ما أسباب مرض السكري

ما أسباب مرض السكري
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

مرض السكري

يمكن تعريف مرض السكري على أنّه مشكلة صحية مزمنة يُعاني فيها المصاب من ارتفاع حادّ في مستويات السكر في الدم بسبب عدم فعالية الإنسولين المفرز، أو عدم إفرازه كما يجب بالكميات المطلوبة من قبل خلايا البنكرياس، وهذا ما يؤدي إلى تراكم السكر في الدم وبالتالي إلحاقه الضرر بخلايا الجسم المختلفة وخاصة الأوعية الدموية والأعصاب، وفي الحقيقة قُدّر عدد المصابين بمرض السكري في أنحاء العالم بما يُقارب 150 مليوناً، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا العدد بحلول عام 2025م، ويُعزى هذا التوقع في الزيادة الملحوظة إلى طبيعة ممارسات الحياة غير الصحية، وما يترتب عليها من مشاكل زيادة الوزن والسمنة، بالإضافة إلى أنّ الزيادة في نسبة المصابين بمرض السكري ترتبط ارتباطاً وثيقاً بزيادة عدد السكان، وتقدم أعمارهم، هذا وإنّ الزيادة المتوقعة غالباً ما ستكون في الدول النامية.[1]

ويجدر بالذكر أنّ أهل العلم والاختصاص قد فصّلوا في أنواع مرض السكري، فبيّنوا أنّ هناك نوعين أساسيين له، بالإضافة إلى النوع الذي يحدث خلال الحمل، أمّا النوعان الأساسيان فيُعرفان بالنوع الأول من مرض السكري (بالإنجليزية: Type 1 Diabetes)، والنوع الثاني من مرض السكري (بالإنجليزية: Type 2 Diabetes)، ومن أكثر الأعراض والعلامات التي تظهر على المصابين بالنوع الأول من مرض السكري: كثرة التبول، وكثرة الشعور بالعطش، بالإضافة إلى الشعور بالتعب والإعياء العام، وكذلك المعاناة من نقص أو فقدان الوزن، أمّا في حال الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري فإنّ المصاب غالباً لا تظهر عليه أية أعراض أو علامات تدل على معاناته من المرض في السنين الأولى من الإصابة، وبتقدم المرض تبدأ المضاعفات بالظهور، وقد يُدرك الشخص إصابته بالمرض بعد ظهور مضاعفات المرض، ولكن هذا لا يمنع أنّ هناك العديد من الحالات التي تظهر فيها أعراض الإصابة من البداية والتي تُشبه أعراض وعلامات الإصابة بالنوع الأول من السكري.[1]

أسباب مرض السكري

أسباب النوع الأول من مرض السكري

يُعزى سبب حدوث مرض السكري من النوع الأول إلى مهاجمة الجهاز المناعي في الجسم لخلايا بيتا الخاصة بالبنكرياس والمسؤولة عن إفراز الإنسولين، وقد فسر الباحثون حدوث هذه المهاجمة بسبب وجود عامل جينيّ لدى المصاب، بالإضافة إلى تعرّضه لعوامل بيئية قد تُحفّز ظهور المرض، ومن هذه العوامل البيئية نذكر ما يأتي:[2]

  • العوامل الجينية: وُجد أنّ 90% من الأشخاص المصابين بمرض السكري من النوع الأول يحملون جينات تجعلهم أكثر عُرضة للمعاناة من هذا المرض، وإنّ أكثر ما لُوحظ هذا الأمر بين الأشخاص الذين يقطنون إسكندنافيا وجزيرة سردينيا.
  • تكوّن مولدات الضد الذاتية: (بالإنجليزية: Autoantigens)، فقد وُجد أنّ هناك بعض الحالات التي يمكن أن يتعرّض فيها البنكرياس للضرر كما هو الحال عند إصابته بالعدوى، فيتمّ إطلاق مولدات ضد من قبل الجسم ذاته، لتعمل على تحفيز الجهاز المناعيّ، والذي يعمل بدوره على تدمير ومهاجمة خلايا بيتا الموجودة في البنكرياس.
  • التعرّض للفيروسات: وُجد أنّ تعرّض المصاب لبعض أنواع الفيروسات يلعب دوراً مهمّاً في ظهور مرض السكري من النوع الأول والإصابة به، ومن هذه الفيروسات: فيروس كوكساكي (بالإنجليزية: Coxsackievirus)، وفيروس الحصبة الألمانية (بالإنجليزية: Rubella virus)، وفيروس مضخم للخلايا (بالإنجليزية: Cytomegalovirus)، والفيروس الرجوعي أو الفيروس الراجع (بالإنجليزية: Retroviruses)، وفيروس إبشتاين-بار (بالإنجليزية: Epstein–Barr virus).
  • طبيعة الغذاء: فقد تبيّن أنّ نقص فيتامين د في الغذاء، ووجود مادة النترات في الماء المخصص للشرب يلعب دوراً في الإصابة بمرض السكري من النوع الأول.

أسباب النوع الثاني من مرض السكري

يُصاب الشخص بمرض السكري من النوع الثاني في الحالات التي يُعاني فيها الجسم من مقاومة خلاياه للإنسولين المفرز، أو عدم إنتاج خلايا البنكرياس حاجة الجسم من الإنسولين، ويجدر بيان أنّ السبب الذي يؤدي إلى معاناة الشخص من هذا النوع من مرض السكري غير معروف، ولكن يُعتقد أنّ مجموعة من العوامل تزيد فرصة إصابة الشخص بهذا المرض، ومنها: المعاناة من زيادة الوزن، وخاصة في حال كانت الدهون الزائدة متراكمةً في منطقة البطن، وقلة النشاط البدني، ووجود تاريخ عائليّ للإصابة بالمرض ذاته، وتقدم الإنسان في العمر، والمعاناة من متلازمة تكيس المبايض (بالإنجليزية: Polycystic ovarian syndrome) عند النساء، والإصابة بسكري الحمل، بالإضافة إلى الإصابة بمرحلة ما قبل السكري أو ما يُعرف بمقدمات السكري (بالإنجليزية: Prediabetes).[3]

أسباب سكري الحمل

كما هو معروف فإنّ الإنسولين يساعد على عملية إدخال الغلوكوز إلى الخلايا للاستفادة منها، وفي حال حدوث الحمل فإنّ المشيمة تعمل على إفراز مجموعة من الهرمونات التي تُعاكس في عملها هرمون الإنسولين، وهذا بدوره يُسفر عن ارتفاع مستويات السكر في الدم، وإنّ هذا الأمر طبيعيّ للغاية في حالات الحمل، ولكن بشرط ألا يتجاوز الأمر حدوث ارتفاع طفيف في مستويات السكر في الدم بعد تناول الوجبات فقط، وأمّا في حال الإصابة بسكري الحمل، فإنّ المشيمية تفرز كمية كبيرة من هذه الهرمونات، ممّا يؤدي إلى حدوث ارتفاعٍ حاد في مستويات السكر في الدم، وعلى الرغم من عدم قدرة العلماء على تفسير سبب إصابة بعض النساء بسكري الحمل وعدم إصابة البعض الآخر، فإنّ هناك مجموعة من عوامل الخطر التي تزيد فرصة الإصابة بسكري الحمل، ومن هذه العوامل: زيادة عمر الحامل عن 25 عاماً، وكذلك التاريخ الشخصي أو العائلي للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وزيادة الوزن، والنساء ذات اللون الأسود أو غير الأبيض عموماً.[4]

المراجع

  1. ^ أ ب "Diabetes mellitus", www.who.int, Retrieved June 18, 2018. Edited.
  2. ↑ "Type 1 Diabetes: Causes and Symptoms", www.medicalnewstoday.com, Retrieved June 18, 2018. Edited.
  3. ↑ "Type 2 diabetes", www.mayoclinic.org, Retrieved June 18, 2018. Edited.
  4. ↑ "Gestational diabetes", www.mayoclinic.org, Retrieved June 18, 2018. Edited.