يضمن العيش في كنف أبوين يتمتعان بزواج سعيد صحة الأطفال العقلية والجسدية والتعليمية والإجتماعية حسبما صرحت به الجمعية الأميريكية لعلم النفس، وبالمقابل فإنّ العيش مع أسرة مفككة وأبوين مطلقين له الكثير من الآثار السلبية وطويلة الأمد على الأطفال، ومن أهمها:[1]
قد تتأثر صحة الطفل العاطفية بعد طلاق والديه بشدة، خاصةً إن لم يضعا مصلحة طفليهما أولاً بعد الطلاق، وقد يشتد التأثير ليصل إلى مرحلة إصابة الطفل بالقلق والاكتئاب في حال كان الأبوان يتجادلان أمامه، أو في حال صب أحدهما جل غضبه من الآخر أمام الطفل، فقد يلوم الطفل نفسه أو يشعر بالتوتر والضغط لاختيار أحد والديه، ومن أكثر أعراض القلق والاكتئاب عند الأطفال مشاكل النوم، ومشاكل في التحصيل الدراسي، وسوء استخدام الحبوب والكحوليات، وإلحاق الأذى بالنفس، ومشاكل في الأكل، وقلة الاهتمام بالنشاطات الاجتماعية.
يمتد تأثير طلاق الوالدين في الطفل حتّى بعد مرور وقت طويل وبعد بلوغه، فقد يجد صعوبة بالغةً في الحفاظ على علاقاته الاجتماعية، وقد صرح الطبيب النفسي جان جامباينر في مقالته بعنوان (الطلاق يؤذي الأطفال وحتّى البالغين منهم) أنّ الشخص الذي عانى من طلاق والديه قد يتزوج وهو يفكر أنّه يستطيع الخروج من هذا الزواج في أي وقت، وبناءً على دراسة دامت عشرين عاماً من قبل المجلس الدولي للأبحاث على أطفال بالغين عانوا من طلاق أهلهم فإنّهم الأكثر أرجحية على الطلاق من شركائهم.
من أحد الآثار الإيجابية طويلة الأمد للطلاق على الأطفال الاقتداء بالوالدين اللذين تخلصا من الزواج الخالي من الحب والاحترام المتبادل والثقة، فذلك يبين لهم ما يجب أن يكون عليه الزواج السعيد وما يجب أن يخلو منه.
قد يكون الطلاق الحل الأفضل في بعض الأحيان بالنسبة للطفل، وبناءً على ما صرح به الدكتور فيليب مكجراو المشهور ببرنامجه (دكتور فيل) من الأفضل أن يخرج الطفل من العيش في منزل متفكك ليعيش في منزل سعيد، فالطلاق قد يعني له التخلص من منزل حزين وأبوين تعيسين يتجادلان على الدوام من دون احترام أحدهما للآخر، وقد يعيش الطفل بسعادة ويتمتع بعلاقة سليمة مع كلا والديه إن رآهما سعداء من دون مشاكل أو توتر ناتج عن زواج غير ناجح.
أظهرت الدراسات أنّ للمرأة النصيب الأكبر من الآثار السلبية الناتجة عن الطلاق، حيث ظهرت علامات من سوء الصحة العامة وارتفاع نسب التوتر والقلق على المرأة أكثر من شريكها الرجل، والأمر يعود لعدد من الأسباب من أهمها المشاكل المالية، ففي حال كانت المرأة المطلقة غير عاملة ستضطر أن تخرج للبحث عن وظيفة وخاصةً إن كان الأولاد في وصايتها، والوظائف عادةً ما تعطي الرجل راتباً أعلى من راتب المرأة العاملة في نفس الوظيفة، مما يزيد الأمر سوءاً بالنسبة للمرأة، ولأنّ مسؤوليتها تجاه أولادها أكبر من مسؤوليات الرجل فلن تتمكن من العمل لساعات إضافية كما قد يقوم الرجل،[2] ومن أهم نتائج الطلاق على المرأة كذلك النتائج العاطفية، فالرجال يتزوجون مجدداً أسرع من المرأة بعد الطلاق، كما وتزداد احتمالية بنائهم علاقات عاطفية أخرى أثناء فترة الانفصال عن زوجاتهم، في الوقت الذي تكون فيه المرأة لا زالت في ضياع عاطفي.[2]
أظهرت الدراسات أنّ للطلاق آثاراً سلبية في صحة الشخص، لذا يجب أخذ الأعراض التالية بعين الحسبان لتجنب تفاقهما:[3]