ، بينما تؤثر بشكلٍ بسيطٍ جداً في مستويات النورابينفرين، ومن الأمثلة عليها السيتالوبرام (بالإنجليزية: Citalopram)، والفلوكسيتين (بالإنجليزية: Fluoxetine)، والباروكسيتين (بالإنجليزية: Paroxetine)، والسيرترالين (بالإنجليزية: Sertraline)، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه المجموعة من أكثر مضادات الاكتئاب استخداماً؛ نظراً لأنّ الآثار الجانبية المترتبة عليها أقل وذات شدّة أخف مُقارنة بالمجموعات الأخرى من مضادات الاكتئاب.
  • مثبطات أكسيداز أحادي الأمين: (بالإنجليزية: Monoamine oxidase inhibitors)، تزيد هذه الأدوية من مستويات كلٍّ من النورابينيفرين، والسيروتونين، والدوبامين عن طريق تثبيط الإنزيم المعروف بأكسيداز أحادي الأمين المسؤول عن تحطيم هذه النواقل، وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأدوية تُعدّ من الأنواع الأولى التي ظهرت بهدف علاج الاكتئاب، إلّا أنّ استخدامها في الوقت الحالي أصبح محدوداً؛ نظراً لوجود مخاوف مرتبطة باحتمالية تفاعلها مع العديد من الأدوية الأخرى وبعض الأطعمة.
  • مضادات الاكتئاب ذات المفعول النوعي للسيروتونين وذات المفعول النورأدريناليني: (بالإنجليزية: Noradrenaline and specific serotonergic antidepressants)، يُمكن استخدام أدوية هذه المجموعة؛ كالميرتازابين (بالإنجليزية: Mirtazapine) لعلاج الاكتئاب في بعض الحالات التي لا يُمكن فيها استخدام مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية.
  • مثبطات استرداد السيروتونين والنورابينيفرين: (بالإنجليزية: Serotonin and Norepinephrine Reuptake Inhibitors)، مثل؛ الفينلافاكسين (بالإنجليزية: Venlafaxine)، والأتوموكستين (بالإنجليزية: Atomoxetine)، والديسفينلافاكسين (بالإنجليزية: Desvenlafaxine)، والدولوكستين (بالإنجليزية: Duloxetine)، ويُمثل الفينلافاكسين أكثر أدوية هذه المجموعة استخداماً.[9]
  • مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات: (بالإنجليزية: Tricyclic Antidepressants)، تزيد هذه الأدوية من مستويات كلٍّ من السيروتونين والنورابينيفرين في الدماغ؛ الأمر الذي يؤدي إلى تحسين المزاج والتخفيف من الاكتئاب، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه المجموعة من أوائل الأدوية التي استخدمت في سبيل السيطرة على الاكتئاب، وعلى الرغم من أنّ الأدوية المثبطة لاسترداد السيروتونين والنورابينيفرين والأنواع المثبطة لاسترداد السيروتونين الانتقائية وغيرها من مضادات الاكتئاب أكثر استخداماً في الوقت الحالي، إلاّ أنّ مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات تُعدّ خياراً جيداً لعلاج الاكتئاب في حال عدم استجابة المريض للمجموعات الأخرى، ومن الأمثلة على مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات: الأميتريبتيلين (بالإنجليزية: Amitriptyline)، والأموكسابين (بالإنجليزية: Amoxapine)، والديسيبرامين (بالإنجليزية: Desipramine)، والدوكسيبين (بالإنجليزية: Doxepin)، والإيميبرامين (بالإنجليزية: Imipramine)، والنورتريبتيلين (بالإنجليزية: Nortriptyline)، والتريميبرامين (بالإنجليزية: Trimipramine). [9]
  • مضادات الاكتئاب غير النمطية: (بالإنجليزية: Atypical Antidepressants)، وتشمل الأدوية التي لا تندرج تحت المجموعات الأخرى، ومن الأمثلة عليها البوبروبيون (بالإنجليزية: Bupropion) والترازودون (بالإنجليزية: Trazodone).[9]

آلية اختيار النوع الأنسب من مضادات الاكتئاب

يعتمد الطبيب المختص في اختيار النوع المناسب من مضادات الاكتئاب على عدّة عوامل، نذكر منها ما يأتي:[10]

  • الأعراض التي يشكو منها المريض: تختلف الأعراض من مريضٍ إلى آخر؛ لهذا فقد يُخفف أحد مضادات الاكتئاب بعض الأعراض بشكلٍ أفضل مُقارنة بنوع آخر، ففي الحالات التي يُعاني فيها المريض من مشاكل النوم فقد تُوصف الأدوية التي تمتلك تأثيراً مُهدئاً.
  • الآثار الجانبية المحتملة: حيث تختلف الآثار الجانبية لمضادات الاكتئاب من دواءٍ إلى آخر ومن شخصٍ لآخر.
  • فعالية الدواء لدى قريب مُصاب بالاكتئاب: يُمكن أن تشير فعالية أحد مضادات الاكتئاب لدى أحد الأقارب من الدرجة الأولى، مثل أحد الوالدين أو الأخوة، إلى مدى فعاليته لدى المريض المعنيّ، كما أنّ فعالية مضادات الاكتئاب في علاج الحالات السابقة من الاكتئاب قد تلعب دوراً مهمّاً في الاختيار.
  • التفاعل مع الأدوية الأخرى: يُمكن لبعض مضادات الاكتئاب أن تسبب مشاكل خطيرة عند تناولها مع أدويةٍ أخرى، لذلك يجدُر الأخذ بعين الاعتبار أنواع الأدوية الأخرى التي يستخدمها المريض.
  • الحمل أو الرضاعة الطبيعية: يعتمد قرار استخدام مضادات الاكتئاب أثناء الحمل والرضاعة الطبيعية على الموازنة بين الفوائد المرجوَّه والمخاطر المترتبة على استخدامها.
  • الظروف الصحية الأخرى: قد يترتب على استخدام مضادات الاكتئاب المُعاناة من مضاعفات مُعينة في حالات الإصابة المُسبقة باضطرابات جسدية أو نفسية معينة، وفي المقابل، يُمكن استخدام بعض مضادات الاكتئاب لعلاج حالات جسدية أو نفسية أخرى إلى جانب الاكتئاب؛ فعلى سبيل المثال، قد يُخفّف البوبروبيون من أعراض كلٍّ من اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (بالإنجليزية: Attention-deficit/hyperactivity disorder) وحالة الاكتئاب، كما يُمكن استخدام الأميتريبتيلين للوقاية من الإصابة بالصّداع النصفي إلى جانب علاج الاكتئاب.
  • التكلفة: فبعض مضادات الاكتئاب ذات كُلفةٍ مرتفعة، ولذلك يجب أخذ هذا العامل بعين الاعتبار خاصة إذا كانت حالة المصاب المادية غير ميسورة.

تفويت جرعة من أدوية مضادات الاكتئاب

ينبغي على المُصاب الالتزام بتناول الدواء المُضاد للاكتئاب وفقاً للجرعة المحددة من قِبل الطبيب؛ للحصول على أفضل فائدة من الدواء، ولذلك فإنّه في حال نسيان أو تفويت إحدى الجرعات وعدم تناولها في وقتها المقرر، ينبغي على الشخص تناولها فور تذكرها أو في أقرب فرصة، عدا الحالات التي يُصادف فيها تذكر الدواء موعد تناول الجرعة التالية، ففي هذه الحالة يجدر بالشخص تخطي الجرعة الفائتة، وتناول الجرعة المقررة حالياً، مع ضرورة تجنّب مضاعفة الجرعة كوسيلة لتعويض الجرعة الفائتة.[11]

الأعراض الجانبية لمضادات الاكتئاب

في الحقيقة، تختلف الأعراض الجانبية التي تسببها مضادات الاكتئاب من شخصٍ للآخر، كما تختلف من دواءٍ للآخر؛ فكما أشرنا سابقاً فإنّ مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية تُسبّب أعراضًا جانبية أقل مُقارنة بتلك الناتجة عن استخدام مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات ومثبطات أكسيداز أحادي الأمين، وبشكلٍ عام، قد تستمر العديد من هذه الأعراض لأيامٍ أو أسابيع قليلة بعد البدء باستخدام هذه الأدوية، بحيث يلحظ العديد من الأشخاص تحسّنها بعد ذلك، في حين أنّ بعضها قد يستمر ظهور الآثار المترتبة عليها حتى التوقف عن تناولها، ويُمكن بيان الأعراض الجانبية الأكثر شيوعاً لمضادات الاكتئاب على النّحو الآتي:[6]

  • صداع الرأس.
  • الشعور بالتهيج والإثارة.
  • الغثيان.
  • التقيؤ.
  • الشعور بالنعاس.
  • انخفاض الرغبة الجنسية.
  • جفاف الفم.
  • زيادة الوزن.

وينبغي التنويه إلى أنّ بعض أنواع مضادات الاكتئاب يُمكن أن تؤدي إلى ظهور أعراضٍ انسحابيةٍ على المُصاب عند التوقف عن تناولها بشكلٍ مفاجئ؛ حيث تستمر هذه الأعراض الانسحابية لمدةٍ تتراوح بين أسبوعين إلى شهرين، ونذكر بيان أبرز هذه الأعراض على النّحو الآتي: [3]

  • القلق.
  • الدوخة.
  • الكوابيس المزعجة.
  • شعور شبيه بتعرّض الجسم للصدمات الكهربائية.
  • أعراضٍ مشابهةٍ لأعراض الإنفلونزا.
  • ألم البطن.

العوامل التي تزيد من تطور الأعراض الجانبية

قد تظهر الأعراض الجانبية الناتجة عن مضادات الاكتئاب لدى أيّ شخص يستخدمها، إلاّ أنّ بعض الفئات تكون أكثر عرضةً من غيرها، وفيما يأتي بيان لأهم هذه الفئات:[12]

  • الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً: حيث تشير الدراسات إلى أنّ استخدامهم لأنواع مُعينة من مضادات الاكتئاب قد يزيد من خطر السقوط، أو الإصابة بالكسور، أو تراجع كثافة العظام.
  • النساء الحوامل: قد يؤدي استخدام أنواع مُعينة من مضادات الاكتئاب في الفترة الأخيرة من الحمل إلى ظهور أعراضٍ انسحابيةٍ على الطفل حديث الولادة بعد فترة قصيرة من ولادته؛ ويتمثل ذلك بالارتعاش، والأرق، ومشاكل خفيفة في التنفس، وضعف صوت البكاء.
  • المرضى الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب: يُمكن أن تزيد مضادات الاكتئاب من حالة اضطراب ثنائي القطب سوءًا، أو قد يؤدي استخدامها إلى تعزيز تطوّر نوبات الهوس.

محاذير استخدام مضادات الاكتئاب

يُمكن بيان محاذير استخدام مضادات الاكتئاب على النّحو الآتي:

محاذير عامة

فيما يأتي بيان لمحاذير استخدام مضادات الاكئتاب لبعض الفئات:[13]

  • الرضاعة والحمل: وقد أشرنا سابقاً إلى ضرورة استشارة الطبيب قبل البدء باستخدامها خلال فترة الحمل، وكذلك في الحالات التي تستخدم فيها المرأة هذه الأدوية وترغب بحدوث حمل، فقد يتطلب الأمر تغيير دواء أو تخفيض جرعة أو غير ذلك، ولذلك نُهيب بضرورة استشارة الطبيب في حال الرغبة بالحمل بعد استخدام هذه الأدوية، كما ويجدر الانتباه إلى الأدوية التي من شأنها التسبّب بأعراض انسحابية لدى الطفل الرضيع، وبشكلٍ عام تُعدّ احتمالية إصابة الجنين بالعيوب الخلقية وغيرها من المشكلات نتيجة تناول الأم الحامل مضادات الاكتئاب منخفضةً.[10]
  • الأطفال: توجد تحذيرات حول وجود صلةٍ محتملةٍ بين مضادات الاكتئاب واحتمالية تغيّر التفكير والنظرة العامة تجاه الحياة بصورة سلبية لدى الشباب والمراهقين الذين تقلُّ أعمارهم عن 25 عاماً، لكن هذه التحذيرات لا تعني تجنّب استخدام مضادات الاكتئاب لعلاج الاكتئاب أو غيره من الحالات لدى الأطفال والمراهقين، وإنّما يُعدّ هذا الأمر مدعاةً لمُراقبة المصاب ومحاولة معرفة طريقة تفكيره ومتابعة حالته مع الطبيب المختص.[14]

محاذير خاصة بمضادات الاكتئاب مُعينة

فيما يأتي بيان لمحاذير استخدام مضادات الاكئتاب لبعض الفئات:[15]

  • مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية: قد لا تكون هذه الأدوية مناسبةٍ للمرضى الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب أثناء نوبات الهوس، أو مرضى السكري من النوع الأول والثاني، أو الصرع، أو أمراض الكلى، أو المُصابين بأمراض النزيف، أو الذين يستخدمون الأدوية التي تزيد من احتمالية تطور النزيف؛ مثل الوارفارين (بالإنجليزية: Warfarin).
  • مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين والنورابينيفرين: قد لا تكون هذه الأدوية مناسبة للمرضى الذين أُصيبو بأمراض القلب أو الذين يُعانون من ارتفاع ضغط الدم غير المسيطر عليه.
  • مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات: قد لا تكون هذه الأدوية مناسبة للمرضى الذين أُصيبو بأمراض القلب أو النوبة القلبية، أو أولئك الذين يُعانون من أمراض الكبد، أو اضطرابات الدم الوراثية المعروف بالبورفيريا (*) (بالإنجليزية: Porphyria)، أو اضطراب ثنائي القطب، أو الفُصام، أو ورم القواتم (*) (بالانجليزية: Pheochromocytoma)، أو تضخم غدة البروستاتا، أو الصّرع.

تفاعلات مضادات الاكتئاب

يُمكن أن تتفاعل مضادات الاكتئاب بشكلٍ مع الأدوية الأخرى، بما في ذلك بعض الأدوية المُتاحة دون وصفةٍ طبيّةٍ، مثل الآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)؛ لهذا يُنصح بقراءة نشرة المعلومات المرفقة مع الدواء لمعرفة الأدوية التي ينبغي تجنبها أثناء تناول مضادات الاكتئاب، أو استشارة الطبيب أو الصيدلاني حول التفاعلات المحتملة لهذه الأدوية، كما تجدر الإشارة إلى ضرورة تجنّب تناول نوعين مختلفين من مضادات الاكتئاب ما لم يصِف الطبيب ذلك تفادياً لأيّ مخاطر مرتبطة بذلك، إذ قد يؤدي استخدام مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية ومثبطات استرداد السيروتونين والنورابينيفرين بالتزامن إلى المُعاناة من متلازمة السيروتونين (بالإنجليزية: Serotonin Syndrome) نظراً لارتفاع مستويات السيروتونين في الدماغ، ويُمكن بيان التفاعلات الأخرى لمضادات الاكتئاب على النّحو الآتي:[16][17]

  • المخدرات: يجدر تجنّب استخدام العقاقير غير القانونية والمخدرات خاصّة أثناء استخدام مضادات الاكتئاب، بما في ذلك الكوكايين (بالإنجليزية: Cocaine)، والهيروين (بالإنجليزية: Heroin)، والكيتامين (بالإنجليزية: Ketamine)، كما أنّ استخدام المخدرات من شأنه أن يزيد من أعراض الاكتئاب والصحة النفسية سوءًا.
  • الكحول: يجدر تجنّب شرب الكحول خاصّة أثناء استخدام مضادات الاكتئاب، إذ إنّ الكحول من شأنه أن يزيد حالة الاكتئاب سوءاً، وقد يزيد من شدّة الآثار الجانبية لبعض مضادات الاكتئاب، مثل مشاكل النّعاس، والدوخة، وضعف التنسيق.[18]
  • نبتة القديس يوحنا المثقبة: أو العرن المثقوب (بالإنجليزية: St. John’s wort)، قد تتفاعل هذه النبتة مع العديد من الأدوية وقد تسبب بعض الأعراض الجانبية؛ مثل الدوخة، والنعاس، وصعوبة التركيز خاصّة عند تناولها إلى جانب الكحول، وبشكلٍ عامّ يُنصح بعدم استخدام أيّ من الوصفات العشبية دون استشارة الطبيب.[19]

الهوامش:

(*) اضطراب الوسواس القهري: وهو حالة نفسية تُدخل المصاب بدوّامة من الهواجس والتصرفات القهرية، فالهواجس هي الأفكار أو المشاعر التي يُعاني منها المصاب بشكل مستمر وبصورة تدفه للقيام بأفعال، وهذه الأفعال هي التصرفات القهرية التي يلجأ إليها المصاب على أمل التخلص من الهواجس التي تشغل باله.[20]

(*) اضطراب القلق العام: وهو الشعور بالقلق الشديد المبالغ فيه حيال ظروف الحياة اليومية على الرغم من عدم وجود داعٍ لذلك.[21]

(*) اضطراب ثنائي القطب: وهو اضطراب نفسي يتمثل بتقلبات غير طبيعية في المزاج، ومستويات الطاقة في الجسم، والقدرة على أداء المهامّ اليومية، وبشكل عام فهو يتمثل بنبات من الهوس وأخرى من الاكتئاب.[22]

(*) اضطراب ما بعد الصدمة: وهو الاضطراب الناجم عن التعرض لحوادث خطيرة أو مخيفة أو مُرعبة، وعلى الرغم من أنّ أغلب الأفراد يُعانون من رد فعل إثر التعرض لهذه المواقف إلا أنّهم عادة ما يعودن لطبيعتهم بشكل طبيعيّ بعد فترة وجيزة من الزمن، وأمّا بالنسبة للأفراد الذين يستمر رد الفعل لديهم فقد يكونون مؤهلين لتشخيص إصابتهم باضراب ما بعد الصدمة.[23]

(*) اضطراب القلق الاجتماعي: وتُعرف هذه الحالة أيضًا بالرهاب الاجتماعي، وتتمثل بالخوف الشديد من التقييم السلبي أو الرفض الاجتماعيّ، فعادة ما يلجؤون لتجنب المواقف التي تُعرضهم لذلك، وفي حال اضطروا لذلك فإنّ علامات القلق الشديدة تبدو عليهم، وقد تظهر على المصابين بهذه المشكلة أعراض جسدية كالتعرق الشديد وزيادة سرعة ضربات القلب وغير ذلك.[24]

(*) البورفيريا: على الرغم من أنّ مركبات البورفرين مهمة لتكوين الهيموغلوبين في الجسم، إلا أنّ ارتفاع نسبة المواد الكيميائية المتتجة للبورفيرنيات بصورة تفوق الحدّ الطبيعيّ يُسبب مشاكل حقيقية، وتُعرف هذه الحالة بالبورفيريا.[25]

(*) ورم القواتم: ههو أحد أنواع الأورام التي تُصيب الغدة الكظرية، والذي يؤدي إلى فرط إنتاج هرموني الأدرينالين والنورأدرينالين.[26]

المراجع

  1. ↑ "Antidepressants", medlineplus.gov, Retrieved 10-10-2019. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Antidepressants", www.nhsinform.scot, Retrieved 10-10-2019. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "All about antidepressants", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 10-10-2019. Edited.
  4. ↑ "antidepressant use among persons aged 12 and over united states"، www.cdc.gov، Retrieved 10-10-2019. Edited.
  5. ↑ "Tricyclic antidepressants and tetracyclic antidepressants", www.mayoclinic.org, Retrieved 10-10-2019. Edited.
  6. ^ أ ب "How Your Depression Medicine Can Affect Your Life", www.webmd.com, Retrieved 14-10-2019. Edited.
  7. ↑ www.nhs.uk, Retrieved 10-10-2019. Edited.
  8. ↑ "Antidepressants, side effects, list, types uses, and alcohol interactions", www.medicinenet.com, Retrieved 10-10-2019. Edited.
  9. ^ أ ب ت "Beyond Prozac: The Most Commonly Prescribed Antidepressants", www.verywellmind.com, Retrieved 10-10-2019. Edited.
  10. ^ أ ب "Antidepressants: Selecting one that's right for you", www.mayoclinic.org,17-11-2017، Retrieved 10-10-2019.
  11. ↑ "antidepressants", www.nhsinform.scot, Retrieved 6-11-2019. Edited.
  12. ↑ "Antidepressant Medication", www.helpguide.org, Retrieved 10-10-2019. Edited.
  13. ↑ "Antidepressants", www.mind.org.uk, Retrieved 10-10-2019. Edited.
  14. ↑ "Antidepressants for children and teens", www.mayoclinic.org, Retrieved 10-10-2019. Edited.
  15. ↑ "Antidepressants"، www.nhsinform.scot، Retrieved 10-10-2019. Edited.
  16. ↑ "Cautions - Antidepressants", www.nhs.uk, Retrieved 10-10-2019. Edited.
  17. ↑ "Antidepressants: Options, Advantages, and Precautions", www.drugs.com, Retrieved 6-11-2019. Edited.
  18. ↑ "Can I drink alcohol if I'm taking antidepressants?", www.nhs.uk, Retrieved 10-10-2019. Edited.
  19. ↑ "Antidepressants and Alcohol Interactions", www.drugs.com, Retrieved 10-10-2019. Edited.
  20. ↑ "What is OCD?", iocdf.org, Retrieved 10-10-2019. Edited.
  21. ↑ "Generalized Anxiety Disorder", www.webmd.com, Retrieved 10-10-2019. Edited.
  22. ↑ "Bipolar Disorder", www.nimh.nih.gov, Retrieved 10-10-2019. Edited.
  23. ↑ "Post-Traumatic Stress Disorder", www.nimh.nih.gov, Retrieved 10-10-2019. Edited.
  24. ↑ "Social Anxiety Disorder", adaa.org, Retrieved 10-10-2019. Edited.
  25. ↑ "Porphyria", www.mayoclinic.org, Retrieved 10-10-2019. Edited.
  26. ↑ "Pheochromocytoma", medlineplus.gov, Retrieved 10-10-2019. Edited.