ما مظاهر قدرة الله

ما مظاهر قدرة الله

مظاهر قدرة الله تعالى

سخّر الله تعالى الكون لخدمة البشر، فقد أخضع الله الشمس والقمر والبحار والأرض والجبال وغيرهم لخدمة الإنسان، فهي لا تخضعُ لنا إلاِ بإذنه تعالى، فإنّ كل ما يحتويه الكون يعمل بأمرٍ من الله، فتشرِقُ الشمس وتغيب بقدرة الله وأمره، وتهبُّ الرياح وتتوقف بأمر من الله وكذلك المطر الذي جعله الله مسؤولاً عن حياة الناس، كل تلك المظاهر وغيرها من قدرة الله عز وجل.[1]

مظاهر قدرة الله تعالى في خلق الإنسان

إنّ من مظاهر قدرة الله تعالى خلق الإنسان، فإنّه يُخلق من نطفة، ثمّ علقة، ثمّ مضغة، ثمّ عظام واللحم، ويبقى الجنين متصلاً بأمِّه ويتغذى من أحشائها حتّى يشاء الله ويأذن أن يخرج للحياة، ومن رحمة الله تعالى أنّ أول جهاز يعمل في جسد الإنسان هو جهاز التنفس، فأول ما يظهر من أعضاء الجنين هو الرأس، والحكمة في ذلك هو التنفس ثمّ يلوذ بجسده خارجاً من رحم أمّه وبذلك تظهر عظمة الله تعالى وقدرته حتّى في ترتيب مراحل خروج الجنين إلى الحياة، وربما يموت الجنين في بعض الحالات التي يخرج قدماه قبل رأسه، لأنّ ليس لديه القدرة على الحفاظ على حياته بدون تنفس، ففي هذه الحالات يُلجأ إلى الطبيب لإنقاذ الجنين والحفاظ عليه من الاختناق والقيام بالعملية القيصرية.[2]

مظاهر قدرة الله في السماء

مظاهر قدرة الله تعالى في الشمس

من مظاهر قدرة الله تعالى خلق الشمس التي لولاها لما كان هنالك ليلٌ أو نهار، ولا كان هنالك انتفاع بالأبصار أو تمييزٌ للألوان، فبنورها تُضيء الأرض وما عليها مُعلنةً وقت العبادة والعمل، ولولا غيابها لما ارتاحت الأبدان أو همدت الحيوانات، ولولاها لما تبادل فصلي الصيف والشتاء، وهذه من الأمور التي أظهرها لنا الله تعالى من الأعمال التي تقوم بها الشمس والباقي كان أعظم وفي علم الله، واستكمالاً لمظاهر قدرة الله تعالى في الشمس فإنّها تمتلك في مركزها قوة احتراق تبلغ درجة حرارتها عشرين مليون درجة مئوية، وتبلغ درجة حرارة قوة احتراقها لسطحها الخارجي ستة آلاف درجة مئوية، كما تبلغ قوة إشعاع الشمس لأضوائها في الفضاء خمسمئة ألف مليون قوة حصان في الثانية الواحدة.[3]

مظاهر قدرة الله تعالى في الكواكب

تتجلى عظمته تعالى في الكواكب التي تحملها السماء، وقدرته تعالى في تثبيتها وعدم سقوطها على الأرض، وسيرها بنظامٍ معينٍ دقيقٍ، إضافةً إلى الغلاف الجوي الذي يحمي الأرض من الإشعاعات الكونية والشهب والنيازك المختلفة.[4]

مظاهر قدرة الله تعالى في الأرض

مظاهر قدرة الله تعالى في قشرة الأرض

تتجلى مظاهر قدرة الله حتّى في القشرة الأرضية، فقد جعل الله تعالى قشرة الأرض ثابتةً صلبة لا تتحرك، كي يُحقق هدفه من الإنسان في إعمار الأرض وبنائها وجعْلها مسكناً وعيشاً له، ولكن وفي بعض الأحيان تتحول القشرة الأرضية من ثابتة إلى متحركة ليحدث بذلك البراكين والزلال والتي لا زالت تُحير العلماء في التنبؤ بها قبل وقوعها، ومن مظاهر قدرة الله تعالى أيضاً أن أعطى الله الحيوانات التي لا تفكر ولا تعقل غريزةً للإحساس بقرب وقوع الزلازل، ومن الممكن ملاحظة الحيوانات المحبوسة في الأقفاص أو الأماكن المغلقة بأنّها تفر هاربة أو يحصل لها هيجان عند حدوث زلزال، وكل ذلك ليرينا الله سبحانه وتعالى أنّه هو من يُنعم على الإنسان بالعلم، ولا يحصل عليه الإنسان بقدرته.[1]

مظاهر قدرة الله تعالى في النباتات

تتنوع مظاهر قدرة الله تعالى في النباتات ومنها أن يختار كلُ نبات ما يُلائمه من عناصر التربة، ويترك ما لا يريده لنباتات أخرى تفيدها هذه العناصر، لتختار شكل ثمارها بما أمرها به عز وجل، فتُنْبِتُ الأرض الواحدة والتربة الواحدة والتي سُقِيت من ماء واحد ثماراً ذات أشكالٍ وألوانٍ وأحجامٍ ورائحةٍ وطعمٍ مختلفةٍ، فمنها ما له اللون الأحمر أو الأصفر أو الأبيض، ومنها ما رائحته قوية نفاذة وأخرى لا تمتلك أي رائحة، ومنها ما هو صغير الحجم أو كبير، وإحداها حلوة الطعم والأخرى مُرّة، كل ذلك بقدرة الله تعالى ومشيئته.[1]

مظاهر قدرة الله تعالى في الهواء

إنّ الهواء من مظاهر قدرة الله تعالى العظيمة، فهو مهم في الحفاظ على اعتدال الحرارة في أجسام المخلوقات ولا سيما الحيواناتِ في البر وحتّى تلك التي في البحارِ فهي تمتص الأكسجين الذائب في الماءِ لتحافظ على بقائها على قيد الحياةِ، كما تسوق الرياح السحاب في السماء وبأمر من الله تعالى تتحرك إلى أرض مُختارةٍ لإنبات ما فيها من زراعةٍ، ولولا قدرته تعالى في خلق الرياح لما تحركت السحب وبقيت في مكانها وبارت الأرض وما انتفع منها البشر، كما تظهر قدرته تعالى في حركة الهواء المستمرة فلولا ذلك لتعفنت الأرض، وتأثرت المباني ومرِضت الحيوانات واختنقت الكائنات.[3]

مظاهر قدرة الله تعالى في البحار

من مظاهر قدرة الله تعالى خلق البحار التي تبلغ سعتها أضعاف سعة الأرض وما فيها من أنواعٍ مختلفةٍ من الحيوانات والطيب والجواهر والتي تُضاهي أيضاً أضعاف ما على الأرض من هذه الأنواع، كتلك الأصداف التي تحْتضِنُ لؤلؤاً في داخلها تحت البحار، بالإضافة إلى العنبر الذي تُفرزه بعضاً من الكائنات الحية البحرية ويقال أنّه حيوان التمساح، كما تتجلّى قدرته تعالى في جعل البحار بساطاً يحمل السفن لتلبية احتياجات العباد من تحصيل للرزق وطلب للمال.[3]

المراجع

  1. ^ أ ب ت محمد الشعرواي، الأدلة المادية على وجود الله، صفحة 10,107,27. بتصرّف.
  2. ↑ محمد الشعراوي (1997)، تفسير الشعراوي - الخواطر، صفحة 981,980، جزء 17. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت أبو حامد الغزالي، اسرار المخلوقات، سوسة-تونس: دار المعارف، صفحة 37,36,19,16,17,44,43. بتصرّف.
  4. ↑ لجنة القرآن والسنه، المنتخب في تفسير القرآن الكريم، بيروت-لبنان: دار الأرقم بن أبي الأرقم، صفحة 444. بتصرّف.