ما هي أسباب رائحة الفم

رائحة الفم الكريهةتُعدّ الرائحة الكريهة للفم (بالإنجليزية: Halitosis) من الشكاوى الشائعة في المجتمعات، والتي تُسبب الإحراج والضغط النفسي للأشخاص الذين يُعانون

رائحة الفم الكريهة

تُعدّ الرائحة الكريهة للفم (بالإنجليزية: Halitosis) من الشكاوى الشائعة في المجتمعات، والتي تُسبب الإحراج والضغط النفسي للأشخاص الذين يُعانون منها؛ وتجدر الإشارة إلى أنّ ما يُقدّر بحوالي شخصاً واحد من كل أربعة أشخاص يُعاني من هذه المشكلة[1]، كما وتُشير الدراسات إلى أنّ حوالي 50% من الأشخاص البالغين سبق وأن عانوا منها في فترة ما من فترات حياتهم،[2] وعلى الرّغم من انتشار العلكة وغسولات الفم في الأسواق، إلا أنّ لهذه المنتجات أثراً مؤقتاً فقط في حل هذه المشكلة لأنّها لا تُعالج المسبب الأساسي لظهور الرائحة الكريهة.[3]

أسباب رائحة الفم الكريهة

تتعدّد الأسباب المؤدّية إلى انبعاث رائحة كريهة من الفم، ويُمكن بيان أهمها على النحو الآتي:[3]

• تجمُّع بقايا الطعام: تعمل بقايا الطعام العالقة في الفم على زيادة البكتيريا، وبالتالي حدوث رائحة كريهة للفم، خاصّة بعض الأطعمة من مثل: الثوم، والبصل، والبهارات. كما ويؤدي هضم هذه الأطعمة ودخولها إلى مجرى الدم ومن ثمّ إلى الرئتين إلى حدوث رائحة كريهة للنفس.
• التدخين: بالإضافة إلى رائحة الدخان الكريهة، فإنّ المدخنين يُعدّون أكثر عرضةً للإصابة بأمراض اللثة، التي تعدّ بدورها سبباً آخر لظهور رائحة فم كريهة.
• قلة العناية بنظافة الفم: يُساعد تفريش الأسنان واستخدام خيط الأسنان بانتظام على إزالة بقايا الطعام العالقة بين الأسنان، وبالتالي التخفيف من البكتيريا والرائحة الناتجة عنها، وعلى العكس من ذلك يؤدي الإهمال في تنظيف الأسنان إلى تكوّن طبقة ملاصقة للأسنان من البكتيريا، تُسمّى البلاك (بالإنجليزية: Plaque)، تُهيّج اللثة وتسبب التهابها. ومن الجدير بالذكر أنّ الأشخاص الذين يستخدمون أطقم الأسنان ولا يداومون على تنظيفها بانتظام سيعانون من نفس المشكلة أيضاً.[1]
• جفاف الفم: يلعب اللعاب دوراً مهمّاً في تنظيف الفم وغسله باستمرار، وتؤدي قلة اللعاب إلى تعطّل هذا الدور. وتتعدّد أسباب جفاف الفم، ومنها: استخدام بعض الأدوية، ووجود مشاكل في الغدد اللعابية، والتنفس من الفم فقط.[2]
• الصيام: يعمل الصيام والأنظمة الغذائية قليلة الكربوهيدرات على استهلاك الدهون في الجسم وتكوّن مركبات تُسمّى الكيتونات (بالإنجليزية: Ketones)، تُظهر رائحة قوية للفم.[1]
• تناول بعض أنواع الأدوية: تؤدي بعض الأدوية لحدوث جفاف في الفم كأحد أعراضها الجانبية، وبالتالي ظهور رائحة فم كريهة، ومن هذه الأدوية على سبيل المثال لا الحصر: النترات (بالإنجليزية: Nitrates) المستخدمة في علاج الصداع النصفي، وبعض علاجات السرطانات الكيماوية. ومن الجدير بالذكر أنّ الأشخاص الذين يتناولون كميات كبيرة من حبوب الفيتامينات قد يعانون من مشكلة رائحة الفم أيضاً.[1]
• وجود مشاكل صحية في الفم: تعمل بعض مشاكل الفم الصحية من مثل التهابات اللثة، ونخور الأسنان على حدوث رائحة كريهة للفم.[4]
• الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي: من مثل: التهاب الحلق، أو الأنف، أو الجيوب.[3]
• أسباب أخرى: تؤدي بعض الأمراض إلى ظهور رائحة كريهة للفم مثل: السرطانات، والارتداد المعوي (بالإنجليزية: GERD). وتجدر الإشارة إلى أنّ رائحة الفم الكريهة عند الأطفال الصغار قد تكون بسبب جسم صغير مثل قطعة طعام عالقة في الأنف.[3]

علاج رائحة الفم الكريهة

هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها الوقاية من مشكلة رائحة الفم الكريهة والتخفيف منها، ونذكر من هذه الطرق ما يأتي:[1][5]

• العناية بنظافة الفم: وذلك بتفريش الأسنان مرتين يومياً باستخدام معجون أسنان يحتوي على الفلورايد خاصةً بعد الوجبات؛ لإزالة بقايا الطعام والبلاك، مع مراعاة تفريش اللسان أيضاً. وتجدر الإشارة إلى أنّه يُنصح بتغيير فرشاة الأسنان كل شهرين إلى ثلاثة أشهر أو بعد الإصابة بمرض، كما ويُنصح باستخدام خيط الأسنان مرة يومياً لإزالة بقايا الطعام؛ حيث إنّ تفريش الأسنان يُزيل ما نسبته 60% فقط منها، وكذلك يُنصح باستخدام غسول للفم مرة يومياً. وبالنسبة للأشخاص الذين يستخدمون طقم الأسنان فيجب الانتباه إلى ضرورة تنظيفه بشكل جيد عند انتزاعه ليلاً قبل معاودة استخدامه في اليوم التالي.
• مراجعة طبيب الأسنان بانتظام: يُنصح بزيارة طبيب الأسنان مرتين سنوياً، حيث يقوم بفحص الفم بشكل كامل وملاحظة وجود أي مشاكل من مثل التهابات اللثة، ونخور الأسنان، وجفاف الفم، والتي بدورها قد تؤدي إلى ظهور رائحة كريهة للفم.
• الامتناع عن التدخين: وعند الإقدام على الإقلاع عن التدخين، يُمكن لطبيب الأسنان المساعدة في تقديم بعض النصائح التي تُعين على تركه.
• شرب كميات كافية من الماء: يُساعد الماء على إبقاء الفم رطباً، ويقوم اللعاب بدوره بغسل الفم وتنظيفه، كما أنّ مضغ العلكة خاصة تلك الخالية من السكر والتي تحتوي مادة الزايلتول (بالإنجليزية: Xylitol) يفيد في إبقاء الفم رطباً، حيث إنّ عملية المضغ تحفّز من عملية إنتاج اللعاب. ومن الجدير بالذكر أنّه وفي حال كان جفاف الفم شديداً قد يصف الطبيب بعض الأدوية المحفزة لإنتاج اللعاب.
• إنشاء قائمة بالأطعمة والأدوية المتناولة: خاصةً تلك التي من الممكن أن تكون السبب في ظهور رائحة كريهة للفم، إذ يُنصح بتدوين هذه الأطعمة والأدوية التي يتمّ تناولها واستشارة طبيب الأسنان فيما إذا كان لها دورٌ في ظهور مشكلة رائحة الفم أم لا.

مراجعة الطبيب

في حال وجود رائحة كريهة للفم يُمكن زيارة طبيب الأسنان كما أسلفنا، لتحديد سبب المشكلة والقيام بعلاجها إن كان سببها عائداً إلى الفم كما هو الحال في معظم الحالات، وفي بعض الأحيان قد يقوم طبيب الأسنان بتحويل المريض إلى أخصائي لثة ليعالج التهابات اللثة إن استدعى الأمر ذلك، وقد يُحوّل الشخص إلى طبيب الأسرة أو إلى طبيب اختصاصي آخر في حال كان السبب ليس عائداً إلى الفم.[5]

أمراض الفم

قد يتعرّض الفم لبعض الأمراض، والتي من أهمها: تسوس الأسنان والتهاب اللثة. أما التسوس فيحدث نتيجة النشاط البكتيري في الفم، حيث إنّه قد يؤدي إلى فقدان بعض المعادن من أسطح الأسنان ومن ثمّ إحداث نخور أو حفر فيها.[6] أما التهاب اللثة فيحدث عادةً نتيجة لإهمال نظافة الفم، حيث تصبح اللثة ذات لون أحمر ومنتفخة وتنزف بسرعة، ويمكن علاج هذا الالتهاب بمساعدة طبيب الأسنان وبزيادة الاهتمام بنظافة الفم.[7] ومن الجدير بالذكر أنّ هناك العديد من العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بالتهاب اللثة، مثل: السكري، والتدخين، والتغيرات الهرمونية لدى النساء، إضافة للسمنة، وسوء التغذية، وبعض الأدوية المستخدمة في التقليل من اللعاب في الفم.[8]

المراجع

1. ^ أ ب ت ث ج "Everything you need to know about bad breath", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 12-2-2019. Edited.
2. ^ أ ب "Bad Breath: 6 Causes (and 7 Solutions)", www.mouthhealthy.org, Retrieved 12-2-2019. Edited.
3. ^ أ ب ت ث "Bad breath", www.mayoclinic.org, Retrieved 18-2-2019. Edited.
4. ↑ "Bad Breath", www.medlineplus.gov, Retrieved 12-2-2019. Edited.
5. ^ أ ب "Dental Health and Bad Breath", www.webmd.com, Retrieved 12-2-2019. Edited.
6. ↑ "Oral Health & Disease Prevention", www.dentalhealth.ie, Retrieved 14-2-2019. Edited.
7. ↑ "TYPES OF GUM DISEASE", www.perio.org, Retrieved 14-2-2019. Edited.
8. ↑ "Periodontitis", www.healthline.com, Retrieved 14-2-2019. Edited.

المقال السابق: ما هي أسباب برودة القدمين
المقال التالي: ما هي أعراض مسمار القدم