اتّصف رسول الله صلى عليه وسلم بأبهى صفات الجمال؛ فقد كان أحسن الناس وجهاً، ووصفه بعض الصحابة الكرام وجهه بأنّه كالشمس والقمر، كما كان مستديراً، وأزهر اللون لا بأمهقّ ولا أسمر، ولم يكن طويلاً ولا قصيراً إنّما كان مربوعاً وسطاً في الطول، كان كثيف الشعر واللحية، وشعره لا أجعد ولا أسبل،[1] وصفه بعض الصحابة الكرام بقوله: (كان رَبعَةً مِن القومِ، ليس بالطويلِ ولا بالقَصيرِ، أزهرَ اللوْنِ، ليسَ بأبَيضَ أمهَقَ ولاَ آدمَ، ليسَ بجَعدٍ قَطَطٍ ولا سَبطٍ رَجِلٍ)،[2] كما كان عليه السلام عظيم الفم، طويلَ شقّ العين، ورائحته أطيب من رائحة المسك ولا رائحة أطيب من رائحته، وكانت يداه عليه الصلاة والسلام ضخمتين وكفّه مبسوطةً ناعمةً كالحرير، وكانت قدماه ضخمتين وعقباه قليلا اللحم، كما كان بعيدَ ما بين الكتفين، وبين كتفيه الشريفتين يوجد خاتم النبوّة؛ وهو قطعة لحم زائدة من لون بشرته عليه الصلاة والسلام، أقرب إلى الجهة اليسرى من الكتفين، كما أعطاه الله تعالى قوةً أكثر من الآخرين، ويظهر ذلك من خلال بلائه في الحروب.[3]
اتصف عليه الصلاة والسلام بالأخلاق العالية الرفيعة التي يقتدي بها الخلق جميعهم، وهو الذي أثنى عليه الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم حيث قال: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)،[4] ومن هذه الأخلاق:[5]
كان الرسول عليه الصلاة والسلام أشد حياءً من العذراء في خدرها، وحيياً من فعل الشر وما هو قبيح أو حتى الرضا به.
كان صادقاً في كلامه وأفعاله صادقاً في نياته وكل أحواله، وكان حتى صادقاً مع أعدائه الذين شهدوا له بذلك، وهو الذي سُمّي الصادق الأمين لحرصه على الصدق الذي كان سبباً بوصوله إلى هذه المكانة العظيمة.
كان كثيرَ البذل والجود يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، ولا يردّ سائلاً إلا ويعطيه ما سأل، وبذلك كان يؤلف القلوب ويكسب حب الناس الذين كانوا يدخلون في الإسلام بسبب أخلاق هذه، قال أنس بن مالك رضي الله عنه: (ما سُئل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على الإسلامِ شيئًا إلا أعطاه).[6]
كان عليه الصلاة والسلام كثير العفو عن الناس حيث كان يتعرض للأذى ممن حوله ويعفو عنهم ويرفض الانتقام، من ذلك فظاظة الأعرابيّ الذي جذبه مرةً من ردائه حتى أثر ذلك في عاتقه، وكان يريد منه مالاً، فما كان منه عليه الصلاة والسلام إلا أن ابتسم له وأمر له بعطاء.
كان عليه الصلاة والسلام سمحاً ليّنَ الجانب، إذا جلس مع أصحابه لا يتعالى عليهم ولا يجلس على كرسيّ خاص به، ويعدّ نفسه واحداً منهم، وكان يجيب دعوة العباد ويزور المرضى ويشهد الجنائز، كما كان يخصف نعله ويخيط ثوبه بنفسه، إذ قالت السيدة عائشة رضي الله عنها عندما سُئلت عما كان يعمل النبي عليه الصلاة والسلام في بيته: (ما يصنَعُ أحدُكُم في بيتِهِ: يخصِفُ النَّعلَ، ويَرْقَعُ الثَّوبَ، ويَخِيطُ).[7]
لم يكن عليه الصلاة والسلام فحاشاً ولا لعاناً ولا بذيء اللسان، يبتع عن سب الناس وإيذائهم بالكلام، ولا يقول إلا خيراً، كما أنّه كان لطيفاً مع الناس يمازحهم ويباسطهم باعتدال واتّزان.
كان عليه الصلاة والسلام صبوراً جلداً أمام المصائب والمكاره التي تعرض لها، من ذلك وفاة زوجه وعمّه أبي طالب في العام نفسه، ومقتل عمّه حمزة الحبيب إلى قلبه، واتهام زوجته الطاهرة عائشة رضي الله عنها بالفاحشة، والكثير من إيذاء أعدائه وشتمهم وضربهم له، وإخراجهم إياه من مكة أحب البقاع إلى قلبه.[8]
كان عليه الصلاة والسلام مقداماً في الحروب والقتال، وكان يبيت ليله يدعو ربّه بالنصر.[8]
كان الرسول عليه الصلاة والسلام يجوِّز في صلاته رحمةً بالناس، ورحمة بالأم التي يشقّ عليها بكاء طفلها.[8]