ما أسباب الجلطة الدماغية

ما أسباب الجلطة الدماغية

الجلطة الدماغية

تُعتبر الجلطة الدماغيّة أو السكتة الدماغيّة (بالإنجليزية: Stroke) إحدى الحالات الصحيّة الخطيرة، والتي تستدعي التدخل الطبيّ الفوريّ، وتحدث نتيجة ضعف أو توقف تدفق الدم إلى أحد أجزاء الدماغ، وذلك بسبب انسداد أو تمزّق أحد الأوعية الدمويّة داخله، مما يؤدي إلى ضعف تروية الدماغ بالأكسجين، والعناصر الغذائيّة الهامّة، ممّا قد يتسبّب بموت بعض خلاياه، وتُعتَبر الإصابة بالجلطة الدماغيّة السبب الخامس من بين أكثر أسباب الوفاة في الولايات المتحدة الأمريكية، حيثُ تبلغ عدد الإصابات بالسكتة الدماغية ما يقارب 800 ألف إصابة سنويّاً، وتشكل نسبة خطر إصابة الرجال بالجلطة الدماغيّة في عمر مبكر، النسبة الأعلى مقارنة بنسبة إصابة النساء، ولكن تكون نسبة الوفيات نتيجة الإصابة لدى النساء أعلى من نسبة الوفيات لدى الرجال، ومن الجدير بالذكر أنّ أفضل طريقة لتجنّب الإصابة بالجلطة الدماغيّة، هي اتّباع نمط حياة صحيّ، وعلاج المشاكل الصحيّة التي قد تزيد من خطر الإصابة بالجلطة الدماغيّة.[1][2]

أسباب الإصابة بالجلطة الدماغية

يتمّ تقسيم السكتات الدماغيّة إلى ثلاث أنواع رئيسيّة: النوع الأول هو السكتة الإقفاريّة (بالإنجليزية: Ischemic stroke)، التي تحدث نتيجة انسداد أحد الأوعية الدمويّة المغذيّة للدماغ، والنوع الثاني وهي السكتة الدماغيّة النزفيّة (بالإنجليزية: Hemorrhagic stroke)، وتحدث بسبب تمزق أحد الأوعية الدمويّة، والنوع الثالث ويطلق عليها مصطلح النوبة الإقفاريّة العابرة (بالإنجليزية: Transient ischemic attack) واختصاراً TIA، وتحدث بسبب بعض حالات السكتة الدماغيّة الخفيفة التي لا تؤدي إلى حدوث ضرر دائم.[3]

السكتة الدماغية الإقفارية

تشكّل نسبة الإصابة بهذا النوع من الجلطات 80% من الحالات تقريباً، وتحدث نتيجة تضيّق الأوعية الدمويّة أو انسدادها، ممّا يؤدي إلى ضعف أو توقف تدفق الدم إلى أحد أجزاء الدماغ، ويعود ذلك إلى سببين رئيسيين، أمّا السبب الأول فيحدث نتيجة تشكّل الخثرات الدمويّة في أحد الشرايين المغذيّة للدماغ، وقد يكون سبب هذه الخثرة هو الإصابة بتصلّب الشرايين، وأمّا السبب الثاني فيعود إلى تشكّل الخثرات الدمويّة في أحد أجزاء الجسم الأخرى، وغالباً ما تحدث في القلب، وتنتقل إلى الدماغ مع جريان الدم.[3]

السكتة الدماغية الإقفارية العابرة

تتشابه أسباب هذا النوع من السكتة الدماغيّة، مع أسباب الجلطة الدماغيّة الإفقاريّة، ولكن في هذه الحالة يكون الأثر محدوداً وتنقطع التروية الدمويّة إلى الدماغ بشكلٍ مؤقت، ولا تؤدي إلى ضررٍ دائم، وقد تزول الأعراض خلال عدّة دقائق، ولكن تجدر الإشارة إلى أنّ الإصابة بهذا النوع يزيد من خطر الإصابة بالجلطات الدماغية في المستقبل، لذلك يجدر الاتصال بالطوارئ على الفور واتّخاذ التدابير العلاجيّة اللازمة، حتى في حال اختفاء الأعراض.[1]

السكتة الدماغية النزفيّة

تحدث الإصابة بالجلطة الدماغيّة النزفيّة نتيجة تمزّق أحد الأوعيّة الدمويّة في الدماغ وحدوث النزيف، حيث إنّ هناك عدداً من المشاكل الصحيّة التي تؤدي إلى ذلك، مثل ضعف جدار أحد الأوعية الدمويّة أو تمدده، ونتيجة عدم السيطرة على ضغط الدم المرتفع، وتناول كميّات كبيرة من الأدوية المضادّة للتخثر (بالإنجليزية: Anticoagulants)، وفي بعض الحالات النادرة يمكن أنّ يكون النزيف ناجماً عن الإصابة بالتشوه الشريانيّ الوريديّ (بالإنجليزية: Arteriovenous malformation)، وتُقسم الجلطة الدماغيّة النزفيّة إلى قسمين رئيسيين، على النحو التالي:[3]

  • النزيف داخل الدماغ: (بالإنجليزية: Intracerebral hemorrhage) حيثُ يؤدي تمزق أحد الأوعية الدمويّة داخل الدماغ إلى حدوث نزيف دمويّ على الأنسجة المحيطة به، ممّا يلحق الضرر بهذه الأنسجة، كما يؤدي إلى ضعف إيصال الدم إلى أجزاء أخرى من الدماغ، ممّا يؤدي إلى تضرّر هذه الأجزاء أيضاً.
  • النزيف تحت العنكبوتيّة: (بالإنجليزية: Subarachnoid hemorrhage) يحدث هذا النوع من النزيف في الغالب نتيجة تمزق أحد الأوعية الدمويّة الموجودة في الجزء الخارجي للدماغ والمصابة بالتمدد الوعائي (بالإنجليزية: Aneurysm)، ويؤدي إلى النزيف في الجزء الواقع بين الدماغ والجمجمة، ويصاحب هذا النوع عادةً الشعور بألم مفاجئ وشديد في الرأس، وقد تتقلص الأوعية الدمويّة وتتمدد بطريقة غير منتظمة، ممّا يؤدي إلى حدوث ضرر في أنسجة وخلايا الدماغ.

مضاعفات الإصابة بالسكتة الدماغيّة

قد تصاحب الإصابة بالسكتة الدماغيّة العديد من المضاعفات الصحيّة الخطيرة، وتعتمد شدّة المضاعفات على نوع السكتة الدماغيّة، والقدرة على علاجها في الوقت المناسب، وفي ما يأتي بيان لبعض هذه المضاعفات:[4]

  • الإصابة بالشلل: في بعض الحالات قد تتسبّب الإصابة بالسكتة الدماغيّة بالشلل، فقد يؤدي تضرر الجانب الأيمن من الدماغ إلى حدوث شلل في الأجزاء اليسرى من الجسم، وينطبق الشيء ذاته على الجانب الآخر، أي أنّ تضرر الجانب الأيسر من الدماغ قد يؤدي إلى حدوث شلل في الأجزاء اليمنى من الجسم.
  • المعاناة من صعوبة التحدّث: قد تؤدي الجلطة الدماغيّة إلى حدوث ضرر في الجزء المسؤول عن القدرة على التحدّث والبلع، كما قد يؤدي إلى صعوبة فهم كلام الآخرين، وصعوبة الكتابة، والقراءة. وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض الأشخاص الذين فقدوا القدرة على البلع، أو الحركة، أو التحدث، قد يتمكّنوا من استعادة قدرتهم على القيام بهذه الوظائف بعد الخضوع لجلسات إعادة التأهيل العلاجيّ.
  • حدوث بعض التغيّرات السلوكيّة: حيثُ يعاني بعض المصابين بالجلطة الدماغيّة من فقدان الرغبة في الاجتماع مع الآخرين، بينما قد يشعر البعض بزيادة الرغبة في ذلك، وقد يعاني بعض المصابين بالسكتة من الاكتئاب والقلق.
  • الشعور بالألم والخدر: قد تؤدي الإصابة بالجلطة الدماغيّة في بعض الحالات، إلى حدوث ضرر في الجزء المسؤول عن الإحساس بالحرارة في الدماغ، وقد تؤدي أيضاً إلى فقدان الإحساس، والشعور بالخدر في بعض أجزاء الجسم، وقد تكون هذه الحالة مصحوبة بالشعور بالألم.

المراجع

  1. ^ أ ب "Everything You Need to Know About Stroke", www.healthline.com, Retrieved 8-5-2018. Edited.
  2. ↑ James McIntosh (23-11-2017), "Everything you need to know about stroke"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 5-8-2018. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Stroke", www.mayoclinic.org,16-5-2018، Retrieved 5-8-2018. Edited.
  4. ↑ Rachel Nall, "What Are the Different Types of Strokes?"، www.healthline.com, Retrieved 5-8-2018. Edited.