ما هي صفات علي بن أبي طالب الخلقية

ما هي صفات علي بن أبي طالب الخلقية

الصحابي علي بن أبي طالب

الصحابي علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي الهاشمي القرشي، هو ابن عم النبي عليه الصلاة والسلام، وأمه فاطمة بنت أسد،[1] والذي كان عند كثير من أهل العلم أول من أسلم من الصحابة، وقد تربى في حجر النبي عليه الصلاة والسلام ولم يفارقه، وشهد معه المشاهد كلها إلا غزوة تبوك حيث قال له النبي فيها: (ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى)،[2] كما كان حامل اللواء في كثير من المعارك، وحينما آخى النبي عليه الصلاة والسلام بين الصحابة قال لعلي: أنت أخي، وقد زوجه النبي الكريم ابنته فاطمة، ومناقبه رضي الله عنه كثيرة حتى قال الإمام أحمد بأنّه لم ينقل لأحد من الصحابة ما نقلي لعلي من المناقب.[3]

صفات علي بن أبي طالب الخَلقيّة

كان علي رضي الله عنه في الطول ربعة من الرجال إلى القصر ما هو، أدعج العينين، أي واسع العينين مع اشتداد سوادها،[4] حسن الوجه كأنّه في حسنه القمر ليلة البدر، عريض المنكبين، ضخم البطن، شثن الكفين، أي غليظ الكفين،[5] عتد وهو الشديد التام الخلقة، أغيد، أي مائل العنق لين الجوانب،[6] كأن عنقه إبريق فضة، كبير اللحية، أصلع، وليس في رأسه شعر إلا من خلفه لمنكبيه مشاش كمشاش السبع الضاري، والمشاشة ما برز من عظم المنكب،[7] ولا يتبين عضده من ساعده وكأنّما أدمجت، وهو إلى السمن ما هو، إذا مشى تكفأ وإذا أمسك بساعد رجل أمسك بنفسه حتى لا يكاد يتنفس، شديد اليد والساعد، ثابت الجنان، قوي شجاع، إذا مشى للحرب هرول منصوراً على من لاقاه.[8]

صفات علي بن أبي طالب الخُلقيّة

العلم

عن علي رضي الله عنه أنّه قال: (بعثَني رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ إلى اليمنِ، فقلتُ: يا رسولَ اللَّهِ تبعثُني وأَنا شابٌّ أقضي بينَهُم، ولا أدري ما القضاءُ؟ قالَ: فضربَ بيدِهِ في صَدري، ثمَّ قالَ: اللَّهمَّ اهدِ قلبَهُ، وثبِّتْ لسانَهُ، قالَ: فما شَكَكتُ بعدُ في قضاءٍ بينَ اثنَينِ)،[9] وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنهم كانوا يتحدثون فيما بينهم أن أقضى أهل المدينة علي، وقال سعيد بن المسيب إنّه ما قال أحد سلوني غيره، وقال عبد الملك بن أبي سليمان قلت لعطاء، أكان في صحابة الرسول عليه الصلاة والسلام من هو أعلم من علي، قال: لا، وكان ابن عباس رضي الله عنه يقول عن علمه أن تسعة أعشار العلم كانت عند علي، وكان يقول وإيم الله لقد شاركهم في العشر العاشر، كما كان ابن عباس يقول إذا ثبت شيء عندنا عن علي لم نعدل عنه إلى غيره، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتعوذ من معضلة ليس لها أبو الحسن.[1]

الزهد

رُوي عن محمد بن كعب القرظي أنّه قال سمعت علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول، لقد رأيتني لأربط على بطني من الجوع، وإن صدقتي اليوم تبلغ أربعة آلاف، وروى عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه، عن وكيع، قال حدثنا مسعر عن أبي بحر عن شيخ لهم، قال رأيت على علي إزاراً غليظاً اشتراه بخمسة دراهم، فقال من يربحني فيه درهماً بعته، ورُئي معه دراهم مصرورة، فإذا هي بقيّة نفقته من ينبع.[1]

التواضع

اشترى علي رضي الله عنه يوماً تمراً بدرهم، ثمّ وضع في ملحفه، فقال له الصحابة نحمل عنك يا أمير المؤمنين، فقال صاحب العيال أحق أن يحمل، وهذا يدل على خلق التواضع عنده.[10]

الشجاعة

قال أبو سعيد الخدري: (أخذَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلَى آلِهِ وسلَّمَ- الرَّايةَ فَهَزَّها ثمَّ قالَ: مَن يأخذُها بحقِّها؟ فجاءَ الزُّبَيْرُ فقالَ: أَنا فقالَ: أمِطْ ثمَّ قامَ رجلٌ آخرُ فقالَ: أَنا. فقالَ: أمِطْ. ثمَّ قامَ آخرُ فقالَ: أَنا، فقالَ: أمِطْ، فقالَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلَى آلِهِ وسلَّمَ-: والَّذي أَكْرمَ وجهَ محمَّدٍ لأُعْطيَنَّها رجلًا لا يفرُّ بِها، هاكَ يا عليُّ فقبَضَها ثمَّ انطلقَ حتَّى فتحَ اللَّهُ فدَكَ وخَيبرَ، وجاءَ بعجوَتِها وقَديدِها).[11]

الكرم والجود

تأثر علي رضي الله عنه بالتربية النبوية والقرآنية، حيث ظهرت آثارها في شخصيته وأخلاقه، ومن بينها خلق الكرم والجود التي تميز به، وقد نقل الحافظ بن كثير خبراً عن الأصبغ ابن نباتة أنّ رجلاً جاء إلى علي رضي الله عنه وهو أمير المؤمنين، فقال له: إنّ لي حاجة يا أمير المؤمنين قد رفعتها إلى الله تعالى قبل أن أرفعها إليك، فإن قضيتها لي شكرت الله وحمدته على ذلك، وإن لم تقضها لي حمدت الله وعذرت في ذلك، فقال له علي رضي الله عنه: اكتب حاجتك على الأرض فإنّي أكره أن أرى ذل سؤالك في وجهك، فكتب الرجل إني محتاج، فطلب علي حلية فأتي بها، ثم أخذها الرجل ولبسها، فأنشد الرجل في ذلك شعراً، ثمّ طلب علي رضي الله عنه مائة دينار، فأتي بها ثمّ دفعها إلى الرجل، فقال الأصبغ: يا أمير المؤمنين: حلة ومائة دينار، فقال له علي رضي الله عنه: إنّ هذه منزلة الرجل عندي،[10] ذلك أنّي سمعت رسول الله يقول: (أنزلوا الناس منازلهم).[12]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ابن الأثير (1994)، أسد الغابة في معرفة الصحابة (الطبعة 1)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 87، جزء 4. بتصرّف.
  2. ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجة، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم: 93، خلاصة حكم المحدث صحيح.
  3. ↑ ابن حجر العسقلاني (1415)، الإصابة في تمييز الصحابة (الطبعة 1)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 464، جزء 4. بتصرّف.
  4. ↑ "تعريف ومعنى أدعج في معجم المعاني الجامع "، المعاني لكل رسم معنى، اطّلع عليه بتاريخ 2017-12-03. بتصرّف.
  5. ↑ "تعرف ومعنى شثن في معجم المعاني الجامع "، المعاني لكلّ رسم معنى، اطّلع عليه بتاريخ 2017-12-03. بتصرّف.
  6. ↑ "تعرف ومعنى أغيد في معجم المعاني الجامع "، المعاني لكل رسم معنى، اطّلع عليه بتاريخ 2017-12-03. بتصرّف.
  7. ↑ "تعريف ومعنى المشاش في معجم المعاني الجامع "، المعاني لكل رسم معنى، اطّلع عليه بتاريخ 2017-12-03. بتصرّف.
  8. ↑ ابن عبد البر القرطبي (1992)، الاستيعاب في معرفة الأصحاب (الطبعة 1)، بيروت: دار الجيل ، صفحة 1123، جزء 3. بتصرّف.
  9. ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجة، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 1883، خلاصة حكم المحدث صحيح،
  10. ^ أ ب علي محمد محمد الصلابي (2004)، أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، الشارقة: مكتبة الصحابة، صفحة 283-286، جزء 1. بتصرّف.
  11. ↑ رواه الوادعي، في الصحيح المسند، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 396، خلاصة حكم المحدث صحيح.
  12. ↑ رواه محمد جار الله الصعدي، في النوافح العطرة، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 59، خلاصة حكم المحدث صحيح.