ما أسباب فقر الدم وعلاجه

ما أسباب فقر الدم وعلاجه
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

فقر الدم

تحمل خلايا الدم الحمراء الهيموجلوبين (بالإنجليزية: Hemoglobin) المحمّل بالحديد الذي ينقل الأكسجين من الرئتين إلى أجزاء الجسم المختلفة، ولذلك تُعدّ خلايا الدم الحمراء مهمةً لحياة الإنسان، وإنّ حدوث نقصٍ في عدد كريات الدم الحمراء يُعرف بفقر الدم (بالإنجليزية: Anemia)، وتجدر الإشارة إلى أن نسبة الإصابة بفقر الدم في العالم تبلغ ما يقارب 25%، وفي الحقيقة هناك أكثر من 400 نوعٍ لفقر الدم، ولكن يمكن تصنيفها في ثلاث مجموعات رئيسية؛ أمّا المجموعة الأولى ففيها يحدث فقر الدم بسبب عدم إنتاج الجسم العدد الكافي من كريات الدم الحمراء، أو إنتاج خلايا دم حمراء غير طبيعية، وأمّا المجموعة الثانية فيُعزى فقر الدم فيها إلى تكسير خلايا الدم الحمراء بشكلٍ يزيد عن الحد الطبيعيّ، وأمّا المجموعة الأخيرة فينتج فقر الدم فيها عن فقد الدم بالنزيف وما شابه.[1]

أسباب فقر الدم

يمكن تصنيف أسباب فقر الدم بالاعتماد على المجموعة الرئيسية التي ينتمي إليها كما يأتي:[1]

  • فقر الدم الناتج عن فقد الدم أو النزيف: يُعدّ فقر الدم الناجم عن عوز الحديد (بالإنجليزية: Iron Deficiency Anemia) أكثر أشكال فقر الدم الناتج عن فقد الدم شيوعاً، ويمكن القول أنّ فقد الدم (بالإنجليزية: Blood Loss) قد يكون حاداً سريعاً كما هو الحال في النزف الناتج عن الجراحة، أو ولادة الجنين، أو الحوادث، أو تمزق وعاءٍ دمويٍّ، وقد يكون النزف مزمناً ويحدث على فتراتٍ طويلة من الوقت كما هو الحال في قرحة المعدة، والأورام، والسرطانات، وتجدر الإشارة إلى أنّ النزف المزمن أكثر شيوعاً من الحاد. ومن الأسباب الأخرى التي تندرج في هذه المجموعة:
  • فقر الدم الناتج عن خللٍ في إنتاج حلايا الدم الحمراء: ومن أسباب فقر الدم التي تندرج ضمن هذه المجموعة ما يأتي:
  • فقر الدم الناتج عن تكسير خلايا الدم الحمراء: في الوضع الطبيعيّ تعيش خلايا الدم الحمراء 120 يوماً من لحظة إنتاجها، ثم يقوم الجسم بالتخلص منها، ولكن في حالات فقر الدم الناتج عن تكسير خلايا الدم الحمراء؛ يتخلص الجسم من خلايا الدم الحمراء قبل بلوغها 120 يوماً في عمليةٍ تُعرف بانحلال الدم (بالإنجليزية: Hemolysis)، ومن الأسباب المؤدية إلى ذلك ما يأتي:
  • أمراض الجهاز الهضمي مثل التهاب المعدة (بالإنجليزية: Gastritis)، والبواسير (بالإنجليزية:Hemorrhoids).
  • استعمال مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (بالإنجليزية: (Nonsteroidal anti-inflammatory drugs (NSAIDs) مثل الأيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen) والأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin).
  • نزف الدورة الشهرية (بالإنجليزية: Menstrual bleeding).
  • فقر الدم المنجلي (بالإنجليزية: Sickle cell anemia)، وفي هذا النوع من فقر الدم تنتج خلايا الدم الحمراء بشكل غير طبيعي تُشبه الهلال (بالإنجليزية: Crescent)، وتمتاز هذه الخلايا بقدرتها على التكسر بشكل سريع جداً، بالإضافة إلى إمكانية التصاقها بجدران الأوعية الدموية الصغيرة مسببة الألم.
  • فقر الدم الناجم عن عوز الحديد (بالإنجليزية: Iron Deficiency Anemia)، قد يحدث خلل في إنتاج خلايا الدم الحمراء بسبب نقص الحديد الذي يحتاجه الجسم لتكوين خلايا الدم الحمراء، وقد يحدث نقص الحديد نتيجةً لسوء التغذية، أو تكرار التبرّع بالدم، أو الدورة الشهرية، أو مشاكل في الجهاز الهضمي مثل داء كرون (بالإنجليزية: Crohn's disease)، أو نتيجة اسئصال جزء من الجهاز الهضمي، وغيرها.
  • مشاكل نخاع العظم والخلايا الجذعية: إنّ إصابة نخاع العظم (بالإنجليزية: Bone marrow) المسؤول عن إنتاج خلايا الدم الحمراء بمرضٍ مثل اللوكيميا (بالإنجليزية: leukemia) تؤدي إلى خللٍ في إنتاج خلايا الدم الحمراء وبالتالي فقر الدم، وكذلك فإنّ وجود الخلايا الجذعية بأعداد قليلة أو عدم وجودها تماماً يتسبّب بما يُعرف بفقر الدم اللاتنسجي (بالإنجليزية: Aplastic Anemia)، وقد يحدث ما يُعرف بالثلاسيميا وتسمى كذلك فقر دم حوض البحر الأبيض المتوسط (بالإنجليزية: Thalassemia) بسبب عدم نموّ ونضج خلايا الدم الحمراء بشكلٍ سليم.
  • فقر الدم الناجم عن عوز الفيتامينات (بالإنجليزية: Vitamin deficiency anemia): إنّ نقص أيّ من فيتامين ب12 أو حمض الفوليك يتسبّب بفقر الدم، وذلك لأنّ فيتامين ب12 وحمض الفوليك مهمّان لإنتاج خلايا الدم الحمراء، ومن أنواع فقر الدم الناتج عن نقص الفيتامينات فقر الدم الضَّخم الأرومات (بالإنجليزية: Megaloblastic anemia)، وفقر الدم الوبيل أو المعروف بفقر الدم الخبيث (بالإنجليزية: Pernicious anemia).
  • فقر الدم الانحلالي الناجم عن المناعة الذاتية (بالإنجليزية: Autoimmune hemolytic anemia)؛ إذ يهاجم جهاز المناعة خلايا الدم الحمراء فيقوم بتكسيرها.
  • بعض أنواع المضادات الحيوية.
  • المواد السامة الناتجة عن المراحل المتقدمة من أمراض الكلى والكبد.
  • ارتفاع الضغط الحادّ (بالإنجليزية: Severe hypertension).
  • تضخم الطحال (بالإنجليزية: Enlargement of the spleen).
  • الإصابة بالعدوى (بالإنجليزية: Infections).
  • صمامات القلب الاصطناعية (بالإنجليزية: Prosthetic heart valves).
  • مشاكل في تخثّر الدم.
  • سُمّ الأفعى والعنكبوت.

علاج فقر الدم

يعتمد علاج فقر الدم على علاج المُسبّب، وفيما يأتي علاج أكثر حالات فقر الدم انتشاراً:[2]

  • فقر الدم الناجم عن عوز الحديد: يعتمد علاج فقر الدم الناجم عن عوز الحديد على تغيير نمط الغذاء وأخذ مكمّلات الحديد، ويجدر التنبيه إلى ضرورة إيقاف نزف الدم والسيطرة عليه في الحالات التي يكون فيها النزف هو المسبب لهذا النوع من فقر الدم، ويُستثنى من ذلك نزف الدورة الشهرية.
  • فقر الدم الناجم عن عوز الفيتامينات: يمكن علاج فقر الدم الناجم عن نقص فيتامين ب12 وحمض الفوليك بالحرص على تناول الأطعمة الغنية بهذه العناصر بالإضافة إلى أخذ المكمّلات الغذائية. ومن الجدير بالذكر أنّ بعض حالات فقر الدم الناجم عن نقص الفيتامينات يكون سببها سوء امتصاص فيتامين ب12؛ وعندها يجب إعطاء فيتامين ب12 على شكل حقن؛ إذ تُعطى هذه الحقن مرةً كلّ يومين في بداية العلاج، ثم مرة في الشهر، وقد يحتاج المصاب لأخذ الحقن طول حياته.
  • فقر الدم الناجم عن الأمراض المزمنة: في هذه الحالات يتركّز جهد الطبيب على علاج المرض المُسبّب إن أمكن، وقد يُلجأ لعمليات نقل الدم (بالإنجليزية: Blood Transfusion)، وقد يُلجأ كذلك لإعطاء حقن من هرمون الإريثروبويتين (بالإنجليزية: Erythropoietin) الصناعيّ؛ إذ يعمل كعمل هرمون الإريثروبويتين الموجود طبيعياً في الجسم والذي يُحفز عملية إنتاج خلايا الدم الحمراء، ويُخفف الشعور بالتعب والإرهاق الناجمين عن فقر الدم، وتجدر الإشارة إلى أنّ إفراز هذا الهرمون يتمّ من قبل الكلى.
  • فقر الدم اللاتنسجي: وفي هذا الحالات يعتمد العلاج على درجة إصابة نخاع العظم؛ فإذا كان نخاع العظم تالفاً وليس بمقدوره تصنيع خلايا سليمة فإنّ العلاج الأمثل يكون بالقيام بعملية زراعة نخاع العظم (بالإنجليزية: Bone Marrow Transplant)، ولكن إذا لم يكن المرض شديداً قد يكتفي الطبيب بإجراء عمليات نقل الدم بين الحين والآخر.
  • أمراض نخاع العظم: وفيها يتم العلاج باستعمال بعض أنواع الأدوية، والعلاجات الكيماوية، وقد يُلجأ لعملية زراعة نخاع العظم.
  • فقر الدم الانحلالي: إذا كانت العدوى هي المسببة لفقر الدم الانحلالي فإنّ علاجها يُسيطر على مشكلة فقر الدم، ويُنصح بالامتناع عن تناول الأدوية المسببة لفقر الدم الانحلالي إذا كانت بالفعل قد تسبّبت به، وكذلك لا بُدّ من إعطاء أدوية مثبّطة للمناعة في الحالات التي يهاجم فيها جهاز المناعة خلايا الدم الحمراء مسبّباً إتلافها. وتجدر الإشارة إلى احتمالية اللجوء لعمليات استئصال الطحال، أو نقل الدم، أو استخراج البلازما (بالإنجليزية: Plasmapheresis) التي تتمّ فيها فلترة الدم وتنقيته.
  • فقر الدم المنجليّ: يهدف علاج فقر الدم المنجليّ إلى تخفيف الألم ومحاولة تجنب حدوث المضاعفات، ويعتمد العلاج على إعطاء الأكسجين، والأدوية المُسكّنة للألم، والسوائل عن طريق الفم أو الحقن. وقد يصرف الأطباء بعض المضادات الحيوية، والمكمّلات الغذائية، ودواء هيدروكسي يوريا (بالإنجليزية: Hydroxyurea)، بالإضافة إلى احتمالية اللجوء لعمليات نقل الدم وزراعة نخاع العظم.
  • الثلاسيميا: يمكن السيطرة على الثلاسيميا عن طريق عمليات نقل الدم، وصرف الأدوية والمكملات الغذائية، بالإضافة إلى احتمالية استئصال الطحال، والقيام بعمليات زراعة نخاع العظم.

الوقاية من فقر الدم

يمكن الوقاية من فقر الدم الناتج عن نقص الحديد والفيتامينات باتباع نظام غذائي صحيّ، والحرص على تناول الأطعمة الغنية بالحديد والفيتامينات اللازمة لإنتاج خلايا الدم الحمراء، وكذلك لا بُدّ من علاج الأمراض المسببة لفقر الدم لتحنّب حدوث فقر الدم أو تجنّب عودته مرة أخرى، ويجدر بالمصاب إخبار الطبيب عن كافة الأعراض والعلامات التي يُعاني منها للمساعدة على حل المشكلة والوقاية من تكرارها مستقبلاً.[3]

المراجع

  1. ^ أ ب "Everything you need to know about anemia", www.medicalnewstoday.com, Retrieved November 25, 2017. Edited.
  2. ↑ "Anemia", www.mayoclinic.org, Retrieved November 25, 2017. Edited.
  3. ↑ "How Can Anemia Be Prevented?", www.nhlbi.nih.gov, Retrieved November 25, 2017. Edited.